معاريف: الشاباك جند عصابات إجرامية كبرنامج تجريبي لفرض حكم بديل لحماس في منطقة محددة برفح

وسائل إعلام عبرية: معظم عناصر الميليشيات المسلحة الإسرائيلية في قطاع غزة مجرمون.
وذكرت صحيفة عبرية مساء الاثنين أن معظم عناصر الميليشيات المسلحة الإسرائيلية في قطاع غزة هم “مجرمون متورطون في تهريب المخدرات والاتجار بها وجرائم الممتلكات”. وجاء ذلك في تقرير لصحيفة معاريف بعنوان “التعاون مع أبو الشباب.. العصابات لا يمكن أن تكون بديلاً على المدى الطويل”. وذكرت الصحيفة أن “الجهة التي تقف وراء تجنيد عصابة أبو الشباب الإجرامية هي جهاز الأمن العام (الشاباك)”. وأشارت إلى أن رئيس الجهاز رونين بار أوصى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “بمواصلة تجنيد العصابة وتزويدهم ببنادق كلاشينكوف ومسدسات تم الاستيلاء عليها من حماس وحزب الله خلال الحرب وتم نقلها إلى مستودعات الجيش الإسرائيلي”. وأوضحت أن بار وجهاز الأمن العام (الشاباك) عرضا على نتنياهو خطة تجريبية تنص على: “هناك كميات هائلة من الأسلحة المختلفة في قطاع غزة – مسدسات، عبوات ناسفة، صواريخ محمولة على الكتف، وغيرها”، وأن “الإدخال المتحكم فيه لعدد محدود ومدروس من البنادق والمسدسات لن يغير ميزان الأسلحة في قطاع غزة”. اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، بتسليح ميليشيا في قطاع غزة، لاستخدامها ضد حركة حماس، وذلك بعد أن كشف وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان عن ذلك. في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، أن “الميليشيا” المسلحة إسرائيليا في قطاع غزة تعمل في التهريب والابتزاز ولا تهتم بالقضية الفلسطينية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف هويته.
** العصابات الإجرامية وبحسب الصحيفة فإن “عصابة أبو الشباب تتألف من عشرات الأعضاء وهي عبارة عن جماعة قبلية تعتمد على الأسرة”. وقالت: “معظم الأشخاص الذين يجندهم الشاباك لهذه العصابة كميليشيات ومرتزقة لإسرائيل هم مجرمون من غزة متورطون في تجارة المخدرات والتهريب وجرائم الممتلكات”. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن “ياسر أبو شباب، وهو بدوي يبلغ من العمر 32 عاماً من رفح، يُصوَّر على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره زعيم ميليشيا محلية مهمتها، كما يقول، حماية المدنيين وتوزيع المساعدات الإنسانية”. ومع ذلك، ووفقًا للصحيفة، كان معروفًا بنهب شاحنات الأمم المتحدة وإعادة بيع المساعدات الإنسانية العام الماضي. وقالت الصحيفة إنه نفى هذه الادعاءات. وأشارت صحيفة معاريف إلى أن “أساس المشروع العملياتي للشاباك كان استخدام العصابة كبرنامج تجريبي لاختبار ما إذا كانت قادرة على فرض نوع من الحكم البديل لحماس في منطقة صغيرة محددة داخل رفح”. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا المعارض، الخميس، إن الحكومة الإسرائيلية “تسلم أسلحة لمجموعة من المجرمين والخارجين عن القانون المنتمين إلى داعش”. ولم ينف مكتب رئيس الوزراء نتنياهو هذا الأمر، وقال: “تعمل إسرائيل بطرق عديدة لهزيمة حماس، بناء على توصيات كافة الأجهزة الأمنية العليا”. وأكد نتنياهو نفسه لاحقًا تسليح الميليشيات، قائلاً: “ما الخطأ في ذلك؟ إنه أمر جيد. إنه ينقذ أرواح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”.
** مبررات إسرائيلية ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي لم تكشف هويته قوله: “الهدف ليس بناء بديل شامل لحماس، بل استكشاف إمكانية إنشاء وحدات محلية يمكن أن تحل محل حكم حماس في مناطق جغرافية محددة”. وأضاف المصدر الأمني: “هناك آراء متباينة داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن هذه الخطوة”. وتابع: “في الوقت الحالي، هذه مبادرة صغيرة ومحدودة جدًا. إنه مشروع تجريبي أولي، ولا أحد يعلم كيف أو أين سيتطور”. وأقر بأنه “من غير الواضح إلى أي مدى سيكون لأعضاء عصابة أبو الشباب نفوذ في المنطقة التي يعملون فيها”. وبحسب الصحيفة فإن “هناك أشخاصا في الجيش الإسرائيلي غير متحمسين لفكرة تجنيد عصابة إجرامية كحل طويل الأمد وخطوة استراتيجية”. ونُقل عن مصدر عسكري إسرائيلي لم يُكشف عن هويته قوله: “ما دام الأمر يتعلق بتحرك تكتيكي محلي يُفيدنا في بعض النواحي، فلا مشكلة لدينا فيه. لكن هذه العصابات لا يُمكن أن تكون بديلاً عن خطة حماس الاستراتيجية طويلة المدى”. وزعم مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أكثر من مرة أن “عصابات مسلحة” مدعومة من إسرائيل تقوم بنهب المساعدات الإنسانية النادرة التي تدخل القطاع وسط حصار إسرائيلي خانق. منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل ـ بدعم أميركي ـ جرائم إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها. خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 180 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال. قبل الإبادة الجماعية، حاصرت إسرائيل غزة ثمانية عشر عامًا. واليوم، أصبح ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني، من أصل 2.4 مليون نسمة، بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب منازلهم.