غزة.. بلديات الوسطى تحذر من توقف خدماتها بسبب أزمة الوقود

• يأتي ذلك نتيجة استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، والذي سيستمر في الساعات القادمة ويشكل خطراً على الصحة والبيئة.
حذّرت بلديات وسط قطاع غزة، يوم الاثنين، من توقف خدمات النقل العام بشكل كامل خلال الساعات القادمة بسبب أزمة الوقود الناجمة عن استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية. وتنذر هذه الأزمة “بكارثة صحية وبيئية جسيمة، وانتشار الأوبئة والأمراض”.
وحذرت الشركة في بيان من “توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل خلال الساعات المقبلة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وسيارات جمع ونقل القمامة والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض وتنظيف الشوارع”.
وأكدت البلديات أنها ستواصل تقديم الحد الأدنى من الخدمات رغم محدودية الموارد ونقص الوقود، مشيرة إلى أنها تعيش حاليا حالة “شلل تام وتوقف تام عن العمل بسبب منع إسرائيل دخول الوقود إلى منشآتها”.
وحذرت التجمعات السكانية أيضًا من “كوارث صحية وبيئية خطيرة، وانتشار الأوبئة والأمراض” نتيجة هذا الإغلاق، خاصة وأن إسرائيل استمرت في منع تدفق مياه شركة ميكوروت إلى قطاع غزة، وهي مصدر رئيسي للإمدادات للمنطقة الوسطى، منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي 29 مايو/أيار، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان معلوماتي أن إمدادات المياه اليومية للفرد في قطاع غزة انخفضت بنسبة 99% بسبب الدمار الواسع النطاق الذي قامت به إسرائيل للبنية التحتية للمياه.
وبحسب بيان لمكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي قام بتدمير وتعطيل 719 بئر مياه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أدى إلى أزمة مياه خانقة.
وفي مايو/أيار الماضي، صرح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي، بيدرو أراوجو أغودو، بأن تدمير إسرائيل للبنية الأساسية للمياه في قطاع غزة وحرمان السكان من الوصول إلى المياه النظيفة يشكلان “قنبلة صامتة ولكنها قاتلة”.
وأشارت التجمعات السكانية إلى أنه مع حلول فصل الصيف، وهو الوقت الذي يحتاج فيه الفلسطينيون إلى المياه بشكل عاجل، يزداد خطر الكوارث البيئية والصحية.
وطالبت الأهالي كافة المنظمات الأممية والدولية، وكذلك كافة الأطراف ذات الصلة، بالتدخل العاجل و”توفير الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومضخات الصرف الصحي وشاحنات القمامة والمعدات الثقيلة حتى تتمكن الأهالي من استئناف خدماتها ومهامها الإنسانية”.
ودعت إلى “التنسيق العاجل لإعادة تأهيل خط مياه شركة ميكوروت الإسرائيلي، لما له من أهمية استراتيجية في دعم شبكة المياه في المحافظة الوسطى، خاصة في ظل الحرب والدمار المستمر”، بحسب البيان.
وحملت التجمعات إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي “كارثة إنسانية في قطاع غزة، وهناك خطر الانهيار الكامل”، واعتبرت ما حدث “جريمة حرب وانتهاكا صارخا لكافة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية”.
وفي 25 مايو/أيار، حذرت مدينة غزة من انهيار وشيك وواسع النطاق لأنظمة المياه والصرف الصحي في المدينة بسبب نقص إمدادات الوقود والهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الحيوية، مما يهدد بـ”الجفاف الشامل” وكارثة صحية وبيئية لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية وإمدادات كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل معابرها الحدودية في الثاني من مارس/آذار، مما أدى إلى منع دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، مع تصعيد الجيش الإسرائيلي لحملته الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في الجيب المحاصر.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 11 ألفًا. كما شُرّد مئات الآلاف.
تفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة منذ ثمانية عشر عامًا. تشرد ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني، من أصل نحو 2.4 مليون نسمة، بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة. ويعاني قطاع غزة من مجاعة خانقة بسبب إغلاق إسرائيل المعابر الحدودية أمام المساعدات الإنسانية.