وثيقة للسلام والدولتين.. مستشار ماكرون يكشف تفاصيل مؤتمر الاعتراف بدولة فلسطين

منذ 8 ساعات
وثيقة للسلام والدولتين.. مستشار ماكرون يكشف تفاصيل مؤتمر الاعتراف بدولة فلسطين

أعطى عوفر برونشتاين مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الفلسطيني تفاصيل مؤتمر باريس بشأن الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية، قائلا إنه سيشهد الإعلان عن وثيقة تتضمن عدة خطوات مهمة، بما في ذلك وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة وإعادة الأسرى.

ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في باريس في الفترة من 12 إلى 14 يونيو/حزيران. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “معا”، سيشارك في المؤتمر نحو 400 مشارك فلسطيني وإسرائيلي، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من أوروبا والدول العربية والإسلامية.

• مؤتمر بارز حول الاعتراف بفلسطين

في مقابلة مع موقع “والا” العبري، صرّح برونشتاين بأنّ هدف المؤتمر هو كسر الجمود السياسي وإطلاق عملية جديدة من هذا النوع. وأوضح أنّه “لن تكون هناك مفاوضات مشروطة بعد الآن، بل خطوة دبلوماسية ذات التزامات متبادلة: ستعترف الدول العربية والإسلامية بدولة إسرائيل، وفي الوقت نفسه، ستعترف الدول الأوروبية، بما فيها دول مجموعة السبع، بالدولة الفلسطينية”.

وأضاف برونشتاين: “حتى اليوم، منذ عام ١٩٩٣، نقول للإسرائيليين والفلسطينيين: تفاوضوا، جدوا حلولاً مؤقتة، وفي النهاية، ستظهر دولة فلسطينية. على مدى ثلاثين عامًا، لم يحدث شيء. نقول: دعونا نفعل العكس”.

وتابع: “نقول الآن إن هناك دولتين معترف بهما من قبل أكثر من 150 دولة في العالم. سنعترف بكلتيهما. الدول العربية ستعترف بإسرائيل، ونحن الدول الأوروبية سنعترف بالدولة الفلسطينية”.

أوضح برونشتاين قائلاً: “الهدف هنا مختلف تمامًا. نريد نفوذًا سياسيًا هنا، وليس مجرد بيان مهذب في باريس. يعني هذا النفوذ السياسي أن فرنسا انضمت، وهي تنضم بالفعل، إلى المبادرة، إلى جانب العديد من الدول البارزة الأخرى في أوروبا ودول مجموعة السبع الشريكة”.

نأمل أن تنضم الولايات المتحدة إلى المبادرة، وإن لم تفعل، فعلى الأقل ألا تمارس ضغوطًا لمنعها. لم يحدث ذلك حتى الآن، وهذه علامة جيدة، على حد قوله.

أوضح مستشار ماكرون: “لا تدّعي مبادئ المبادرة حل جميع النزاعات. فنحن لا نرسم حدودًا ولا نمس القدس ولا اللاجئين. ستُناقش جميع هذه القضايا في مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن لكي تجري مثل هذه المفاوضات، لا بد من بداية – اعتراف متبادل”.

قال برونشتاين: “كان ينبغي عقد هذا الاجتماع قبل الحرب. لكن ستكون هناك بالتأكيد خارطة طريق. نشهد اليوم صحوة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. هناك رغبة أقوى في الحوار وبناء مستقبل أفضل معًا”.

• نداء باريس للسلام

ويتمثل جوهر المؤتمر في وثيقة سياسية بعنوان “نداء باريس من أجل السلام والأمن والدولتين”، والتي تدعو إلى سلسلة من الخطوات الفورية: إطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء والأموات، ووقف القتال في قطاع غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية الشاملة، وتنفيذ خطة واقعية لإعادة إعمار قطاع غزة.

قال برونشتاين: “إذا كان لدى إسرائيل مقترح آخر لحل سياسي مع الفلسطينيين يُفضي إلى نهاية سلمية للصراع، فسنكون بالطبع على استعداد للمساعدة. لكنني لم أسمع بعدُ مقترحًا آخر لحل سياسي. القضاء على حماس ليس حلاً سياسيًا. نحن لا نفهم معنى عبارة “سنقاتل حتى النصر النهائي”.”

وأضاف: “نرحب بشدة بحلول بديلة لحل الدولتين، لكن في هذه الأثناء، تستمر الحرب، وبصراحة، لا أحد يفهم جدوى هذا الحل. الغالبية العظمى من المجتمع الدولي تدعم حل الدولتين، ونعتقد أنه الحل الفعال”.

وفيما يتعلق بنتنياهو، قال برونشتاين: “أنا أفهم المعضلة السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء، ولكن إذا كان نتنياهو يريد أن يدخل التاريخ كزعيم عظيم ورجل دولة أحدث تغييراً حقيقياً، وليس كشخص مسؤول عن أحداث 7 أكتوبر، ومتهم بجرائم متعددة، وتقسيم المجتمع الإسرائيلي، فعليه أن يغير مساره ويبحث عن خيارات أخرى”.

وأضاف: “هناك نوعان من القادة: السياسيون ورجال الدولة. السياسي يفكر في الانتخابات القادمة، ورجل الدولة يفكر في الأجيال القادمة. أعتقد أن نتنياهو يقع في مكان ما بين هذين النوعين. برأيي، لم يقرر بعد ما يريد أن يكون. لم يقرر بعد – لأنه لا يريد أن يخسر دعم اليمين المتطرف”.

واصل برونشتاين مهاجمة قوى اليمين في الحكومة الإسرائيلية: “أعتقد أنه من العار على دولة إسرائيل أن يكون وزير ماليتها ووزير أمنها القومي على هذا النحو. إنهم مجرمون وإرهابيون. إنهم من يحرضون على العنصرية، وهم من يحرضون على معاداة السامية حول العالم. عندما يدعون إلى حرق غزة، أو تجويعها، أو طرد جميع الفلسطينيين، فإنهم يحرضون على معاداة السامية”.


شارك