قفز 40%.. هل تنعكس زيادة أسعار الغاز الطبيعي على التضخم؟

تعتزم وزارة البترول والثروة المعدنية رفع أسعار الغاز الطبيعي محليًا بنسب تتراوح بين 33% و40% بدءًا من الشهر الجاري، وفقًا لفئة الاستهلاك. وهذا يثير التساؤل حول مدى تأثير هذه الزيادة على الضغوط التضخمية خلال الفترة المقبلة.
ويرى خبيران اقتصاديان، أجرى ايجي برس مقابلات معهما، أن الزيادة المرتقبة في أسعار الغاز الطبيعي محلياً سيكون لها بلا شك تأثير سلبي على معدلات التضخم، نظراً لتأثيرها على إنفاق الأسر ومستويات المعيشة.
صرح مصدر رفيع المستوى بشركة غاز حكومية لموقع ايجي برس سابقًا بأنه تقرر زيادة أسعار الغاز الطبيعي المنزلي بواقع جنيه أو جنيهين، حسب فئة الاستهلاك. وستدخل الأسعار الجديدة حيز التنفيذ مع فاتورة يونيو.
زيادة جديدة في الأسعار
قال يمان الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن أي زيادة جديدة في أسعار الغاز سيكون لها بلا شك تأثير سلبي على معدلات التضخم.
وأضافت أنه إذا صحّت الأنباء المتداولة حول نية الحكومة رفع أسعار البنزين للمنازل، فإن ذلك يتناقض مع تصريحات الحكومة الأخيرة بشأن استقرار أسعار الطاقة في الفترة الحالية، وخاصةً بعد الزيادات الأخيرة. وأشارت إلى أن أسعار الطاقة العالمية تشهد انخفاضًا حاليًا، وهذا لا يبرر أي زيادات جديدة في الوقت الحالي.
وفي الشهر الماضي، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في مدن مصر تسارع من 13.6% في مارس/آذار إلى 13.9% في أبريل/نيسان 2025.
وجاء تسارع التضخم بعد أن وافقت لجنة أسعار المواد البترولية خلال اجتماعها في أبريل الماضي على زيادة سعر أسطوانة البوتاجاز سعة 12.5 كجم للاستخدام المنزلي من 150 جنيهًا إلى 200 جنيه، وسعر أسطوانة البوتاجاز التجاري من 300 جنيه إلى 400 جنيه، بالإضافة إلى زيادة أسعار جميع أنواع البنزين والسولار.
تضخم الوقود
أوضح الحماقي أن المشكلة لا تقتصر على الانخفاض الفعلي في أسعار الغاز العالمية، بل تشير التوقعات أيضًا إلى انخفاضات مستقبلية في الأسعار، لا سيما في ضوء إعلان أوبك+ زيادة إنتاج الطاقة، وجهود حل النزاع الروسي الأوكراني، وتهدئة الوضع الإقليمي مع إيران. جميعها عوامل قد تؤدي إلى انخفاض أسعار الطاقة العالمية.
وأكدت أن انتشار الأخبار المحلية عن زيادات متوقعة في أسعار الغاز المنزلي من المرجح أن يؤدي إلى تأجيج معدلات التضخم، حيث تساهم مثل هذه الأخبار في زيادة حالة عدم اليقين لدى المواطنين.
وتساءل الحماقي: «إذا لم تكن هناك نية حقيقية لتطبيق هذه الزيادات فهل كان الهدف من نشرها اختبار الرأي العام؟».
وحذرت من أن مثل هذه المؤشرات تشكل تهديداً خطيراً لمعدلات التضخم والمستهلكين، خاصة مع التراجع الكبير في القدرة الشرائية للمواطنين، ما يؤثر سلباً على الأداء الاقتصادي العام.
واتفق علي الإدريسي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، مع الرأي السابق بأن أي زيادة متوقعة في أسعار الغاز سيكون لها بلا شك تأثير على معدلات التضخم.
وأوضح أن تأثير أسعار الغاز لم يقتصر على الاستهلاك الخاص، بل امتد إلى ثلاثة مجالات رئيسية هي: (الغاز الطبيعي للمنازل، وأسطوانات البوتاجاز ــ التي شهدت ارتفاعاً في أسعارها مؤخراً ــ والغاز التجاري للمصانع).
وأشار الإدريسي إلى أن أسعار إمدادات الغاز للمصانع ارتفعت بشكل كبير نتيجة إبلاغ المصانع بتغييرات الأسعار بشكل دوري، على عكس أسعار أسطوانات الغاز المنزلي والبوتان التي تعلن عنها لجنة الأسعار بشكل واضح.
وأوضح أن هذه التقلبات في أسعار الغاز تؤثر بشكل مباشر على المستهلكين، وبالتالي على معدلات التضخم. وأي زيادة في أسعار الطاقة تؤثر على إنفاق الأسر ومستويات معيشتها. ومع ذلك، يظل الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي أرخص من أسطوانات البوتاجاز، التي يصل سعرها إلى 300 جنيه مصري في بعض المناطق خارج السوق الرسمية.
وأضاف الإدريسي أن تأثير أي زيادة في أسعار الغاز سيكون ضئيلاً مقارنة بالقفزات الكبيرة التي شهدتها أسعار أسطوانات الغاز.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الغاز سواء الغاز المعبأ أو الغاز التجاري قد يؤثر على معدل التضخم حتى نهاية الشهر الجاري.
اقرأ أيضاً:
هل تنجح الحكومة في جذب المستثمرين بإصدار صكوك محلية للمرة الأولى؟
كشفت شركة إيفولف القابضة عن خطتها لإطلاق ذهب يزن 5 أرطال فقط: مليجرام واحد
وزير الاقتصاد: شركات الأسمدة لن تتأثر بخفض إمدادات الغاز ونعمل بشكل جيد مع وزارة البترول.