في سنة ممطرة.. التونسيون يواجهون غلاء الأضاحي

منذ 2 شهور
في سنة ممطرة.. التونسيون يواجهون غلاء الأضاحي

قال محمد الرجايبة، عضو اتحاد المزارعين: “لدينا ما يكفي من الأضاحي. هذا موسم استثنائي، فالغطاء النباتي وفير، وأسعار الأعلاف منخفضة. مع ذلك، تنعكس تكاليف الإنتاج على الأسعار”. قال لطفي الرياحي، رئيس جمعية حماية المستهلك: “إن السعر الذي تحدده الدولة للأضاحي غير مُلزم، وبالتالي لا يُلتزم به”. يتراوح سعر الأغنام بين 233 و730 دولارًا، والحد الأدنى للأجور 150 دولارًا. فتحي الرياحي، مربي مواشي: أسعارنا في متناول المستهلك العادي، ولم ترتفع منذ العام الماضي. لم يعد المزارعون يهتمون بالربح، بل بتغطية تكاليف الإنتاج فقط.

رغم هطول الأمطار في تونس خلال الأشهر الأخيرة، والتي قلصت اعتماد مربي الماشية على الأعلاف وأجبرتهم على التحول إلى المراعي الطبيعية، إلا أن أسعار الأضاحي في البلاد لا تزال مرتفعة.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن أسعار الأضاحي تراوحت بين 700 و2000 دينار تونسي (233 إلى 667 دولارا)، فيما حددت الدولة سعر الكيلوغرام الواحد من الأغنام الحية بـ21.9 دينار (7.3 دولار).

في 20 مايو/أيار، أعلنت الجمعية التجارية المشتركة للحوم الحمراء ومنتجات الألبان، التابعة للدولة، عن تطبيق سعر مرجعي قدره 21.9 دينار للكيلوغرام لعروض عيد الأضحى في منافذ البيع المنظمة. وسيبدأ البيع بهذا السعر في 29 من الشهر نفسه.

يسري هذا السعر على المنافذ المنظمة التي يشرف عليها المجمع بالتنسيق مع مختلف إدارات وزارة الزراعة والموارد المائية والثروة السمكية.

ودعا المجمع كافة مربي الثروة الحيوانية إلى المشاركة الفعالة في نقاط البيع المنظمة، وحث المواطنين على شراء الأضاحي من هذه المواقع المراقبة.

السعر المعلن لهذا العام هو نفس السعر الذي حدده المجمع العام الماضي، على الرغم من أن الأسعار في معظم الأسواق كانت أعلى من ذلك بكثير.

** موسم استثنائي

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (اتحاد الفلاحين)، محمد الرجابية: “لدينا ما يكفي من الأضاحي، 1.2 مليون رأس من الغنم، وحاجتنا حوالي 900 ألف”.

وأضاف: “بعد سنوات من الجفاف ونقص المياه وانعدام الغطاء النباتي، انخفضت أعداد الثروة الحيوانية لدى المزارعين”.

وأضاف: “هذا موسم استثنائي. الغطاء النباتي جيد، وأسعار الأعلاف انخفضت، لكن هناك تكاليف إنتاج وسنوات صعبة على المزارعين، وهذا يؤخذ في الاعتبار عند التسعير”.

** ارتفاع الأسعار

أكد رئيس المنظمة التونسية لحماية المستهلك لطفي الرياحي أن السعر المرجعي الذي حددته الدولة بـ21.9 دينار لبيع الأضاحي غير ملزم وبالتالي لا يتم احترامه.

وأضاف الرياحي لوكالة الأناضول: “المرجع الوحيد لسعر الأغنام الحية هو بيع اللحوم بالتجزئة من قبل الجزارين”.

وأوضح: «حاليا الجزارون يبيعون لحم الضأن بسعر يتراوح بين 55 و60 دينارا للكيلوغرام، فلماذا يبيعه المزارع بسعر 21.9 دينار؟».

وقال المسؤول التونسي: “ما دامت الحكومة لا تنظم تسعير اللحوم الحمراء في تجارة التجزئة فإن الأسعار ستبقى مرتفعة”.

** التناقضات

صرح رئيس هيئة حماية المستهلك بأن ارتفاع أسعار اللحوم أمرٌ غير مفهوم. تبيع شركة اللحوم الحكومية كيلوغرام لحم الضأن بـ 43 دينارًا، بينما يبيعه تجار التجزئة بـ 50 دينارًا أو أكثر، مع أن الطرفين يشتريان من نفس مربي الماشية.

وأضاف الرياحي: “سعر الخروف يتراوح بين 700 و2000 دينار، في حين يبلغ الحد الأدنى للأجور 450 ديناراً (150 دولاراً)”.

وتابع: “ارتفاع أسعار الأضاحي أمر غير معقول في عام ممطر وفي ظل انخفاض أسعار الأعلاف”.

وأوضح أن “سعر ربطة القارات (العلف اليابس) انخفض من 18 ديناراً في عام 2023 إلى 6 دنانير هذا العام، فيما انخفض سعر ربطة التبن من 10 دنانير في عام 2023 إلى دينارين هذا العام”.

وأضاف أن هذا الانخفاض في أسعار الأعلاف لم يصاحبه انخفاض في أسعار الأضاحي واللحوم الحمراء لدى الجزارين.

وبحسب الرياحي فإن “هناك تساؤلات حول من يتحكم بتحديد الأسعار التي تبقى مرتفعة”.

وطالب رئيس جهاز حماية المستهلك الحكومة بالتدخل لتحديد سعر لحم الخروف عند الجزار بـ35 دينارا.

وقال: “من غير المعقول أن يكون سعر الكيلوغرام الواحد من الأغنام الحية أعلى من سعر اللحوم المبردة المستوردة الذي تم تحديده بـ38.5 دينار للكيلوغرام”.

** تكاليف الإنتاج المرتفعة

فتحي الرياحي، مربي مواشي من منطقة القبلات بمحافظة باجة (شمال غرب)، ويبيع أغنامه في محلات تابعة لشركة “الامتياز” الخاصة بالقبلات، يختلف مع رئيس جهاز حماية المستهلك.

وقال مربي الماشية لوكالة أنباء الأناضول: “أسعارنا في متناول المستهلك العادي، حيث يتراوح سعر الخروف الكبير بين 1300 و1400 دينار”.

ونفى انخفاض أسعار الأعلاف، مشيرا إلى أن “الأعلاف المركبة على شكل كبسولات تباع بـ73 دينارا لكل 50 كيلوغراما، وسعر الشعير 150 دينارا لكل 100 كيلوغرام”.

وأضاف الرياحي: “أسعار الأغنام ثابتة كما كانت العام الماضي ولم ترتفع، ونواجه مصاريف مماثلة للعام الماضي”.

وتابع: «المزارع لم يعد يهتم بالربح، بل بتغطية تكاليف الإنتاج فقط».

** الأغنام بأسعار أرخص من السعر الوطني

قدّم مختار الرياحي، المدير العام لشركة الامتياز في قبلات، مثالاً آخر على انخفاض أسعار الأضاحي: “اشترينا حوالي 300 خروف بسعر 20 ديناراً للكيلوغرام الواحد من الأغنام الحية، أي أقل من السعر الحكومي البالغ 21.9 دينار. وفي غضون يومين، بعنا جميع الأغنام المعروضة”.

وأضاف لوكالة الأناضول: “وفرنا العام الماضي 270 رأساً من الأغنام، بيعت بسعر 20 ديناراً للكيلوغرام الواحد من الأغنام الحية، بينما حددت الدولة السعر بـ22 ديناراً، فخفضناه إلى 18 ديناراً”.

وتابع: “يبيع المزارعون حاليًا أغنامهم بأسعار تحددها الحكومة عندما يتراوح وزنها بين 50 و70 كيلوغرامًا. أما الأغنام التي يقل وزنها عن 20 كيلوغرامًا فلا يمكن بيعها بنفس السعر، لأن ذلك سيُسبب خسائر للمزارع”.

وحول ارتفاع أسعار الأغنام وتراجع أسعار الأعلاف رغم الأمطار، قال الرياحي: “الأغنام التي تباع الآن ليست أغنام هذا العام، وإنما ولدت العام الماضي، وأغنام هذا العام لم تصل بعد إلى سن ذبح عيد الأضحى”.

وتابع الرياحي: “نأمل أن توفر لنا الدولة أرضاً للاستثمار، ومن ثم نستطيع تربية ألف أو 1500 رأس من الأغنام لخفض الأسعار”.

(الدولار الواحد يساوي تقريبا 3 دنانير)


شارك