السياحة والآثار: الكشف عن توابيت خشبية واوستراكات بالعساسيف في الأقصر

منذ 5 ساعات
السياحة والآثار: الكشف عن توابيت خشبية واوستراكات بالعساسيف في الأقصر

– عرض وتوثيق عدد من النقوش الهامة في الكوات الجنوبية.

على هامش زيارته الأخيرة لمحافظة الأقصر، تفقد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشروع ترميم وإعادة تأهيل المصليات الجنوبية لمعبد أخمنو الأثري بمجمع معابد الكرنك بالأقصر. ويُنفذ المشروع بالتعاون مع المركز الفرنسي المصري لدراسة معابد الكرنك (CFEETK).

أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد على أهمية هذا المشروع الذي أدى إلى ترميم وافتتاح موقع أثري جديد أمام الزوار، وذلك تنفيذًا لتوجيهات شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، بافتتاح مواقع أثرية جديدة، مما يسهم في زيادة الحركة السياحية في مصر، وخاصةً بين المهتمين بالسياحة الثقافية.

وأعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن تقديره العميق للتعاون مع الجانب الفرنسي في عدد من المشروعات الأثرية الهامة، والتي يمثل هذا المشروع أحد جوانبها ويساهم في الحفاظ على جزء من التراث المصري القديم.

وأضاف أن أعمال الترميم في الأضرحة الجنوبية بمنطقة أخ منو لم تقتصر على التوثيق الكامل للنقوش والمشاهد الدينية فحسب، بل شملت أيضًا أعمال التنظيف والبناء والترميم الدقيق.

أوضح الأستاذ الدكتور محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال التنظيف ساهمت في الكشف عن العديد من النقوش المهمة، بما في ذلك تلك التي توضح طقوس الملك في عبادة الإله آمون. زُيّنت جدران الممر الرئيسي بمشاهد من احتفالات “حب سد” (اليوبيل) للملك تحتمس الثالث. كما احتوت على نقش طويل يصف المعبد بأنه “معبد عمره مليون عام” مُكرّس للإله آمون رع وآلهة الكرنك.

أكد الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر ورئيس المركز المصري الفرنسي من الجانب المصري، أن أعمال تطوير المزارات شملت أيضًا تحسين خدمات الزوار لتعزيز التجربة السياحية. وتم تركيب معلومات ولوحات إرشادية عن تاريخ المزارات الجنوبية، بالإضافة إلى تركيب منحدرات خاصة لتسهيل زيارة الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأضاف أن معبد أخمنو يعود تاريخه إلى عهد الملك تحتمس الثالث (حوالي ١٤٧٩-١٤٢٥ قبل الميلاد)، ويُعتبر من أهم المعابد المخصصة لعبادة الإله آمون رع في الكرنك خلال عصر الدولة الحديثة. أما “الأضرحة الجنوبية”، الواقعة مباشرة على يمين المدخل الرئيسي للمعبد، فهي منطقة طقوس تضم سبعة أضرحة وغرفتين كبيرتين بأعمدة متصلة بممر داخلي.

هذا المبنى المعماري في حالة ممتازة. لا تزال أجزاء كبيرة من جدرانه وأسقفه محفوظة، والنقوش الملونة على الجدران لا تزال واضحة ومضيئة، مما يجعله من أفضل آثار معابد الكرنك حفظًا.

وخلال زيارته لمحافظة الأقصر، حرص الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على تفقد أعمال الحفر التي تقوم بها عدة بعثات مصرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار في عدد من المواقع الأثرية، منها موقع حفريات البعثة المصرية في منطقة العساسيف بالقرنة، وحفريات البعثة الأثرية المصرية في منطقة نجع أبو عصبة بالكرنك.

أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد أن البعثة الأثرية في العساسيف عثرت على مجموعة من التوابيت الخشبية الصغيرة المخصصة للأطفال، معظمها في حالة سيئة للغاية، ولم تحمل أيًا منها أي نقوش أو كتابات.

وأوضح أنه سيتم قريبًا استقدام خبير متخصص في العظام البشرية والتوابيت الخشبية لتحديد الفترة التي تعود إليها هذه التوابيت. كما سيفحص العظام الموجودة داخلها لتحديد عمرها وجنسها وسبب الوفاة، مما سيسهم في فهم أفضل لموقع التنقيب بشكل عام.

من جانبه، قال الدكتور محمد عبد البديع، إن البعثة المصرية عثرت على مجموعة من أوستراكا الحجر الجيري والسيراميك، بالإضافة إلى حلقتين مخروطيتين بدون أجزاء، تحملان نقش “خنسو المشرف على البيت”، كما عثرت على بئر بداخله عدد من تماثيل الشبتي الصغيرة من الفيانس الأزرق، وحجرة بها عمود مركزي عليه بقايا ملاط، لكن دون نقوش.

فيما يتعلق بأعمال التنقيب التي أجرتها البعثة المصرية في منطقة نجع أبو عصبة، أوضح الدكتور عبد الغفار وجدي أن أعمال التنقيب كشفت عن جدار ضخم من الطوب اللبن يعود إلى عهد الملك منخبر رع، أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين. الجدار مبني من كتل من الطوب اللبن، نُقش على كل منها اسم الملك وزوجته. كما عُثر داخل الجدار على بوابة من الحجر الرملي، وورش وأفران متنوعة لإنتاج التماثيل البرونزية، وعدد من تماثيل البرونز الأوزيرية بأحجام مختلفة، بالإضافة إلى عملات معدنية وتمائم. كما عُثر على مصنع كبير للجعة، مما يوضح وظيفة المنطقة في عصور مختلفة؛ إذ ربما كانت منطقة صناعية.

 


شارك