رغم تراجع الخام عالميا والدولار محليا.. شركات الحديد تثبت الأسعار للشهر التاسع على التوالي

– قسم مواد البناء في اتحاد غرف الصناعة والتجارة: تراجع الإنتاج أدى إلى تقليص العرض وبالتالي استقرار الأسعار. – المدير العام لغرفة صناعة المعادن: ارتفاع استهلاك الطاقة يؤدي إلى تآكل فوائد انخفاض التكاليف.
حافظ منتجو حديد التسليح المصريون على أسعارهم ثابتة للشهر التاسع على التوالي في يونيو، رغم الانخفاض الكبير في أسعار خام الحديد عالميًا وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي محليًا. وهذا يثير تساؤلات حول أسباب التزام المصانع بالأسعار الحالية.
وتتراوح أسعار طن الأسمنت في السوق المحلي بين 33.500 و38.200 جنيه مصري، تسليم المصنع، في ظل حالة الركود التي أصابت القطاع منذ بداية العام.
بلغت الأسعار ذروتها في شهر يناير.
وصلت أسعار الحديد إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 60 ألف جنيه للطن في يناير 2024، قبل أن تنخفض تدريجيًا مع تحرير سعر الصرف واستقرار الدولار عند حوالي 50 جنيهًا. إلا أن آخر تخفيض للسعر كان في أكتوبر الماضي بواقع 2500 جنيه للطن، ولم تشهد السوق أي تعديلات منذ ذلك الحين.
رغم هذا الاستقرار، انخفضت العقود الآجلة لخام الحديد العالمي الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها في نحو شهرين، عند 96.84 دولارًا للطن. ويعزى هذا الانخفاض إلى مخاوف بشأن الطلب عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50%، بالإضافة إلى ضعف أداء الصين، أكبر مستهلك للصلب في العالم.
الدولار ينخفض لكن الأسعار تبقى مستقرة
في مايو الماضي، انخفض سعر الدولار إلى 49.7 جنيهًا مصريًا في السوق المصرية، وهو أدنى مستوى له في ستة أشهر. وكان من المتوقع أن يؤثر ذلك سلبًا على أسعار الحديد، لكن السوق لم يتفاعل مع هذه التغييرات.
الزيني: تراجع الإنتاج أدى إلى تراجع العرض.
وأوضح أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية المصرية، استمرار استقرار الأسعار، قائلاً إن تراجع الطاقة الإنتاجية خاصة بالمصانع الكبرى أدى إلى انخفاض كميات الحديد الموردة للسوق، وبالتالي الحفاظ على مستوى الأسعار الحالي.
وأشار الزيني إلى أن ركود السوق دفع المصانع إلى خفض طاقتها التشغيلية لتجنب فائض الإنتاج، مما حافظ على استقرار الأسعار رغم تقلبات السوق الخارجية.
كشفت وثيقة حكومية اطلعت عليها الشروق أن إنتاج حديد التسليح المصري انخفض إلى 1.95 مليون طن في الربع الأول من عام 2025، بانخفاض قدره 10% على أساس سنوي. كما انخفضت المبيعات المحلية بنسبة 8%، لتصل إلى 1.43 مليون طن فقط.
صناعة المعادن: تكاليف الطاقة ترفع الأسعار
أكد محمد حنفي، المدير التنفيذي لغرفة صناعة المعادن، أن انخفاض أسعار المواد الخام العالمية لم يكن حادًا لدرجة تدفع المصانع المحلية إلى خفض أسعارها. وأوضح أن ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود في الأشهر الأخيرة قضى على أي مكاسب تحققت من انخفاض التكاليف.
وأضاف حنفي أن الحفاظ على استقرار الأسعار في ظل ارتفاع أسعار الطاقة المستمر أمرٌ بالغ الأهمية لضمان استمرار المصانع في الإنتاج وتغطية تكاليف التشغيل. وأشار إلى أن صناعة الحديد تعتمد على مدخلات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
ويضم السوق المصري 14 مصنعاً لحديد التسليح، أشهرها شركة عز للصلب، وشركة بشاي للصلب، وشركة السويس للصلب، وشركة الصلب المصرية.