هآرتس: الجنود الإسرائيليون يتوقون لقتل فلسطينيي الضفة كما في غزة

منذ 4 ساعات
هآرتس: الجنود الإسرائيليون يتوقون لقتل فلسطينيي الضفة كما في غزة

تناولت صحيفة إسرائيلية حادثة إطلاق جندي النار على مراهق فلسطيني في فراشه بالذخيرة الحية، وعلقت: “في غزة، كل شيء مسموح به. والآن، يُسمح للجنود في الضفة الغربية بفعل أي شيء أيضًا”.

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، الاثنين، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية حريصون على قتل الفلسطينيين في المنطقة مثل نظرائهم في قطاع غزة، وأن قادتهم يسمحون لهم بذلك.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن جنديا إسرائيليا قتل شابا فلسطينيا نهاية مايو/أيار الماضي أثناء نومه في سريره داخل منزل في قرية جيت بمحافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية.

وقالت إن “القوات الإسرائيلية دخلت قرية فلسطينية في منتصف الليل، واقتحمت بالقوة مبنى لم يكن موجودا فيه أي شخص مطلوب، وأيقظت جميع السكان، بمن فيهم الرضع والأطفال وكبار السن، دون سبب واضح”.

وأضافت: “بعد ذلك مباشرةً، اقتحم الجنود باب إحدى الشقق. بدأ أحد الجنود بإطلاق النار من مسافة قريبة بالذخيرة الحية على شاب كان نائمًا في سريره. لم يتضح ما إذا كان الشاب قد استيقظ، ولكن من الواضح أنه أُطلق عليه النار وهو لا يزال في سريره”.

وتابعت: “هرع الجنود لتحرير زميلهم الذي أطلق النار، وهم يصرخون: لماذا أطلقت النار يا مجنون؟ لكن الأوان كان قد فات. جاسم الصدة، الشاب البريء ذو العشرين ربيعًا، لقي حتفه على الفور متأثرًا بأربع رصاصات أُطلقت على جذعه، بينما كان والده يرقد على السرير في الغرفة المجاورة”.

وذكرت الصحيفة أن الحادثة وقعت قبل أسبوعين، ليلة 27-28 مايو/أيار الماضي، في قرية جيت بمحافظة قلقيلية.

وأضافت: “أعطى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إجابةً مقتضبةً لا ترقى حتى إلى مستوى التزاماته الأساسية. ماذا يعني قوله: ‘الحادث قيد التحقيق’؟ من سيحقق فيه؟ متى سيبدأ التحقيق؟”

وتابعت: “وفقًا لرد المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، لم تُجرِ الشرطة العسكرية أي تحقيقات، كما هو معتاد في حالات الاشتباه بسلوك إجرامي. علاوة على ذلك، لم يُعتقل الجندي ولم يُوقَف عن العمل”.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: “كل هذا يعني أنه في نظر كبار قادة الجيش فإن قتل شاب بريء في فراشه هو عمل روتيني”.

وأعربت عن اعتقادها بأن “هذا هو ما يحدث عندما يقتل الجيش آلاف الأبرياء في قطاع غزة: المسعفين، والصحفيين، والأطفال، وكبار السن، والنساء، ومؤخرا، الجوعى الذين يصطفون في نقاط توزيع الغذاء”.

“كان كل شيء مسموحًا به في قطاع غزة. والآن أصبح كل شيء مسموحًا به للجنود في الضفة الغربية”، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس.

وأضافت: “في كلا المكانين، لا شيء أثمن في نظر الجيش الإسرائيلي من حياة الفلسطينيين. وهذا الحادث المخجل يثبت ذلك بما لا يدع مجالاً للشك”.

وأضافت: “لقد بلغت عملية التهجير في الضفة الغربية ذروتها، ومن الواضح أن الجنود هناك يسعون جاهدين للتصرف كنظرائهم في قطاع غزة. ويسمح الجيش الإسرائيلي بذلك، مما يُفقد شعاره السابق بأنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم أي مضمون”.

وأضافت: “إن القادة العسكريين الإسرائيليين لا يعتبرون الإعدام الواضح لشاب نائم في سريره مسألة خطيرة تتطلب خطوات فورية وحاسمة مثل الاعتقال والتحقيق الجنائي والمحاكمة”.

وذكرت أن هذه الأفعال “تبعث برسالة إلى كل جندي في الجيش مفادها أنه حر في فعل ما يشاء. ومع حكومة لا تدعم هذه الأعمال الشنيعة فحسب، بل تدفع أيضًا نحو المزيد من جرائم الحرب، ستصبح إسرائيل أكثر قسوة ونبذًا”.

بالتوازي مع تدمير قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 974 فلسطينيًا، وجُرح ما يقرب من 7000، واعتُقل أكثر من 17000.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة. قُتل وجُرح أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، ومئات الآلاف مُهجّرين.


شارك