حوار| متحدث وزارة الحج والعمرة بالسعودية: وقعنا أكثر من 670 اتفاقية ثنائية لتعزيز التنسيق الدولي في خدمة الحجاج

• التعاون الوثيق مع مصر لضمان امتثال الحملات السياحية لتصاريح الحج العادية. • مصر من الدول التي يتم التنسيق المباشر معها لتجنب تكرار ما حدث في الموسم الماضي. • قمنا بتفعيل منصة “نسك مسار” لتوثيق العقود مع وزارة الخارجية إلكترونياً بشكل كامل وبالتالي الحد من المخالفات.
أكد الدكتور غسان النعيمي، المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة السعودية، أن المملكة وقّعت أكثر من 670 اتفاقية ثنائية مع مختلف دول العالم لتعزيز التنسيق الدولي في تقديم الخدمات للحجاج خلال موسم الحج. كما أُجريت أكثر من 61 ألف جولة تفتيشية على أماكن إقامة الحجاج لضبط أي مخالفات.
في حواره مع صحيفة الشروق، وصف التحول الرقمي بأنه ركيزة أساسية لتنظيم موسم الحج. وأشار إلى إطلاق منصة “نُسُك مسار” لتوثيق العقود إلكترونيًا بالتعاون مع وزارة الخارجية للحد من مخالفات العقود. كما أشار إلى تطوير تطبيق “نُسُك”، الذي يقدم أكثر من 100 خدمة رقمية، منها بطاقة ذكية ومساعد ذكي بـ 100 لغة.
لتحسين الأمن والتنظيم، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة السعودية أن الوزارة أطلقت بطاقة “نُسُك” الرقمية، التي تتضمن ميزات أمنية ومعلومات صحية. وقد ساهمت هذه البطاقة في تحسين الخدمات ومنع دخول الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة.
كما تطرق إلى مشاريع تحسين البنية التحتية في المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية من مشروع طريق الحج تشمل أرضيات مطاطية بمساحة 103 آلاف متر مربع، وثلاثة مراكز طبية، و780 موزع مياه بمساحة 170 ألف متر مربع. وتم تظليل وتبريد الساحات المحيطة بمسجد نمرة في عرفات، وتم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الخيام المكونة من طابقين في منى، بسعة 8 آلاف حاج.
إلى نص الحوار..
ما الجديد في تنظيم موسم الحج هذا العام؟ هل من مبادرات أو مشاريع جديدة؟
شهد موسم الحج هذا العام إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع المتميزة، أبرزها تنظيم مؤتمر ومعرض الحج، بمشاركة أكثر من 100 دولة. وتم توقيع أكثر من 670 اتفاقية ثنائية خلال المؤتمر، مما عزز التنسيق الدولي في خدمة الحج.
كما تم تفويض بعثات الحج لاختيار مقدمي الخدمات من بين 34 شركة وطنية مرخصة، وذلك من خلال نظام تنافسي يراعي الجودة والسعر واحتياجات الحجاج.
وعلى صعيد التحول الرقمي، أطلقت الوزارة المنصة الإلكترونية “نُسُك مسار” لتنفيذ إجراءات الحج من التعاقد إلى إصدار التأشيرات، كما فعّلت أداة “مُسرّع التعاقدات” لتسهيل الربط بين البعثات ومقدمي الخدمات.
طُوّر تطبيق “نُسُك” لتقديم أكثر من 100 خدمة رقمية، مما يُسهّل تجربة الحج. ويتماشى التطبيق مع رؤية الوزارة في أن تصبح التطبيق الإسلامي الرائد عالميًا. ولتحسين الأمن والتنظيم، أطلقت الوزارة بطاقة “نُسُك” الرقمية، التي تتضمن ميزات أمنية ومعلومات صحية. تُسهم هذه البطاقة في تحسين الخدمات ومنع دخول الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة.
وامتداداً لجهودها الخدمية، وسعت الوزارة خدمة “نسك عناية” لتقديم المساعدة الفورية في 39 مركزاً و142 نقطة خدمة، مع أوقات استجابة على مدار 24 ساعة وبلغات متعددة.
– ما التنسيق الذي أجرته المملكة مع الدول وشركات السياحة لضمان عدم وصول أي معتمر إلا بتصريح؟
تلتزم المملكة العربية السعودية بضمان موسم حج آمن ومنظم، يحفظ سلامة الحجاج وحقوقهم، ويمنع أي تجاوزات قد تعيق سير المناسك بسلاسة. وفي هذا السياق، تواصل المملكة حملة “لا حج بدون تصريح” التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع الجهات المعنية للحد من الحملات الوهمية والسفر غير القانوني، مؤكدةً أن تصريح الحج ساري المفعول هو السبيل الوحيد لأداء فريضة الحج.
عقدت وزارة الحج والعمرة 78 اجتماعًا تحضيريًا لتعزيز التنسيق مع جهات الحج وممثلي الدول. وتم توضيح اللوائح الرسمية والإجراءات الفنية والتأكد من الالتزام الكامل بها. كما فعّلت الوزارة، بالتعاون مع وزارة الخارجية، منصة “نُصُك مسار” لتوثيق العقود إلكترونيًا، مما يعزز الشفافية والرقابة ويحد من المخالفات.
كما دعمت الوزارة جهود التوعية من خلال رسائل موجهة بلغات متعددة، وحذرت الحجاج من المشاركة في الحملات غير المرخصة، وضرورة الحصول على التصاريح عبر القنوات الرسمية المعتمدة. وهذا يُسهم في سلامة الحجاج، ويضمن سلامة المنظومة الرقابية بأكملها.
– هل تم رصد أي مخالفات مؤخرا؟
في إطار حملة “لا حج إلا بإذن”، تُكثّف الجهات الأمنية جهودها لمراقبة مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لضمان سلامة الحجاج. وتُكمّل هذه الإجراءات جهود وزارة الحج والعمرة، التي أجرت بالفعل أكثر من 61 ألف جولة تفتيشية على أماكن إقامة الحجاج ومرافقهم الخدمية، ضمن إطار رقابي دقيق لضمان الالتزام بالأنظمة والتعليمات.
رُصدت المحاولات الفردية لأداء المناسك دون تصريح رسمي، وعُوقبت بشدة وفقًا للإجراءات المتبعة. تشمل العقوبات الغرامات والترحيل الفوري ومنع الدخول لسنوات. هذا يُعزز الانضباط التنظيمي ويحمي حق الحجاج المنتظمين في أداء مناسكهم بأمان.
– هل هناك تعاون خاص مع جمهورية مصر العربية لمنع ما حدث العام الماضي عندما تم أداء الحج بدون تصريح؟
تولي الوزارة أهمية بالغة للتنسيق مع الجهات المعنية في جمهورية مصر العربية والدول الشريكة لضمان امتثال الحملات السياحية للأنظمة والتعليمات. وقد تم تحديد اجتماعات ثنائية، وإطلاق حملة توعية متعددة اللغات عبر وسائل الإعلام الرقمية والبعثات الرسمية، للتأكيد على أهمية الحصول على التصاريح النظامية عبر القنوات المعتمدة.
– ما هي أبرز التحديثات والتطورات في البنية التحتية للمشاعر المقدسة مقارنة بالعام الماضي؟
خلال موسم حج عام ١٤٤٦هـ، نُفِّذت العديد من المشاريع الاستراتيجية لتحسين البنية التحتية للمشاعر المقدسة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للحجاج. ومن أبرزها تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع طريق الحجاج، بمساحة ١٧٠ ألف متر مربع. ويشمل المشروع ١٠٣ آلاف متر مربع من الأرصفة المطاطية، و١٥ ألف متر مربع من المساحات الخضراء، و٢٤١ عمود رش، و١٢ مظلة، و١٤ وحدة تجارية، وثلاثة مراكز طبية، و٣٨٥ كرسيًا، و٧٨٠ موزع مياه، و٢٤٠ شاحنًا متنقلًا.
تم تظليل وتبريد المنطقة المحيطة بمسجد نمرة بعرفات، والتي تبلغ مساحتها 85,000 متر مربع، لتحسين ظروف النقل والانتظار. كما أُجريت اختبارات لشبكات الكهرباء والمياه، واختبارات لحالات الطوارئ، لضمان أقصى درجات الجاهزية التشغيلية خلال الموسم.
فيما يتعلق بالسكن، تم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الخيام المكونة من طابقين في منى، بمساحة تزيد عن 33,000 متر مربع. يضم المشروع 46 مبنى من أصل 62 مبنى، مجهزة بأكثر من 550 دورة مياه، وتتسع لحوالي 8,000 حاج من مختلف فئات الحجاج. وبفضل أحدث تقنيات البناء، تم إنجاز هذه المرحلة في 100 يوم فقط، وتم اختبار فعاليتها استعدادًا لتوسعة مستقبلية لاستيعاب 20,000 حاج في الموسم المقبل.
ويأتي المشروع ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى تحسين جودة خدمات الإيواء، وضمان الاستخدام الأمثل والمستدام للمساحات، وتوفير بيئة معيشية منظمة وآمنة تضمن سلامة الحجاج وتزيد من رضاهم عن تجاربهم في المشاعر المقدسة.
كيف تساهم التكنولوجيا في تحسين تجربة الحج هذا العام؟
أصبح التحول الرقمي ركيزةً أساسيةً في تنظيم موسم الحج. وتبذل وزارة الحج والعمرة جهودًا تكنولوجية متقدمة لتحسين تجربة الحج. ويُعد تطبيق “نُسُك” أحد أهم هذه الأدوات الرقمية، إذ يوفر للحجاج واجهةً موحدةً تُمكّنهم من منح التصاريح، وحجز الخدمات، والاطلاع على أدلة السفر، وتلقي الإشعارات بلغات متعددة. وهذا يُحسّن التنقل ويُسهّل الوصول إلى المعلومات.
بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق بطاقة “نُسُك” الرقمية، التي تحتوي على بيانات الحجاج الشخصية والصحية والسكنية. تُستخدم هذه البطاقة للفحص عند مداخل المخيمات ومرافق الخدمات، مما يزيد من دقة الإجراءات التنظيمية ويمنع التسلل. تُكمل هذه الحلول مركز المراقبة والتحكم التابع للوزارة، وهو نظام تقني متكامل يربط مئات الكاميرات في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، ويحلل البيانات آنيًا، ويُصدر تعليمات فورية للسيطرة على الحشود وضمان الأمن في الموقع.
كشفت الوزارة أيضًا عن مساعد الذكاء الاصطناعي “نُصُك AI”، أحد أبرز ابتكارات هذا الموسم. يتيح هذا المساعد للحجاج طرح الأسئلة وتلقي الإجابات بأكثر من 100 لغة عبر واجهات صوتية ونصية سهلة الاستخدام، مما يفتح آفاقًا جديدة للتفاعل الآني دون تدخل بشري مباشر.
– كيف تقيم الوزارة تطبيق النسك ودوره في تنظيم عملية الحج؟
تطبيق “نوسك” هو بوابة رقمية متكاملة تُضيف أكثر من 30 خدمة جديدة هذا العام، ضمن حزمة تضم أكثر من 100 خدمة رقمية. يُسهّل التطبيق تجربة الحج، بدءًا من التخطيط المُسبق ووصولًا إلى التنقل بين المشاعر المقدسة، من خلال التكامل مع التأشيرات والبطاقات الذكية ومراكز التواصل. هذا يُحسّن دقة التتبع ويزيد من رضا الحجاج.
كيف تتابع الوزارة تنفيذ حملات الحج الوطنية والدولية؟ وهل هناك آلية جديدة للتواصل مع الحجاج وتلقي شكواهم؟
تشرف وزارة الحج والعمرة على تنفيذ الحملات من خلال منظومة رقابة متكاملة، لا سيما من خلال مركز الامتثال، الذي يراقب جودة الخدمات ويرفع كفاءة الإجراءات. ينسق هذا المركز العمليات ويشرف على الخطط في الفروع والمنافذ، ويُعد التقارير الإحصائية، ويطور الموارد البشرية، ويرصد مؤشرات الأداء. وهذا يضمن امتثال الأنشطة والمؤسسات للمعايير المعتمدة، ويضمن رضا المستفيدين.
وتتكامل هذه الجهود مع نظام تقييم إلكتروني لمراقبة جودة الخدمات في الموقع، ومركز اتصال موحد (1966) يعمل على مدار الساعة بـ 11 لغة لتلقي الاستفسارات والشكاوى، ومراكز “نُسُك كير” موزعة في مواقع رئيسية تقدم الدعم الفوري، ورابط مباشر لتطبيق “نُسُك” يتيح للحجاج تسجيل البلاغات والملاحظات بشكل فوري، مما ينعكس إيجاباً على سرعة الاستجابة ويزيد من الرضا العام.