الاقتصاد السعودي ينمو 3.4% في الربع الأول من 2025 بدعم الأنشطة غير النفطية

حقق الاقتصاد السعودي معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4% على أساس سنوي و1.1% على أساس ربع سنوي في الربع الأول من عام 2025. وقد حدث هذا النمو على الرغم من انخفاض النشاط النفطي ويعكس التحول الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي حاليًا لتقليل اعتماده على النفط كمحرك أساسي للنمو.
أعلنت الهيئة الوطنية للإحصاء السعودية اليوم في بيان رسمي أن الأنشطة غير النفطية ساهمت بأكبر قدر في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للاقتصاد السعودي، مسجلةً ارتفاعًا قدره 2.8 نقطة مئوية. وساهمت الأنشطة الحكومية وضرائب المنتجات الصافية بنسبة 0.5 و0.2 نقطة مئوية على التوالي في النمو، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما ساهمت الأنشطة النفطية بانخفاض قدره 0.1 نقطة مئوية.
اعتمدت المملكة العربية السعودية إصلاحات اقتصادية شاملة في إطار رؤية 2030، التي أطلقها ولي العهد السعودي عام 2016، لإنهاء سنوات من الاعتماد على النفط كمحرك رئيسي للاقتصاد. وشملت هذه الإصلاحات إنشاء العديد من المشاريع السياحية، وفتح الاقتصاد أمام المستثمرين الأجانب، وإعادة هيكلة صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
سجلت الأنشطة غير النفطية في الاقتصاد السعودي نمواً بنسبة 4.9% على أساس سنوي و1.0% على أساس ربع سنوي في الربع الأول من عام 2025، في حين انخفضت الأنشطة النفطية بنسبة 0.5% و1.2% على أساس سنوي وربع سنوي على التوالي.
رغم هذا النمو في الأنشطة غير النفطية، لا تزال الإيرادات النفطية تُشكّل الحصة الأكبر من الميزانية السعودية، حيث بلغت 149.8 مليار ريال سعودي (57%). وبلغت الإيرادات غير النفطية 113.8 مليار ريال سعودي، مُشكّلةً 43% من إجمالي الإيرادات الحكومية السعودية، وفقًا لوزارة المالية.
تواجه الميزانية السعودية تحديات متزايدة في ظل انخفاض أسعار النفط وتوقعات بفائض يبدأ في أوائل عام 2025. ويتوقع تقرير صادر عن جولدمان ساكس أنه في حال استمرار انخفاض أسعار النفط، ستسجل الميزانية السعودية أكبر عجز لها منذ عام 2020 بنهاية عام 2025، بنسبة 9%، مقارنةً بالهدف البالغ 2.3%. بلغ سعر خام برنت في السوق العالمية 66 دولارًا للبرميل بنهاية هذا الأسبوع، وتحتاج المملكة العربية السعودية إلى سعر 94 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها.