أطفال غزة بين نيران قناصة جيش الاحتلال وأشباح المجاعة.. جراح لا تُشفى في يوم الطفولة العالمي

منذ 1 يوم
أطفال غزة بين نيران قناصة جيش الاحتلال وأشباح المجاعة.. جراح لا تُشفى في يوم الطفولة العالمي

الرابع من يونيو هو اليوم العالمي للأطفال ضحايا العنف. اختير هذا اليوم خلال حرب لبنان الأولى لتسليط الضوء على معاناة الأطفال ضحايا حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان. بعد عقود قليلة، ارتكب جيش الاحتلال، ضمن سياسة العقاب الجماعي المعروفة، واحدة من أبشع جرائم الحرب ضد الأطفال في قطاع غزة. لأكثر من عام ونصف، عاش أطفال غزة بين قنابل الاحتلال وقناصيه من جهة، والأوبئة والمجاعة ونقص الرعاية الصحية الناجم عن العدوان الإسرائيلي من جهة أخرى.

تسرد صحيفة الشروق أخطر جرائم الحرب المرتكبة بحق الأطفال في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

 

أعلى معدل لقتل الأطفال منذ 20 عامًا

بلغ عدد الأطفال الفلسطينيين الذين سقطوا خلال العدوان على قطاع غزة 16 ألف طفل، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وركز جيش الاحتلال عمليات القتل على الأطفال. وأكدت اليونيسف أن الأطفال شكلوا 40% من إجمالي عدد الشهداء في غزة، بينما وصل عدد جرائم قتل الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة. وذكرت الأمم المتحدة أن أعلى عدد من وفيات الأطفال سُجل في أول شهرين ونصف من العدوان، بينما ذكرت منظمة أوكسفام أن عدد الشهداء الأطفال في غزة لم يسبق له مثيل منذ 20 عامًا.

يرتكب جيش الاحتلال مجازر عبر الغارات الجوية، وهي أشد أساليب قتل الأطفال فتكًا. على سبيل المثال، في فبراير/شباط 2024، قُتل عشرة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية. وفي مايو/أيار 2025، تصدرت مجزرة تسعة أطفال، أبناء الطبيب الفلسطيني علاء النجار، في غارة جوية إسرائيلية عناوين الصحف.

يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأطفال عمدًا. نقلت صحيفة نيويورك تايمز شهادات 44 طبيبًا زعموا فيها أن العديد من الأطفال قُتلوا بنيران قناصة دقيقة. في الوقت نفسه، صُوِّرَت لقطات من طائرة إسرائيلية مُسيَّرة تُظهر قناصًا من الجيش الإسرائيلي يُطلق النار مباشرةً على طفل. علاوة على ذلك، صرّح الرئيس السابق للموساد بأن كل طفل فوق سن الرابعة يُعامل معاملة أعضاء حماس.

 

أطفال غزة الجرحى بين البتر والتشويه

بحسب اليونيسف، فقد 3000 طفل أطرافهم خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتحدث هذه الإصابات الخطيرة بمعدل غير مسبوق، حيث بلغ عشر حالات بتر يوميًا، وفقًا لمنظمة “أنقذوا الأطفال”. ووفقًا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصبحت غزة أكبر تجمع للأطفال مبتوري الأطراف في العالم تحت وطأة العدوان الإسرائيلي.

لا تقتصر إعاقات الأطفال في غزة على بتر الأطراف. فقد أكدت منظمة أطباء بلا حدود ارتفاع معدل الحروق، حيث يُصيب 60% من الأطفال المصابين. ويفاقم استخدام الجيش الإسرائيلي للشظايا شدة إصابات الأطفال. ومع ذلك، ووفقًا لممثلي منظمة الصحة العالمية، فإن نقص الرعاية الطبية ونقص الموارد قد ساهما بشكل كبير في زيادة حالات بتر الأطراف والتشوهات بين الأطفال.

 

المجاعات والأوبئة تزيد من معاناة الأطفال

تسبب العدوان الإسرائيلي في مجاعة واسعة النطاق في قطاع غزة. الأطفال هم الأكثر تضررًا، إذ يحتاجون إلى غذاء أكثر من البالغين. بحلول يوليو/تموز من العام الماضي، توفي 40 طفلًا فلسطينيًا بسبب المجاعة. وبحلول مايو/أيار من العام الماضي، ارتفع عدد حالات سوء التغذية بين الأطفال إلى 70 ألف حالة، وفقًا لشبكة المنظمات غير الحكومية في قطاع غزة.

بالإضافة إلى سوء التغذية، ساهم نقص الرعاية الطبية وانتشار التلوث البيئي الناجم عن الحرب في انتشار الأوبئة بين الأطفال. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 50% من الأطفال أصيبوا بأمراض مختلفة خلال الأشهر الأولى من العدوان. كما أفادت اليونيسف بزيادة حالات التهاب المعدة بين الأطفال بنسبة 4000% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العدوان الإسرائيلي.

 

بين الطرد والهجرة القسرية

تشير إحصاءات اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة إلى نزوح 12 ألف طفل من قطاع غزة يوميًا. يتنقل الكثير منهم دون عائلاتهم وينامون في العراء والشوارع. وقد بلغ إجمالي عدد الأطفال النازحين 800 ألف طفل في الشهر الثالث من العدوان.

 

دروع بشرية

أفادت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بأربع حوادث استخدمت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأطفال كدروع بشرية ضد الدبابات والجنود. وتستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الأطفال، لاستكشاف المنازل والأنفاق المفخخة والسير أمام القوافل العسكرية. ويُجبر المدنيون على القيام بذلك مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين.


شارك