خطيب الجامع الأزهر إلى أهل غزة: تيقنوا أن الله ناصر دينه ولو بعد حين

منذ 13 ساعات
خطيب الجامع الأزهر إلى أهل غزة: تيقنوا أن الله ناصر دينه ولو بعد حين

أكد الدكتور حسن الصغير، أستاذ الشريعة والقانون، ورئيس لجان الفتوى بالجامع الأزهر، ونائب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية للشؤون الأكاديمية، أن التضحية رمزٌ للتضحية والفداء والانقياد لله، ورمزٌ للنصر بعد القهر والذل، والعطاء بعد الحرمان، والفتح بعد الإقصاء.

في خطبة العيد التي ألقاها في الجامع الأزهر، أكد فضيلته أن عيد الأضحى يومٌ عزيزٌ على المسلمين، ويومٌ من أيام الخير. إنه يوم النحر، الذي يُذكرنا بيوم القيامة، لما فيه من تضحياتٍ وقرابينَ لله تعالى. وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: “ما هذه التضحيات؟”، أجاب: “سنة أبيكم إبراهيم”.

وتابع: “ومن تأمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم وجده يُعلّم الأمة إلى يوم القيامة أن التضحية رمزٌ للتضحية والفداء والجهاد في سبيل الله، ورمزٌ للنصر بعد القهر والذل، والعطاء بعد الرفض، والفتح بعد الإقصاء. يقول الله تعالى: {وَلِيَنْصُرْنَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ قَوِيمٌ}”. وأوضح أن إبراهيم عليه السلام ضحى بنفسه حين أمر قومه بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، ثم ألقوه في النار، فكان الرد الإلهي: {فَقُلْنَا يَا نَارٌ كَوِّنِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}.

ذكر خطيب الجامع الأزهر أن الصبر نصر، وأن الشدة فرج. قال الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الشَّدِيدِ يُسْرَى}. وإبراهيم عليه السلام، وكان في قومٍ يُعلِّموننا التضحية، لما أُمر بذبح ابنه والخروج معه إلى وادٍ قفر، نال النصر والفضل، وفرض الحج ومناسكه إلى يوم القيامة. أُمر بذبح ابنه، فامتثلوا الأمر وأسلموا أمرهم لله، ثم جاء نصر الله وفضله ونصره ونجاته. ففداه الله بالنجاة العظيمة والتضحية، فكانت هذه سنة التضحية إلى يوم القيامة.

أكد الدكتور الصغير أن نصر الله تعالى آتٍ لا محالة، لذا يجب على المسلمين الثبات والدفاع عن أرضهم وشرفهم ووطنهم ودينهم. وأضاف أن هذا الشعب سيفرح ما دام كتاب الله وسنة رسوله يذكراننا بالنصر بالصبر. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبقَتْ كَلِمَتُنَا عِبَادَنَا الْمُرْسَلُونَ إِنَّهُمْ لَيَنصُرُونَ﴾.

أوضح المشرف العام على لجان الإفتاء أن في هذا اليوم المبارك تُقام من أعظم الشعائر، وهي شعيرة الأضحية، التي تُذكرنا بضرورة التضحية في أوقات الشدائد. ووجه رسالة إلى أهل غزة وفلسطين بالثبات والعزيمة، واثقين بأن الله سينصر دينهم ولو بعد حين.

كما دعا المسلمين إلى مراعاة آداب الذبح الإسلامية، وعدم السماح لها بتشويه تاريخ البلاد أو تشويه صورتها. فهذه الشعيرة رمزٌ لعبادة الله، والحفاظ على روابط الأسرة، والتواصل مع الأقارب والجيران، ورعاية الفقراء والمحتاجين.


شارك