وزير العمل محمد جبران بالكوفية الفلسطينية يلقي كلمة المجموعة العربية في الملتقى الدولي للتضامن

منذ 1 يوم
وزير العمل محمد جبران بالكوفية الفلسطينية يلقي كلمة المجموعة العربية في الملتقى الدولي للتضامن

إن وجود فلسطين بصفة مراقب في منظمة العمل الدولية يعد خطوة تاريخية نحو الاعتراف الدولي.

ويعاني الفلسطينيون من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وجرائم وحشية تهز الضمير الإنساني.

ونتوقع تحركا دوليا حقيقيا لوضع حد للجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني كل ساعة، بل كل دقيقة.

هذا التضامن دفاعٌ عن كرامة الإنسان في كل مكان. حقوق العمال الفلسطينيين جزءٌ لا يتجزأ من حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

إن قتل العاملين في المجال الطبي والنساء والأطفال وكبار السن، وكذلك محاولات التهجير القسري، يشكل جريمة ضد الإنسانية.

 

ألقى وزير العمل ورئيس منظمة العمل العربية، محمد جبران، كلمة المجموعة العربية في الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة، الذي عُقد في قصر الأمم المتحدة مساء الأربعاء. ونظمت الملتقى منظمة العمل العربية بالتعاون والتنسيق مع البعثة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف.

جاء ذلك بحضور وزراء وزعماء نقابيين وأصحاب عمل وعمال من مختلف أنحاء العالم على هامش الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي المنعقدة حاليا في جنيف.

وتحدث في المؤتمر أيضا جيلبرت هونغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، وفايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، والدكتورة إيناس العطاري وزيرة العمل الفلسطينية، إلى جانب ممثلين عن الحكومة ومنظمات أصحاب العمل والعمال.

وقال وزير العمل: “يسرني باسمي وباسم المجموعة العربية المشاركة في أعمال الدورة (113) لمؤتمر العمل الدولي 2025 أن أرحب بكم جميعاً في المنتدى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى، وأن أعرب عن امتناني وتقديري للمشاركين الكرام كل باسمه ومسمياته على مشاركتهم في منتدانا السنوي الذي يجمع أحرار العالم ومناصري القضية الفلسطينية العادلة ويجدد التضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى”.

وتابع: “كما أتقدم بالشكر الجزيل للسيد فايز علي المطيري، مدير عام منظمة العمل العربية، على جهوده الكريمة في تنظيم هذا الملتقى الهام دعماً لعمال وشعب فلسطين. ونقدر عالياً موقفه المشرف تجاه نضالهم العادل من أجل الاستقلال والحرية والكرامة، والدفاع عن حقوقهم المشروعة في جميع المحافل الإقليمية والدولية”.

وأضاف: “أود أيضًا أن أشكر جيلبرت هونغبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، على التزامه المتواصل بمشاركتنا في هذا المنتدى الهام. وهذا يعكس اهتمامه البالغ والتزام منظمة العمل الدولية بالدفاع عن حقوق العمال الفلسطينيين المنتهكة من ممارسات سلطات الاحتلال. وهذا يبعث الأمل في إمكانية تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة في دولة فلسطين، وهو أحد الأهداف الرئيسية التي تأسست من أجلها هذه المنظمة الدولية الموقرة”.

قال: “يُوفر هذا التجمع الدولي، في إطار جلسة التضامن مع عمال وشعب فلسطين، منبرًا شاملًا لممثلي الأطراف الثلاثة المنتجة، ليُعبّروا عن صوت عمال وشعب فلسطين وسائر الأراضي العربية المحتلة، الذين يعانون من انتهاكات جسيمة وجرائم وحشية تُهزّ الضمير الإنساني. لقد سمعنا مرارًا عبارات الإدانة والاستنكار للممارسات الممنهجة لسلطات الاحتلال، لكن الوضع الراهن لم يعد ينتظر الكلمات، بل ينتظر تحركًا دوليًا حقيقيًا لوضع حدّ للجرائم التي تُرتكب بحقهم كل ساعة، بل كل دقيقة. ما يحدث للفلسطينيين – من قتل وتهجير وتجويع وتدمير للمنازل والمستشفيات والمدارس وجميع مناحي الحياة، إلى منع المساعدات الإنسانية، وقتل الطواقم الطبية والنساء والأطفال وكبار السن، ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني – هو جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية. من واجبنا أن نتحرك فورًا، بالتعاون مع مُحبي السلام، ونشطاء الحرية، والمؤسسات الدولية، لوقف هذه الانتهاكات، واعتقال مرتكبيها وتقديمهم للعدالة. “العدالة لمرتكبي الجرائم، وإعادة الحق في العمل والحياة الكريمة للعمال الفلسطينيين”.

في كلمته، تابع الوزير: “يتميز هذا المحفل الدولي الهام بتوقيته ومكانه الدقيقين. ففي يوم الخميس، الموافق 5 يونيو/حزيران 2025، ستُصدر لجنة الشؤون العامة في منظمة العمل الدولية -بإذن الله- قرارًا مصيريًا بشأن عضوية دولة فلسطين والاعتراف بها كدولة مراقب غير عضو. وهذه خطوة تاريخية نحو الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية، وندعو جميع الدول الأعضاء إلى دعمها. إننا نواجه اختبارًا جديًا لمبادئنا. عندما نُدلي بأصواتنا غدًا، فإننا لا نُقرر وضعًا قانونيًا، بل مبدأ الإنصاف والعدالة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وضمان تمثيله في المحافل الدولية. إن تضامننا مع هذا القرار التزام أخلاقي تجاه شعب محروم من أبسط حقوقه تحت نير الاحتلال. فلنقف معًا ونرفع أصواتنا دعمًا لهذا القرار – إنه منعطف تاريخي ورسالة تضامن مع العمال والشعب”. فلسطين.

شكر الوزير جبران مجدداً جميع المشاركين في هذا المحفل الدولي، وأعرب عن تضامنه مع عمال وشعب فلسطين وسائر الأراضي العربية المحتلة. وقال: “هذا التضامن دفاعٌ عن حقوق الإنسان وكرامته في كل مكان. حقوق العمال الفلسطينيين والشعب الفلسطيني جزءٌ لا يتجزأ من حقوق الإنسان العالمية. نحن في المجموعة العربية نؤمن بأن القضية الفلسطينية ليست قضية عربية فحسب، بل هي قضية عدالة إنسانية. ستبقى المجموعة العربية، مع كل القوى المحبة للسلام والعدالة، صوت فلسطين الحرة في جميع المحافل الدولية”. واختتم الوزير كلمته قائلاً: “وأخيراً، تحية إجلال وتقدير لعمال وشعب فلسطين الصامدين في وجه أبشع صور الظلم والاضطهاد. ننحني إجلالاً وإكباراً أمام شهداء فلسطين الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن أرضهم، وعن حق شعبهم في تقرير مصيره، وعن إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. لهم منا أسمى آيات التقدير والاحترام. عاشت دولة فلسطين حرةً أبيةً”.


شارك