الجمعية العامة لموئل الأمم المتحدة تفتتح دورتها الثانية بتسليط الضوء على أزمة الإسكان

افتتحت الدورة الثانية المستأنفة للجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) رسميا في مقر الموئل في نيروبي برسالة واضحة وعاجلة: إن أزمة السكن العالمية تتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة. وفي المؤتمر الصحفي الافتتاحي الرسمي، تحدث رئيس جمعية الموئل، حكومة كينيا المضيفة، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أناكلوديا روسباخ، إلى وسائل الإعلام، مؤكدين على الدور الحاسم الذي يلعبه السكن الملائم، وضمان حيازة الأراضي، والوصول إلى الخدمات الأساسية في تحقيق السلام، والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، والعدالة الاجتماعية. *أزمة العقارات العالمية قالت أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية: “نشهد أزمة سكن عالمية تتفاقم يوميًا. يفتقر ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص إلى السكن اللائق والأراضي الآمنة، وحتى إلى أبسط الخدمات كالمياه والصرف الصحي”. وأضاف روسباخ “إذا لم نفعل شيئا حيال ذلك، فإن هذه الأزمة ستتحول إلى حالة طوارئ إنسانية”. وبحسب بيان صادر عن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، فإن التوسع السريع للمدن في المنطقة العربية يؤدي إلى تفاقم التحديات في مجال الإسكان والخدمات الأساسية. ومن ثم فمن الضروري العمل على تعزيز الحوكمة والسياسات الشاملة، وتوفير السكن الملائم، وزيادة قدرة البنية الأساسية على الصمود، ودعم الإدارة العادلة للأراضي التي تعزز التنمية المستدامة والقدرة على الصمود. *اعتماد الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
تجتمع الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وهي الهيئة العالمية لصنع القرار بشأن التوسع الحضري المستدام، والتي تضم 193 دولة، للنظر في اعتماد الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2026-2029. وكجزء من الاستجابة العالمية لأزمة السكن، تركز الخطة الجديدة على تعزيز السكن الملائم، وضمان حيازة الأراضي، وتوفير الخدمات الأساسية، وخاصة في المستوطنات غير الرسمية والأحياء الفقيرة. وهو يعكس أولويات ميثاق المستقبل، الذي يؤكد على ضرورة ضمان الوصول الشامل إلى السكن الملائم والآمن وبأسعار معقولة مع دعم البلدان النامية في بناء مدن مرنة وشاملة ومستدامة. وبحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، يعيش حاليا أكثر من 1.1 مليار شخص في جميع أنحاء العالم في الأحياء الفقيرة أو المستوطنات غير الرسمية، كما أن أكثر من 300 مليون شخص بلا مأوى تماما. وفي كلمتها نيابة عن البلد المضيف، أكدت أليس واهومي، وزيرة مجلس الوزراء في وزارة الأراضي والأشغال العامة والإسكان والتنمية الحضرية الكينية، على أهمية الإسكان من أجل التنمية المستدامة وأكدت التزامها ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والتنمية الحضرية المستدامة ككل.
وأضافت: “يعيش ملايين الأشخاص حول العالم بلا مأوى وفي ظروف غير آمنة. ومشكلة السكن لا تُشكل تحديًا للبنية التحتية فحسب، بل تُمثل أيضًا تحديًا للمساواة والكرامة والحقوق”. وتابعت: “يتعين علينا مواجهة هذه الأزمة معًا، وتتطلع كينيا الآن إلى تنفيذ الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2026-2029 لإحداث تغيير حقيقي.
من جانبه، دعا إنريكي خافيير أوتشوا مارتينيز، رئيس الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، الدول الأعضاء إلى ترجمة المناقشات إلى التزامات ملموسة، وأكد أن منظومة الأمم المتحدة يجب أن تضع استراتيجيات فعالة وتعبئة الموارد.
وأضاف: “في أوقات الاستقطاب، تقع على عاتق منظومة الأمم المتحدة مسؤولية إنشاء إطار سياسي تمكيني وتعبئة الموارد التي تمكن المدن والمجتمعات المحلية من توفير السكن المناسب والمستدام، وجسر الانقسامات الإقليمية وعدم المساواة، وضمان إدماج جميع المواطنين، بما في ذلك من خلال معالجة عدم المساواة بين الجنسين”. ومن الجدير بالذكر أن الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية اعتمدت قرارين في دورتها الثانية في عام 2023: أحدهما بشأن السكن الملائم للجميع والآخر بشأن تسريع تحويل المستوطنات غير الرسمية. أكد القرار الأول بشأن الإسكان على الحق في السكن اللائق، ودعا إلى اتباع نهج شامل قائم على الحقوق، وأنشأ فريق عمل حكومي دولي مفتوح العضوية معنيًا بالسكن اللائق، والذي اجتمع لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2024. وبدأت المجموعة في تطوير منصة عامة متاحة للإسكان اللائق بهدف توحيد البيانات وتبادل المعرفة ودعم صنع السياسات القائمة على الأدلة. ومن المنتظر أن تعتمد الدورة الثانية المستأنفة للجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الخطة الاستراتيجية الجديدة التي ستوجه عمل المنظمة على مدى السنوات الأربع المقبلة، من عام 2026 إلى عام 2029.
*مهمة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) هو وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن التوسع الحضري المستدام. لدى الشركة برامج في أكثر من 90 دولة تدعم صناع السياسات والمجتمعات المحلية في إنشاء مدن ومجتمعات مستدامة اجتماعيًا وبيئيًا. تعمل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على تعزيز التغيير التحويلي في المدن من خلال المعرفة والمشورة السياسية والدعم الفني والعمل الجماعي.