نهاية حزينة لمغامرة السفينة مادلين وسط صمت العالم – ما نعرفه حتى الآن

• أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن الاستيلاء على السفينة واعتقال النشطاء وترحيلهم إلى بلدانهم.
• تزعم إسرائيل أن “الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن السفينة ولم يستهلكها “المشاهير” يتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية”.
• تحالف أسطول الحرية يدعو الدول الأوروبية للتدخل ويعلن عن اختطاف ناشطين.
• التأكيد على أن اعتراض أي سفينة في المياه الدولية ومنعها من القيام بمهام الإغاثة يعد جريمة حرب.
• دعت مقررة الأمم المتحدة فرانسيسكا ألبانيزي بريطانيا إلى التدخل والإفراج عن السفينة التي ترفع علمها.
أبحرت السفينة المدنية “مادلين” التابعة لتحالف أسطول الحرية نحو غزة وعلى متنها مساعدات إنسانية ونشطاء دوليين في مجال حقوق الإنسان، منتهكة بذلك الحصار الإسرائيلي غير القانوني والإبادي لقطاع غزة.
تم تسمية السفينة على اسم أول وأصغر صيادة في قطاع غزة في عام 2014، وتجسد السفينة روح الصمود الفلسطينية الثابتة والمعارضة العالمية المتزايدة لسياسات إسرائيل في العقاب الجماعي والتجويع المتعمد.
شارك في الرحلة متطوعون من عدة دول، منهم النائبة الأوروبية ريما حسن والناشطة المناخية غريتا ثونبرغ. نقلت السفينة إمدادات إغاثة عاجلة لسكان غزة، شملت حليب أطفال، ودقيقًا، وأرزًا، وحفاضات، ومنتجات نظافة نسائية، ومحطات تحلية مياه، ولوازم طبية، وأطرافًا صناعية للأطفال.
إسرائيل تصادر السفينة وتعتقل الناشطين.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن سفينة تابعة لتحالف أسطول الحرية كانت في طريقها إلى غزة تم حراستها إلى الساحل الإسرائيلي بعد أن أمرت البحرية الإسرائيلية السفينة بتغيير مسارها عندما اقتربت من “منطقة محظورة”.
وأضافت الوزارة أنه من المتوقع عودة الركاب إلى بلدانهم.
أعلن ائتلاف أسطول الحرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم أن الجيش الإسرائيلي اختطف ناشطين دوليين على متن السفينة “مادلين” التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
وقال التحالف في بيان على تطبيق تيليجرام: “اختطف الجيش الإسرائيلي المتطوعين على متن سفينة مادلين، ومنذ لحظة الهجوم انقطع الاتصال مع السفينة”.
ونشر الحساب ذاته صورة تظهر ركاب السفينة وهم يرتدون سترات النجاة ويرفعون أيديهم، مؤكداً انقطاع الاتصالات على متن السفينة.
واتهم التحالف إسرائيل بـ”اختطاف” الناشطين على متن السفينة.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي بدأ بمصادرة سفينة “مادلين” المتجهة إلى غزة، ويحتجز الناشطين الاثني عشر على متنها حتى يتم ترحيلهم من البلاد.
وذكرت الصحيفة أن البحرية الإسرائيلية تقوم حاليا بسحب السفينة باتجاه ميناء أشدود.
وذكرت القناة 12 الخاصة أن البحرية سيطرت على السفينة أثناء توجهها إلى أشدود، وأكدت عدم وقوع إصابات.
وتزعم إسرائيل أن المساعدات يتم نقلها إلى غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن “إمدادات المساعدات القليلة الموجودة على متن اليخت والتي لم يستهلكها المشاهير سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية”.
وفي وقت سابق من مساء الأحد، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس القوات المسلحة الإسرائيلية بمنع السفينة من الوصول إلى قطاع غزة.
قال كاتس في بيان: “أمرتُ الجيش بمنع مادلين من الوصول إلى غزة. إلى غريتا المعادية للسامية ورفاقها، أبواق دعاية حماس، أقول بوضوح: ارجعوا، لن تصلوا إلى غزة”.
أسطول الحرية يدعو الدول الأوروبية للتدخل
وقالت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي كانت على متن السفينة، في بث مباشر من السفينة، إن طائرة إسرائيلية بدون طيار كانت تحلق فوق السفينة أسقطت سائلاً أبيض غير معروف.
وأظهرت اللقطات زوارق حربية إسرائيلية تقترب من السفينة مادلين وتحاول إجبارها على التراجع.
وأفاد ائتلاف أسطول الحرية أن ستة زوارق إسرائيلية حاصرت السفينة، فيما زعم عضو الائتلاف تياغو أفيلا أن “ما يحدث هنا هو جريمة حرب كاملة الأركان”.
أوضح قادة الحملة أنه وقت إعداد التقرير، كانت أربعة زوارق حربية إسرائيلية قد اقتربت بالفعل دون شن هجوم. في هذه الأثناء، كانت صفارات الإنذار تُدوّي على متن سفينة “مادلين” للتحذير من اقتراب الزوارق، وكان يجري تجهيز سترات النجاة تحسبًا لأي تصعيد.
من جانبه ناشد رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة العالم الحر وخاصة بريطانيا وفرنسا بالتدخل العاجل لضمان سلامة طاقم السفينة.
إن منع سفينة من القيام بمهام الإغاثة يعد جريمة حرب.
قالت ياسمين أكار، الناشطة التركية على متن سفينة أسطول الحرية “مادلين” في طريقها إلى قطاع غزة، الأحد، إن أي هجوم إسرائيلي على السفينة سيكون “جريمة حرب أخرى”.
وقال أجار في بث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “ببساطة، إذا هاجمتنا إسرائيل، فسيكون ذلك بمثابة جريمة حرب أخرى تضاف إلى قائمتهم الطويلة من جرائم الحرب”.
وأضافت: “إنهم (القوات الإسرائيلية) هم من يحملون السلاح. نحن ننقل مساعدات إنسانية فقط. يجب أن يفهم الناس أننا مدنيون ولا نحمل سلاحًا على الإطلاق. مهمتنا إنسانية بحتة”.
وتابع الناشط التركي: “أشعر أنني مضطر لتكرار هذه المعلومات باستمرار بسبب الدعاية الإسرائيلية”.
وأضافت: “أبلغنا فريقنا الميداني ببدء انقطاع الإنترنت رسميًا. ونشعر بهذا من خلال انقطاع الاتصال، إذ أصبح الإنترنت أبطأ بكثير”.
اعتبرت حركة حماس اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي لسفينة التضامن “مادلين” التي كانت في طريقها لكسر الحصار عن قطاع غزة، “إرهاب دولة منظم وانتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وأدانت في بيان “جريمة القرصنة الإسرائيلية المتمثلة في اعتراض سفينة التضامن مادلين في المياه الدولية ومنعها بالقوة من الوصول إلى قطاع غزة ومرافقتها إلى ميناء أشدود واحتجاز المتضامنين الدوليين على متنها الذين جاؤوا في مهمة إنسانية لكسر الحصار وكشف جريمة التجويع”.
وأشادت بموقف المتضامنين على متن السفينة، وأكدت أن “غزة ليست وحدها بل تحظى بدعم شعوب العالم الحرة، وأن ضمير الإنسانية يبقى حياً في وجه الاحتلال الفاشي”.
وطالبت الحركة بالإفراج الفوري عن النشطاء، وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.
كما دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وأدانت جريمة اعتراض السفينة.
وأكدت حماس أن اعتقال مادلين “من شأنه أن يعزز عزلة دولة الاحتلال ويكشف وجهها الإجرامي أمام شعوب العالم”.
مقرر الأمم المتحدة يدعو بريطانيا للتدخل
دعت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين إطلاق سراح السفينة مادلين وطاقمها بعد أن اعترضتها القوات الإسرائيلية في المياه الدولية.
وقال ألبانيز في منشور على منصة إكس: “إن اعتراض ومصادرة السفينة مادلين من قبل القوات الإسرائيلية في المياه الدولية يتطلب تفسيرا كاملا من السلطات الإسرائيلية”.
وأكدت أن بريطانيا يجب أن “تسعى بشكل عاجل للحصول على هذا التوضيح وضمان الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها”.
وأضاف مقرر الأمم المتحدة أن “السفينة مادلين تقوم بمهمة إنسانية مشروعة ويجب السماح باستمرارها باتجاه قطاع غزة”.