حزب مصر أكتوبر: الاحتلال الإسرائيلي يوظف المساعدات كسلاح لتجويع وإذلال سكان غزة
قال محمد عيد، أمين عام حزب أكتوبر مصر التابع لحزب المصريين في الخارج، إن بيان الأونروا يعكس غضبًا مُبررًا وإحباطًا عميقًا من تعامل إسرائيل المُتعمّد مع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. لم يعد هذا السلوك يقتصر على الإهمال، بل تفاقم إلى تعنت مُمنهج واستغلال سياسي قائم على إذلال السكان وتجويعهم.
في بيان، أكد أن وصف وكالة الأمم المتحدة لنظام توزيع المساعدات بأنه “مهين” و”غير مُصمم لمكافحة الجوع” لم يكن مجرد خطاب دبلوماسي، بل تعبير عن الألم والواقع المأساوي على الأرض. أصبحت طوابير الجياع أهدافًا لفخاخ الموت التي نصبتها إسرائيل، وتديرها شركات أمنية خاصة، بما في ذلك شركات أمريكية. كل هذا في ظل غياب حتى أبسط الجوانب الأخلاقية والإنسانية في التعامل مع المدنيين المحاصرين.
وتابع رئيس الحزب: “إن الإشارة المباشرة إلى أرقام الضحايا اليومية في نقاط التوزيع الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية تكشف عن النية المتعمدة لإدامة العقاب الجماعي، وحرمان مفهوم المساعدات من دلالاته الإنسانية، وتحويله إلى أداة للهيمنة والاستعباد”.
وأشار محمد عيد إلى أن منظومة الحرب الإسرائيلية أصبحت تعتمد على استنزاف الشعب الفلسطيني في تفاصيل حياته اليومية وإخضاعه لضغوط الجوع والحرمان بعد أن فشلت الآلة العسكرية في كسر إرادته.
وأوضح أن ما يحدث في غزة لا يُمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل يُمثل تحديًا مباشرًا للأمم المتحدة ومؤسساتها، وتجاهلًا لمبدأ الحياد في العمل الإغاثي. وأضاف أن ما يحدث في غزة ليس مجرد سوء إدارة للمساعدات، بل هو سياسة ممنهجة تهدف إلى تعميق المعاناة وتفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل. ويتجلى ذلك في التواطؤ الدولي والصمت الغربي، الذي لم يشهد الحصار فحسب، بل أصبح أداةً فيه.
