الأمم المتحدة قلقة من عقوبات واشنطن على قضاة المحكمة الجنائية الدولية

أعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن قلقها إزاء العقوبات التي فرضتها واشنطن على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية، متهمة إياهم بـ”انتهاك سيادة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل”. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان “أشعر بقلق عميق إزاء قرار الحكومة الأميركية فرض عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية شاركوا في قرارات تتعلق بفلسطين وأفغانستان”. وأضاف أن استهداف القضاة – سواء على المستوى الوطني أو الدولي – لمجرد قيامهم بواجباتهم يتعارض مع احترام وحماية سيادة القانون التي تلتزم بها الولايات المتحدة. ودعا الترك إلى مراجعة فورية وإلغاء هذه الإجراءات، لأنها تقوض سيادة القانون بشكل كبير. وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو فرض عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة “انتهاك سيادة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل”. وفي مقال على موقع Platform X، دعا روبيو المحكمة الجنائية الدولية إلى إنهاء ما أسماه “الهجمات التي لا أساس لها من الصحة والمسيسة على الولايات المتحدة وحليفتها الوثيقة إسرائيل”. واتُّهم اثنان من القضاة بالسماح بإجراء “تحقيق لا أساس له” ضد أفراد أمريكيين في أفغانستان، بينما اتُّهم الآخرون بإصدار “مذكرة اعتقال غير قانونية” ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم كامل من الولايات المتحدة، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، بما في ذلك القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها. خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 180 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال، وتسببت في دمار واسع النطاق.