وزير الأوقاف: سنتعاون مع الناشرين العرب والمصريين لإحياء تراثنا العلمي في الطب والهندسة والفلك

الأزهري: نؤمن بأن المساجد منارات العلم، وسنعمل على إحياء المكتبات في المساجد الكبرى.
استقبل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية اليوم الاثنين 2 يونيو 2025، محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، بمكتبه بديوان عام الوزارة، في لقاء رفيع المستوى اتسم بروح الاحترام المتبادل والتعاون.
اتحاد الناشرين العرب منظمة ثقافية رائدة تدعم حركة النشر وصناعة الكتاب في العالم العربي. ناقش الاجتماع العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فرص التعاون في إحياء التراث العلمي والثقافي الإسلامي، ودور الناشرين في تعزيز الوعي.
أكد وزير الأوقاف على أهمية إحياء التراث الإسلامي في المجالات التطبيقية والعلمية، كالطب والتشريح والهندسة والبستنة وتصميم الحدائق. وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية خلّفت إنجازات باهرة في هذه المجالات، وأن إحياء هذا التراث أصبح حاجة ملحة في وقت تسعى فيه الأمة إلى مواصلة مسيرتها الحضارية.
كما تحدث وزير الأوقاف عن المحاور الاستراتيجية الأربعة التي تعمل وزارة الأوقاف في إطارها، مؤكدًا أن المحور الرابع، “صناعة الحضارة”، يُمثل ذروة هذه المحاور. يبدأ بتلاوة المسلمين للقرآن الكريم بتأمل عميق، يُنمّي في نفوسهم شغفًا بالتأمل في الكون، والسعي وراء الاكتشافات، وبناء المراصد والمستشفيات، والتطوير العمراني.
قال وزير الأوقاف: “تبدأ الحضارة لحظة تأمل آية تُوقظ نور المعرفة في القلب، وتفتح العقل على التأمل والاكتشاف. القرآن الكريم يُحرك النفس للبناء، ويُوقظ فيها روح البناء. من يتأمل آيات الكون ينطلق لبناء المستشفيات، وإقامة المراصد، وخدمة الإنسانية بالعلم والعمل. هذا هو المسلم الذي ننشده: قارئ القرآن، وباني الحضارة، ومساهم في نهضة أمته وتقدم البشرية”.
وقد أسفرت نتائج الاجتماع عن الاتفاق على عدد من المبادرات الهامة، وعلى وجه الخصوص:
اختيار المسجد الرئيسي في كل محافظة لتجهيزه بمكتبة علمية شاملة تحت رعاية وإشراف وزارة الأوقاف.
– التوسع في إنشاء المكتبات الكبرى في المساجد الكبرى لتكون منارات للعلم والمعرفة.
تنشيط المكتبات التابعة لوزارة الأوقاف ضمن خطة ثقافية شاملة.
كما تم الاتفاق على أن تقوم وزارة الأوقاف واتحاد الناشرين العرب بتنسيق آليات تنفيذ هذه المبادرات ومتابعتها على أرض الواقع لتحقيق الأثر المطلوب.
من جانبه، أعرب محمد رشاد عن تقديره العميق للدور الرائد لوزارة الأوقاف في تعزيز الفكر الوسطي والتوعية. وأكد أن هذا اللقاء يمثل خطوة نوعية نحو تعزيز الشراكات بين المؤسسات الدينية والثقافية في العالم العربي، ويسهم في إحياء التراث الثقافي، ورفع الوعي، وتنشئة جيل مستنير يدرك عظمة حضارته، ويسعى لاستعادة دوره في صناعة المستقبل.