وزير خارجية تركيا: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا

منذ 1 يوم
وزير خارجية تركيا: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا

في ظل الظروف الحالية المرتبطة بالحرب، انعقد في إسطنبول أفضل لقاء روسي أوكراني. ليس مهما أن تكون هذه الطاولة موجودة في تركيا أم لا، لكن من الضروري أن يستمر اللقاء على طاولة واحدة. – الرئيس أردوغان يرغب في استضافة اجتماع لرؤساء الدول والحكومات مع روسيا وأوكرانيا. إن إعادة إعمار سوريا تتطلب عملاً احترافياً ومنسقاً على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. إن رفع العقوبات عن سوريا سوف يجلب فوائد هائلة، والعلامات الأولى لذلك أصبحت واضحة بالفعل.

 

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، أنه يتوقع عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وقال فيدان لقناة تي آر تي هابر الرسمية: “نتوقع أن تكون هناك جولة أخرى لأن الجانبين يعتبران الاجتماعات مفيدة”.

وأوضح فيدان أنه لم تكن هناك نقاشات حادة خلال المحادثات بين وفدي البلدين في إسطنبول وأن المفاوضات جرت في أجواء جيدة.

وتابع: “في ظل الظروف الراهنة والبيئة النفسية والحالة النفسية بسبب الحرب، كان من الممكن عقد أفضل اجتماع ممكن”.

وشدد على أهمية عدم التخلي عن طاولة المفاوضات، والتمسك بموقف يدعم وقف إطلاق النار والسلام. وهذه هي نصيحة تركيا للطرفين.

وتابع: “لا يهم إن كانت هذه الطاولة في تركيا أم لا، لكن من المهم أن يستمر هؤلاء الزملاء في الاجتماع على نفس الطاولة ومواصلة الحوار”.

وأكد وزير الخارجية التركي أن موقف أنقرة من الحرب بين روسيا وأوكرانيا ثابت منذ البداية، “لأنها لا تريد الحروب في المنطقة”.

وأوضح أن العالم يواجه حرباً أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من مليون شخص، وتدمير المدن الكبرى، وشلل الاقتصادات الإقليمية.

وأضاف: “هذا الصراع يتطور إلى حرب عالمية، وهذا هو سبب جهودنا لمنعه منذ البداية”.

وأضاف أن “هذه ليست حربا بين دولتين، بل حرب قد تنتشر على مستوى العالم لأنها تشمل دولا تدعم الجانبين”.

وأشار فيدان إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان دعا مرارا وتكرارا جميع الأطراف إلى تحقيق السلام، مستشهدا بالمبادرات التركية مثل اتفاقية توريد الحبوب في البحر الأسود، ومفاوضات مارس 2022، وتبادل الأسرى.

وأشار إلى أن الدعوات لوقف إطلاق النار تزايدت مع تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني 2025، وأن الأطراف أعربت عن نواياها. واستخدمت تركيا خبرتها وتجاربها في الوساطة، والتقى الطرفان المتحاربان في إسطنبول في 16 مايو/أيار.

صرح فيدان بأن محادثات 16 مايو/أيار أسفرت عن اتفاق على تبادل الأسرى، وأن الجانبين ملتزمان بإعداد دراسة حول شروط وقف إطلاق النار. كما ناقشا ما يمكن القيام به استعدادًا لقمة محتملة لرؤساء الدول والحكومات.

وأشار إلى أنه عقد عدة لقاءات رفيعة المستوى خلال زيارته إلى موسكو وكييف، وأكد أن تركيا تعمل على إيجاد الطريق لوقف إطلاق النار والسلام.

وأضاف فيدان أن الطرفين وصلا مستعدين تمامًا لاجتماع يوم الاثنين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت في أجواء إيجابية. وتم الاتفاق على حل جديد لتبادل الأسرى، والذي قد يشمل هذه المرة أكثر من ألف أسير من كلا الجانبين.

صرح فيدان بأن روسيا وأوكرانيا تبادلتا وثائق حول شروط وقف إطلاق النار، وحددتا رؤيتهما لقمة رؤساء الدول والحكومات. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في المرحلة المقبلة.

وأكد فيدان أن الرئيس أردوغان سيكون سعيداً باستضافة مثل هذا الاجتماع على مستوى القيادة.

بصراحة، لا توجد شخصية أخرى تحظى بتقدير قادة العالم وثقةهم. قد تجد في أماكن أخرى، لكن لا يوجد قائد آخر أظهر مثل هذه القيادة السياسية على المستوى العالمي، وواجه تحديات صعبة على مر السنين، ويتمتع بالمصداقية والموثوقية والاحترافية.

أشار فيدان إلى أنه خلال زياراته الأخيرة إلى كييف وموسكو، نقل رسالة الرئيس أردوغان إلى الطرفين المتحاربين باستعداده لاستضافة مثل هذا الاجتماع. وشدد على ضرورة تحقيق نتائج معينة واستكمال التحضيرات قبل عقد اجتماع رؤساء الدول والحكومات.

وأضاف فيدان في إشارة إلى الاجتماعات المقبلة: “إذا اجتمعوا (الروس والأوكرانيون) مرة أخرى ووصلوا إلى مستوى معين، فسيكون اجتماع رؤساء الدول والحكومات أمرا لا مفر منه”.

من جهة أخرى، أشار بيسكوف إلى أنه خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، استمرت المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا في إطار القرارات المتخذة لدعمها، إلا أن مدة هذه المساعدات ستنتهي خلال بضعة أشهر.

وأشار إلى أنه بعد انتهاء هذه المساعدات فإن الحرب قد تدخل مرحلة مختلفة حسب قرارات ترامب، مشيرا إلى أنه ناقش قضايا روسيا وأوكرانيا وإيران وغزة هاتفيا مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو.

وقال فيدان إنه ناقش مع روبيو وجهات نظر تركيا بشأن الاجتماعين الأخيرين بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أن نظيره الأمريكي يشاركه وجهات النظر وأن التعاون في هذا الاتجاه سيستمر.

عُقدت في إسطنبول يوم الاثنين جولة ثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية الهادفة إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ عام ٢٠٢٢. واتفق الجانبان على المضي قدمًا في تبادل الأسرى، وقدّم الجانب الروسي مذكرةً توضح رؤيته لوقف إطلاق النار.

منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا، وتشترط وقف الهجوم إذا لم تتخلَّ كييف عن عضويتها في التشكيلات العسكرية الغربية. وتعتبر كييف هذا “تدخلًا” في شؤونها.

وعن تأثير رفع العقوبات عن سوريا على المرحلة الجديدة، أكد فيدان أن نظام الأسد ترك وراءه بلداً مدمراً لا علاقة له بالعالم.

وأوضح أن إعادة تأهيل بلد يعاني من جراح كثيرة يتطلب جهودا مهنية ومنسقة ومتعددة الأطراف على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأشار فيدان إلى أن اجتماعات عديدة بشأن هذه القضية عقدت في أنقرة مع دول إقليمية وغير إقليمية.

وأكد على أهمية النشاط الدبلوماسي للرئيس أردوغان على المستوى القيادي.

وأشار إلى أن رفع العقوبات عن سوريا من شأنه أن يحقق فوائد هائلة، وأن هناك بالفعل مؤشرات أولية على ذلك.

وسلط فيدان الضوء على التطورات في ظل الحكومة السورية الجديدة في مجالات النظام المصرفي الدولي والاستثمارات والخدمات الأساسية والاقتصاد، وأشار إلى مناقصة الطاقة الواسعة التي اختتمت قبل أيام بمشاركة شركات أمريكية وقطرية وسورية وتركية.

وتابع: “ما ننتظره الآن هو إعادة إعمار البلاد، وتأهيل بنيتها التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية. وفي المقابل، ننتظر عودة إخواننا السوريين الذين اضطروا للهجرة. بعودتهم، سينمو عدد السكان ويزدهر الاقتصاد. إن شاء الله، سنعيش فرحة العيش إلى جانب سورية طبيعية”.

** شمال شرق سوريا

أجاب فيدان على سؤال حول الوضع الراهن على الأرض بعد توقيع الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، جبهة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية، والحكومة السورية في 10 مارس/آذار.

وقال: “حتى الآن، لم يحدث الكثير على أرض الواقع بعد الاتفاق الذي توصلوا إليه في مارس/آذار… بمعنى آخر، كل شيء واضح، لكن الكثير يحدث خلف الكواليس”.

وأشار إلى تعزيز الوحدة بين دمشق وأنقرة وواشنطن، مضيفاً: “سنجد طريقة للتغلب على هذه الآفة دون مشاكل إن شاء الله، نحن على الطريق”.

** آلية مكافحة داعش

وناقش الوزير أيضا الآلية المنشأة بين تركيا والعراق وسوريا والأردن ولبنان لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وذكّر بزيارة وزيري الخارجية الأردني والسوري إلى أنقرة قبل أسابيع قليلة، والتي اتخذا خلالها قراراً أساسياً بأن “الجيش وأجهزة المخابرات ستشكلان خلية استخبارات وعمليات”.

وأضاف: “تم تشكيل فرق من الأردن وسوريا وتركيا لمحاربة داعش. وهذه خطوة مهمة حقًا للأمن الإقليمي”.

وشدد الوزير على ضرورة سحب ورقة داعش من أيدي منظمة بي كا كا الإرهابية لمنعها من ابتزاز المجتمع الدولي.

وأكد أن هذا الأمر يحتاج إلى عمل مكثف، مشيرا إلى أن هناك مشكلتين لدى داعش: المعسكرات والسجون، وأن العمل يجري على كليهما.

تعيش أزواج وعائلات وأطفال عناصر تنظيم داعش في مخيمات خاضعة لسيطرة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا منذ سنوات.

وأشار فيدان إلى أن هناك أكثر من 40 ألف شخص في المخيمات وأنهم يعملون مع الحكومتين العراقية والسورية لإجلائهم.

وأضاف: “الأمم المتحدة الآن على جدول الأعمال، والأميركيون لديهم اقتراح مماثل بشأن إدارتهم للمخيمات حتى يتم إخلائهم”.

وتابع: “الأمر يتعلق بإعادة المناطق التي تقع فيها هذه المعسكرات إلى الإدارة السورية. كما أن الدراسات المتعلقة بالسجون جارية. المهم الآن هو أن نحقق هذا الهدف إذا شُكِّلت فرق متخصصة من ثلاث أو أربع دول معنية بهذا الموضوع، وإذا كان هناك عمل متواصل وإرادة قوية في هذا الشأن”.

وأعرب الوزير عن أمله في أن يتم التوصل إلى حل من خلال العمل المنسق بين الأطراف، وخاصة الولايات المتحدة وسوريا وتركيا والعراق.

ورداً على سؤال حول التطورات الأخيرة في الانسحاب الأمريكي من سوريا، قال: “مشكلتنا الرئيسية لا علاقة لها بالوجود الأمريكي. الولايات المتحدة موجودة في أماكن عديدة بالمنطقة”.

وأضاف: “مشكلتنا الرئيسية كانت تعاون واشنطن مع حزب العمال الكردستاني والدعم الذي قدمته له. نريد أن ينتهي هذا الدعم”. وأضاف: “كان من المهم لنا إنهاء هذا التعاون”.


شارك