تجار: التصدير يتسبب في زيادة أسعار الأسمنت.. وغرفة مواد البناء: التخزين السبب

وتشير وثيقة رسمية إلى زيادة الصادرات بنسبة 16% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025.
– ارتفاع جنوني في الأسعار وسط تبادل الاتهامات
استمرت أسعار الأسمنت في السوق المحلية في الارتفاع، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 4500 جنيه مصري للطن. أثار هذا جدلاً بين التجار وممثلي القطاع حول أسباب هذه الارتفاعات. يعزو البعض ارتفاع الأسعار إلى تكثيف الصادرات على حساب السوق المحلية، بينما يرى آخرون أن التخزين وزيادة الطلب المحلي هما سبب الأزمة.
شهدت أسعار الأسمنت ارتفاعًا مفاجئًا في مايو الماضي. وارتفع سعر الطن إلى حوالي 3800 جنيه مصري، بزيادة تجاوزت 100% عن العام السابق. ورغم تدخل جهاز حماية المنافسة المصري، الذي تراجع عن قراره السابق بخفض الطاقة الإنتاجية، واصلت الأسعار ارتفاعها، متجاوزةً حاجز 4500 جنيه مصري للطن في الأيام الأخيرة.
وثيقة: ارتفاع صادرات الأسمنت بنسبة 16% بقيادة ليبيا.
أوضح أحمد الزيني، رئيس قطاع مواد البناء، أن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار المحلية هو استمرار الصادرات في ظل تزايد الطلب الخارجي على الأسمنت المصري، وخاصةً من ليبيا التي تحتاج إليه في مشاريع إعادة الإعمار. وأضاف أن الأسمنت المصري يتمتع بسمعة طيبة بفضل جودته العالية وأسعاره التنافسية، مما يجعله مطلوبًا في العديد من الأسواق العالمية.
وأظهرت وثيقة رسمية اطلعت عليها الشروق، أن صادرات مصر من الأسمنت ارتفعت بنسبة 16% خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، لتصل إلى 281 مليون دولار، مقابل 243 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.
وتصدرت ليبيا قائمة الدول المستوردة للأسمنت المصري، بواردات بلغت 42.3 مليون دولار، بزيادة قدرها 126% عن العام السابق، تلتها فلسطين بواردات بلغت 35.8 مليون دولار، بنمو هائل بلغ 1446% عن العام السابق.
وفي وقت سابق، صرح عصام العرجاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة العرجاني، بأن 88 شركة مقاولات مصرية تعمل حالياً في مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 150 شركة خلال الفترة المقبلة.
تفسيرات متضاربة بين الصادرات والتخزين والطلب المحلي
أشار تاجر مواد بناء، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن استمرار الصادرات أدى إلى انخفاض المعروض في السوق المحلية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وأكد أن الادعاء بأن التجار يخزنون الأسمنت لرفع أسعاره غير صحيح، فالأسمنت سلعة قابلة للتلف ولا يمكن تخزينه لأكثر من 24 يومًا.
مع ذلك، رفض أحمد عبد الحميد، رئيس قطاع مواد البناء بالغرفة التجارية المصرية، ربط ارتفاع الأسعار بالصادرات. وأوضح أن السبب الرئيسي هو زيادة الطلب المحلي، لا سيما على مشاريع البنية التحتية. وأشار إلى أن الأسمنت يُستخدم حاليًا كبديل للبيتومين في بناء الطرق، إلا أن إنتاجه آخذ في الانخفاض.
وأضاف عبد الحميد: “أعتقد أن الشركات هي الأقل تأثرًا بارتفاع الأسعار. فالطاقة الإنتاجية للسوق المحلي تُستغل يوميًا، إلا أن الاحتكار والمضاربة من قبل بعض التجار أدت إلى رفع الأسعار لتحقيق هوامش ربح أعلى”.
“حماية المنافسة” أدت إلى زيادة الإنتاج، لكن الأسعار لم تنخفض
أكد أحمد الزيني، رئيس قطاع مواد البناء، أن قرار جهاز حماية المنافسة بزيادة الطاقة الإنتاجية لم يُؤدِّ إلى انخفاض الأسعار، بل استفادت الشركات من القرار بزيادة المعروض وبيع المنتجات بأسعار أعلى دون أن يتحمل المستهلكون هذه الزيادة.
وفي الوقت نفسه، حذر الزيني من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لتنظيم السوق واستعادة التوازن بين الصادرات والطلب المحلي.