المجلس الوطني الفلسطيني: إسرائيل حوّلت غزة إلى مقبرة جماعية

أعلن المجلس الوطني الفلسطيني، الأحد، أن حرب الإبادة الإسرائيلية حوّلت قطاع غزة إلى “مقبرة جماعية”. وأكد أنه في ظل الجرائم الموثقة التي ارتكبتها تل أبيب والضغوط الدولية المتزايدة على المدينة، فإن الإفلات من العقاب “لم يعد خيارًا”.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن المجلس (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) أصدر بيانا أعرب فيه عن تقديره للمواقف الإيجابية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والدول والمنظمات والشعوب الحرة في إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة والمطالبة بإنهائه ودعم الجهود الدولية لضمان المحاسبة.
ولكنه أكد أن “هذه المواقف، رغم أهميتها، لا تزال أقل من المستوى المطلوب من العمل القانوني والسياسي الملزم، وغير كافية لوقف الجرائم أو حماية المدنيين”.
ودعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى ترجمة هذه المواقف إلى خطوات عملية وقرارات قابلة للتنفيذ وتشكل التزاما قانونيا على كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وخاصة تلك الموقعة على اتفاقيات جنيف لعام 1949.
وقال إن قطاع غزة “تحوّل إلى مقبرة جماعية وكارثة لا إنسانية. يعيش شعبنا ظروفًا كارثية معقدة تتسم بالقتل الممنهج والهجمات الموجهة ضد المدنيين. وقد وصل عدد الشهداء إلى عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال”.
وأشار المجلس إلى أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى “تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والملاجئ، في انتهاك صارخ للحق في الحياة وسبل العيش. كما انهار القطاع الصحي تمامًا، وانتشرت المجاعة، ونُفذت السلع الأساسية”.
وتابع: “الاحتلال ينتهج سياسة التهجير القسري والنزوح الجماعي، في محاولة واضحة لتغيير الطابع الديمغرافي لقطاع غزة”.
وأشار المجلس الوطني إلى أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى شطب أكثر من 5200 عائلة فلسطينية من السجل المدني بسبب قصف منازلها بشكل دموي. كما أشار إلى استخدام التجويع كسلاح، مما يشكل جريمة حرب بموجب مبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف التي تؤكد على حماية المدنيين في أوقات الحرب.
وقال: “إن القوة المحتلة ترتكب جرائم موثقة بموجب القانون الدولي، ولم يعد الإفلات من العقاب خيارا في مواجهة استمرار التوثيق والضغوط الدولية المتزايدة”.
وأكد المجلس الوطني على حق الشعب الفلسطيني في “النضال ضد الاحتلال وفق القانون الدولي”.
واشنطن تتحمل المسؤولية المباشرة عن جرائم تل أبيب.
وحمل المجلس الفلسطيني الحكومة الأميركية “المسؤولية المباشرة” عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وقال إنها “استخدمت حق النقض مراراً وتكراراً لمنع أكثر من أحد عشر مشروع قرار أممي يدعو إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة”.
وأشار أيضاً إلى أن واشنطن “تقدم الدعم العسكري غير المشروط لحكومة الاحتلال، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وتتدخل بشكل صارخ في عمل المحكمة الجنائية الدولية من خلال فرض عقوبات على قضاتها وموظفيها لعرقلة عمليات المحاسبة، وممارسة الضغط السياسي على الدول الأوروبية والحليفة لمنع اتخاذ إجراءات عقابية ضد الاحتلال”.
وأعلن المجلس أن الولايات المتحدة “تنتهك الإرادة الشعبية الأميركية والدولية التي تدعو إلى وقف دعم العدوان ووقف الجرائم”.
وانتقد العقوبات التي فرضتها واشنطن على كبرى الجامعات الأميركية بسبب موقفها من العدوان الدموي على قطاع غزة.
وأكد المجلس الفلسطيني أن هذه السياسة والموقف الأميركي “يشكلان عرقلة للعدالة الدولية وانحيازا صارخا للقانون الدولي، وتتحمل واشنطن المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عنها”.
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، فرض عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية بزعم “انتهاكهم سيادة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل”.
وفي مقال على موقع Platform X، دعا روبيو المحكمة الجنائية الدولية إلى إنهاء ما أسماه “الهجمات التي لا أساس لها من الصحة والمسيسة على الولايات المتحدة وحليفتها الوثيقة إسرائيل”.
واتُّهم اثنان من القضاة بالسماح بإجراء “تحقيق لا أساس له” ضد أفراد أمريكيين في أفغانستان، بينما اتُّهم الآخرون بإصدار “مذكرة اعتقال غير قانونية” ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
● نداء للتدخل الدولي الفوري
وجدد المجلس الوطني الفلسطيني دعوته للمجتمع الدولي “للتدخل الفوري وترجمة مواقفه إلى إجراءات قانونية لوقف العدوان على قطاع غزة بشكل نهائي ورفع الحصار وتأمين الممرات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة”.
ودعا المجتمع الدولي أيضا إلى “وقف توريد الأسلحة للقوة المحتلة، واحترام استقلال المحكمة الجنائية الدولية، والسماح لممثلي وسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى غزة للتنديد بالكارثة والمأساة التي يعيشها شعبنا هناك”.
ودعا المجلس إلى “فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية على القوة المحتلة تمهيداً لمحاكمة المسؤولين عن الجرائم أمام الجهات المختصة، وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وتوفير الضمانات الدولية ضد التهجير والتطهير العرقي”.
وأشاد بالتضامن الشعبي العالمي، ودعا إلى استمرار الضغط السياسي والإعلامي والقانوني “حتى يتوقف هذا العدوان ويتحقق العدالة للشعب الفلسطيني”.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 11 ألف شخص، ونزح مئات الآلاف.