من هو محمد السنوار الذي زعم الجيش الإسرائيلي العثور على جثته؟

أفاد موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بأنه تم التعرف رسميا وبشكل إيجابي على جثة محمد السنوار، زعيم الجناح العسكري لحركة حماس، الذي اغتيل في هجوم في خانيونس قبل نحو شهر.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء 28 مايو/أيار، اغتيال محمد السنوار، “أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل” والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار.
ولم تعلق حماس حتى الآن على إعلان نتنياهو.
من هو محمد السنوار؟
منذ اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومحمد الضيف، رئيس أركان كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، تزايدت التكهنات حول هيمنة السنوار على صناعة القرار في الحركة بقطاع غزة. يأتي هذا على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ قرابة عام ونصف، والمفاوضات الجارية لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
يُعتبر محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، ويتمتع بنفوذ كبير داخل التنظيم في قطاع غزة. شغل سابقًا مناصب أمنية رفيعة، وكان مقربًا من شقيقه يحيى، مما يزيد من فرص ترشحه كخليفة محتمل.
على مر السنين، حاولت إسرائيل استهدافه خمس مرات على الأقل. كما ارتبط اسمه بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ودوره العسكري في حرب غزة الحالية.
ورغم قلة المعلومات من المصادر العربية والفلسطينية عن هوية محمد السنوار بسبب خلفيته العسكرية وميله للعمل في السر، إلا أن صحافيين فلسطينيين قالوا لبي بي سي إن المعلومات التالية متوفرة عنه.
ولادته ونشأته
وُلِد محمد السنوار في خان يونس عام ١٩٧٥، وكان شقيقه يحيى في الثالثة عشرة من عمره. هُجِّرت عائلته من قرية قرب عسقلان عام ١٩٤٨، واستقرت في جنوب قطاع غزة.
في عام 1991، سُجن محمد السنوار في إسرائيل لمدة تسعة أشهر في سجن كتسيعوت “للاشتباه في قيامه بأنشطة إرهابية”.
ومع تكثيف هجمات حماس على إسرائيل ابتداء من عام 2000 فصاعدا، نمت ثقة محمد ومكانته، بمساعدة سمعته باعتباره “شقيق يحيى”، وهي السمعة التي تعززت أكثر خلال فترة يحيى في السجون الإسرائيلية، حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست.
وأقام علاقات وثيقة مع قادة ميدانيين أصبحوا فيما بعد شخصيات رئيسية، مثل محمد ضيف وسعد العربيد وآخرين ساهموا في تطوير القدرات العسكرية لحماس وعمل معهم جنباً إلى جنب، حسب الصحيفة.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، كان محمد السنوار أحد المسؤولين عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006. وقد أدى ذلك في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى في صفقة تم بموجبها إطلاق سراح شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً.
على مدى عقود من الزمن، عاش محمد السنوار مختبئا لتجنب الاعتقال أو الاغتيال على يد قوات الأمن الإسرائيلية.
رجل الظل
عمل متخفيًا لفترة طويلة، وحاز على لقب “رجل الظل”. اكتسب خبرة عملياتية، وأصبح عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجية العسكرية لحماس.
لم يكن أحد يعرف محمد السنوار قبل ظهور صورته، التي تم التقاطها في سيارة داخل نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون/إيرز، في مقطع فيديو أصدره الجيش الإسرائيلي في أواخر عام 2023.
“أقسى من يحيى”
ووصفت صحيفة جيروزاليم بوست، نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية، محمد السنوار بأنه “أكثر وحشية” من شقيقه يحيى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها: “لم يكن هناك حدث مهم في مسيرة حماس العسكرية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية إلا وشارك فيه محمد السنوار. شغل منصب قائد خان يونس، وهو منصب رفيع المستوى، وحتى القادة الذين خلفوه كانوا خاضعين لنفوذه. من المهم أن نفهم أنه كان ممثل الضيوف على الأرض، وتحدث مع المقاتلين وقادة الألوية والكتائب، مما عزز نفوذه”.
وأضافت الصحيفة: “كان شديد الولاء للضيف، ولم يضعف موقفه قط. وكان الجميع يعلم أن كل قرار اتخذه كان يحظى بدعم الضيف، وهي صفة كان يتمتع بها محمد كثيرًا”.
مفاوضات السجناء والسجناء
وذكرت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية أن محادثات وقف إطلاق النار الأخيرة في قطاع غزة “لم تفشل تماما”، لكن محمد السنوار “الذي تدخل في هذه المفاوضات اتخذ موقفا أكثر صرامة من شقيقه الراحل يحيى السنوار”.
ويعتقد أن محمد متورط “ليس فقط في المجهود الحربي الحالي، بل أيضاً في المفاوضات مع إسرائيل لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين والفلسطينيين” ويلعب دوراً هاماً في بناء الأنفاق في قطاع غزة.
إعادة بناء حماس
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن “محمد السنوار يعيد بناء الحركة من خلال تجنيد مقاتلين جدد في قطاع غزة، مما يجبر إسرائيل على حرب استنزاف”.
وذكرت الصحيفة: “لقد تلقت حماس ضربة قاسية في الخريف الماضي بعد اغتيال يحيى السنوار، لكن الحرب المستمرة في غزة أنتجت أيضًا جيلًا جديدًا من المقاتلين وأغرقت غزة بالذخائر غير المنفجرة، والتي تقوم الحركة بمعالجتها وتحويلها إلى قنابل لاستخدامها في قتالها المستمر في قطاع غزة”.
ونقلت الصحيفة عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد أمير عفيفي قوله إن “حملة التجنيد والقتال المستمر بقيادة محمد السنوار يشكلان تحديا جديدا لإسرائيل”، مشيرا إلى أن “وتيرة إعادة بناء حماس لقدراتها أسرع من وتيرة تدميرها على يد الجيش الإسرائيلي”.
زعم عفيفي أن محمد السنوار كان قائدًا ومحور جهود إحياء حماس. وأضاف أنه بعد اغتيال يحيى السنوار، قرر قادة الحركة في الخارج “تشكيل مجلس قيادة جماعي بدلًا من تعيين رئيس جديد. إلا أن مقاتلي حماس في غزة لم يمتثلوا، ويتحركون الآن بشكل مستقل بقيادة السنوار الأصغر”.