خبراء: ارتفاع التضخم السنوي جاء مدفوعا بزيادة أسعار النقل والخضراوات والفاكهة

منذ 2 أيام
خبراء: ارتفاع التضخم السنوي جاء مدفوعا بزيادة أسعار النقل والخضراوات والفاكهة

ويتوقع أحد الاقتصاديين أن يواصل التضخم اتجاهه الصعودي في الربع الثالث. وتوقع شافي أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير خلال الاجتماع المقبل للبنك المركزي.

ويرى عدد من الخبراء والمحللين الذين التقتهم الشروق أن ارتفاع التضخم في مايو/أيار الماضي جاء نتيجة ارتفاع موسمي في أسعار الخضراوات والفواكه، بالإضافة إلى تأثير زيادة تكاليف النقل بعد زيادة أسعار البنزين والسولار.

استمر معدل التضخم السنوي في مصر في الارتفاع للشهر الثالث على التوالي في مايو، ليصل إلى 16.5%، مقارنةً بـ 13.5% في أبريل، وفقًا للبيانات الصادرة أمس عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وتشير البيانات إلى ارتفاع التضخم الشهري بنسبة 1.8% مقارنةً بأبريل 2025.

وبحسب بيانات البنك المركزي، ارتفع التضخم الأساسي إلى 13.1 بالمئة في مايو/أيار، مقارنة مع 10.4 بالمئة في أبريل/نيسان.

وعلى أساس سنوي، سجل قطاع الأغذية والمشروبات زيادة قدرها 11.2%، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 16%، واللحوم والدواجن بنسبة 5.6%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 10.3%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 6.6%، والزيوت والدهون بنسبة 2.6%، والفواكه بنسبة 63.5%، والخضروات بنسبة 12.1%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 7%، والعصائر المعدنية والغازية والطبيعية بنسبة 19%، على الرغم من انخفاض أسعار السكر والأطعمة السكرية بنسبة 0.4%.

وسجل قطاع المشروبات الكحولية والتبغ ارتفاعاً بنسبة 15.6%، نتيجة ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية والتبغ بنسبة 25.1% و15.6% على التوالي.

وسجل قطاع الملابس والأحذية نمواً بنسبة 15%، وقطاع السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 19.3%، وقطاع الأثاث والسلع المنزلية والصيانة بنسبة 12.1%، وقطاع الصحة بنسبة 40.6%، وقطاع النقل بنسبة 36%، وقطاع الاتصالات بنسبة 11.2%، وقطاع الثقافة والترفيه بنسبة 15.6%، وقطاع التعليم بنسبة 10%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 15.9%.

وعلى أساس شهري، ارتفعت أسعار قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 1.5%، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 0.1%، واللحوم والدواجن بنسبة 1.2%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 2.4%، والزيوت والدهون بنسبة 0.2%، والفواكه بنسبة 13.4%، والخضروات بنسبة 2.1%، والسكر والأغذية المحلاة بنسبة 0.2%، والعصائر المعدنية والغازية والطبيعية بنسبة 1.3%، على الرغم من انخفاض أسعار منتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.7%.

وسجل قطاع المشروبات الكحولية والتبغ انخفاضا بنسبة 0.1%، نتيجة انخفاض أسعار التبغ بنسبة 0.1%، رغم ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 9.9%.

وسجل قطاع الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 2.5%، وقطاع السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 1.4%، وقطاع الأثاث والأجهزة المنزلية وصيانتها بنسبة 1%، وقطاع الرعاية الصحية بنسبة 4.8%، وقطاع النقل والاتصالات بنسبة 2.7%، وقطاع الاتصالات بنسبة 0.1%، وقطاع الثقافة والترفيه بنسبة 7.1%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 1.1%، وقطاع السلع والخدمات الأخرى بنسبة 0.7%.

أوضح الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن ارتفاع معدل التضخم السنوي يعود إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وخاصةً الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل. وقد تفاقم هذا الارتفاع بارتفاع أسعار الغاز الطبيعي للمنازل. وتوقع استمرار ارتفاع التضخم في الربع الثالث، ليصل إلى ذروته عند 18%. ويعود ذلك إلى الزيادات المتوقعة في أسعار الكهرباء والغاز الصناعي، مما سيزيد من تكاليف الإنتاج ويثقل كاهل سلة السلع.

وأضاف فؤاد: “رغم إمكانية حدوث تباطؤ نسبي في معدل التضخم بنهاية العام، فإن متوسط التضخم السنوي لن ينخفض عن 17% في ظل استمرار التأثير التراكمي لإصلاحات الطاقة وضغوط تكاليف التشغيل على الأسعار المحلية”.

توقع فؤاد أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم، لا سيما مع تقلص هامش الفائدة الإيجابي مع ارتفاع التضخم. وتوقع خفضًا إضافيًا بنسبة 3.5% خلال الاجتماعات المتبقية من العام، ليصل إجمالي الخفض إلى 7% بحلول عام 2025.

في اجتماعها في مايو الماضي، قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة لليلة واحدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 24%، وسعر الإقراض بمقدار 25%. وكانت اللجنة قد خفضت أسعار الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس في اجتماعها السابق في أبريل، وهو أول خفض لها منذ نوفمبر 2020.

صرح محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، بأن التضخم ارتفع بنسبة 3% في مايو، نتيجة ارتفاع أسعار الفاكهة والخضراوات بنسبة 13% مقارنة بالشهر السابق. وعزا ذلك إلى ارتفاع أسعار المنتجات البترولية (البنزين والديزل) في الشهر السابق، مما أثر على تكاليف الشحن.

في أبريل الماضي، رفعت لجنة التسعير التلقائي للمشتقات النفطية أسعار البنزين والديزل بنسبة 15% للمرة الثانية خلال ستة أشهر. وكان ذلك جزءًا من خطتها لرفع دعم الوقود بنهاية العام.

وتوقع حسن أن يظل معدل التضخم في نطاق ما بين 15 إلى 17% خلال الفترة المقبلة قبل أن يعاود الانخفاض في الربع الرابع من العام الجاري.

وأوضح حسن أنه مع سعر الفائدة الحقيقي البالغ 7%، لا يزال هناك مجال لخفض الفائدة، ومن الممكن بالتالي أن يكون هناك خفض تدريجي بنسبة 1% على مدار الاجتماعات المتبقية، ليصل سعر الفائدة الحقيقي إلى 3%.

يُرجع أحمد معطي، المحلل الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة في إي ماركتس في مصر، ارتفاع التضخم إلى تغيير سنة الأساس. وأوضح أن هذا الارتفاع منطقي ولا يدعو للقلق، إذ لا تزال الفجوة بين أسعار الفائدة ومعدل التضخم كبيرة. وتوقع أن يُجري البنك المركزي تخفيضًا إضافيًا لسعر الفائدة الرئيسي بنقطة مئوية صغيرة، ولكن دون تخفيض كبير.

أوضحت نعمة الله شكري، رئيسة قسم الأبحاث في بنك إتش سي للاستثمار، أن معدلات التضخم جاءت أعلى من المتوقع. ويعود ذلك إلى الآثار المتأخرة لزيادة أسعار الديزل والبنزين بنسبة تراوحت بين 12% و15% في منتصف أبريل، والتي أثرت على أسعار الأغذية والمشروبات والنقل، بالإضافة إلى تأثير خفض أسعار الفائدة على تحفيز الطلب المحلي.

قال مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في شركة عرب أونلاين لتداول الأوراق المالية، إن التضخم تجاوز التوقعات نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، مما أثر على سلة الغذاء (11%) والنقل (42%). وتوقع انخفاض التضخم مجدداً خلال الفترة المقبلة.

وتوقع شفيع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل ثم يخفضها مرة أخرى ولو بنسبة 1% في اجتماعات لاحقة، لينهي العام بخفض إجمالي للفائدة يتراوح بين 600 و700 نقطة أساس.


شارك