مع استجواب النيابة له.. محاكمة نتنياهو بتهم الفساد تدخل مرحلة حاسمة

وبحسب صحيفة هآرتس، فمن المرجح أن يستمر التحقيق معه من قبل النيابة العامة حتى الشتاء.
دخلت محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرحلة جديدة وحاسمة، الثلاثاء، حيث بدأ الادعاء باستجواب الرجل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، في إطار قضايا الفساد التي تشغله منذ سنوات.
مثل نتنياهو أمام المحكمة صباح اليوم للمرة السادسة والثلاثين. وكانت الجلسات السابقة مخصصة للإجابة على أسئلة فريق دفاعه، لكن جلسة اليوم شهدت بداية استجوابه من قبل المدعي العام، وهو أهم تطور منذ بدء المحاكمة.
وبحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، بدأت النيابة العامة اليوم استجواب نتنياهو أمام المحكمة المركزية.
وكتبت صحيفة هآرتس العبرية الخاصة: “على عكس إجابات نتنياهو المطولة على أسئلة محاميه البسيطة (في الجلسات الـ35 السابقة)، سيطلب المدعون منه إجابات قصيرة، أغلبها بنعم أو لا، وهو ما سيختبر مصداقيته”.
وأضافت: “لقد استمع القضاة إلى إجابات نتنياهو التفصيلية لفترة طويلة، ولكن الآن جاء دور الادعاء لفحص قصة رئيس الوزراء، وإثبات ذنبه تحت ضغط الاستجواب المتبادل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “النيابة العامة التزمت الصمت في الجلسات السابقة استعدادا للاستجواب، على أمل مباغتة نتنياهو والحصول على إجابات أكثر مباشرة من تلك التي قدمها خلال استجواب محاميه، عميت حداد”.
وأضافت: “إحدى المشكلات التي يجب على الادعاء معالجتها هي تدفق المذكرات والمظاريف التي تُسلم إلى نتنياهو خلال جلسات الاستماع لإبقائه على اطلاع بشؤون الحكومة. ففي آخر جلسة عقدت الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، سُلمت إليه أربعة مظاريف في أقل من نصف ساعة، مما دفعه إلى طلب استراحة”.
وفي هذا السياق، أشارت إلى أن “الادعاء يخشى أن تُستخدم هذه المذكرات كذريعة لأخذ فترات راحة عندما يقع نتنياهو في مشكلة على منصة الشهود، مما يمنحه الوقت لإعادة هيكلة إجاباته”.
“ورغم أن النيابة العامة تغاضت عن هذه المسألة أثناء الاستجواب المباشر، إلا أنها حذرت من أنها قد لا تسمح بمناقشة هذه المسألة بشكل أكبر أثناء الاستجواب المتبادل”، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس.
وذكرت الصحيفة العبرية أن من المتوقع أن يستمر استجواب نتنياهو من قبل ممثلي الادعاء حتى الشتاء، أي لمدة تساوي أو تزيد عن الوقت الذي قضاه في الاستجواب المباشر من قبل محاميه.
بدورها، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة جلسة اليوم بأنها “لحظة دراماتيكية” في محاكمة نتنياهو.
وقالت “بعد ستة أشهر تقريبا من بدء الإدلاء بشهادته، ظهر نتنياهو اليوم أمام مكتب المدعي العام للاستجواب للمرة الأولى”.
وبدأت التحقيقات مع نتنياهو في يناير/كانون الثاني الماضي.
يُتهم نتنياهو بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة في ما يسمى بالقضايا 1000 و2000 و4000. وقد قدم المدعي العام السابق أفيخاي ماندلبليت هذه الاتهامات في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وتتعلق القضية “1000” باتهامات بأن نتنياهو وأفراد عائلته تلقوا هدايا باهظة الثمن من رجال أعمال أثرياء مقابل الحصول على مزايا ودعم مختلف أنواعها.
وفي “قضية عام 2000″، يُتهم نتنياهو بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، من أجل الحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
وتتعلق القضية الأكثر خطورة “القضية 4000” بمنح امتيازات مزعومة للمالك السابق لموقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، شاؤول إيلوفيتش، الذي كان أيضًا مسؤولاً في شركة الاتصالات “بيزك”، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
بدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام ٢٠٢٠، ولا تزال مستمرة. ينفي نتنياهو هذه التهم، مدعيًا أنها “حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به”.
يُشار إلى أن نتنياهو مطلوب أيضاً للعدالة الدولية، حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.