قيادي في حماس: مقترح ويتكوف محمل بثغرات كارثية.. ونطالب بالحد الأدنى من الكرامة الإنسانية

وقال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن الحركة وافقت مبدئيا على الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار مؤقتا لكنها تطالب بتغييرات. لكن القوة المحتلة الإسرائيلية طالبت بتقديم الاتفاق بشكل “نهائي وغير قابل للتفاوض”.
وبحسب تقرير لشبكة قدس الإخبارية، قال مرداوي في تغريدة على حسابه في موقع “X” إن المقترح الجديد “مليء بالثغرات الكارثية” التي “تتجاوز حتى عيوب المقترحات الإسرائيلية السابقة”.
ويتضمن الاقتراح الجديد اتفاقا لوقف إطلاق النار مؤقتا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، صاغه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. الهدف هو التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار يتم بموجبه إطلاق سراح عدد من السجناء الإسرائيليين مقابل وقف مؤقت للأعمال العدائية.
وتشير عدة مصادر إلى أن ويتكوف سحب اقتراحا سابقا أيدته حماس وتضمن إشارة إلى وقف إطلاق النار الدائم.
ولكن اقتراحه الحالي يخلو من الضمانات الواضحة لوقف إطلاق النار الشامل، ولا يتضمن أي التزام بانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي التي تحتلها، ولا يضمن إمدادات مستدامة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وعلاوة على ذلك، فإن تنفيذ الالتزامات الناجمة عن الاحتلال سوف يصبح رهنا بالنوايا والتقييمات المستقبلية، وخاصة بعد اليوم السابع من تنفيذ الاتفاق. وبالتالي فإن مصير الاتفاق متروك لإرادة القوة المحتلة، دون حاجة إلى أي سيطرة أو التزام.
وحدد مرداوي أربع نقاط رئيسية تمثل جوهر تحفظات الحركة على الوثيقة: عدم وجود ضمانات لانسحاب حقيقي من الأراضي، وعدم وجود وقف شامل لإطلاق النار، وعدم وجود آلية واضحة لإيصال المساعدات الإنسانية، وغياب أي التزامات إسرائيلية يمكن التحقق منها بعد اليوم السابع من الاتفاق، وهو اليوم الذي سيتم فيه تسليم الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف: “ولكي نكون أكثر وضوحا، كانت الرسالة: خذوا ما لدينا وسنرى لاحقا ما إذا كنا سنفي بالتزاماتنا”.
ورغم هذه الثغرات، أكد الزعيم أن حماس تتحرك “بمسؤولية وطنية”، مضيفا: “قلنا نعم من حيث المبدأ، لكننا رفضنا الاتفاقيات باعتبارها غطاء لشرعنة الإبادة الجماعية والمجاعة، أو بوابة للاحتيال السياسي والأمني”.
وطالبت الحركة بتغيير بعض البنود الأساسية التي تضمن وقف القتل، وتقديم المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين، وانسحاب الجيش المحتل.
وأضاف مرداوي أن “المفارقة” تكمن في أن هذه التغييرات متطابقة حرفيا مع ما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي في الأسابيع الأخيرة. وأعرب عن استغرابه من الموقف الأميركي الأخير الذي وصف رد حماس بأنه “خطوة إلى الوراء وغير مقبولة”.
وأكد زعيم حماس أن الحركة “لم تتخلف في اتفاقاتها”، بل قدمت اتفاقا مسؤولا تسوده كرامة الشعب الفلسطيني. وأضاف: “ما نطالب به ليس شروطا سياسية، بل الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية”.
واختتم مرداوي بالتأكيد على أن حماس ستواصل جهودها “للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى انسحاب الاحتلال وإنهاء الحرب ووقف الإبادة والجوع”. ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الطرف الذي “يقتل ويحاصر، وليس على من يدافع عن شعبه”.