نداء السماء لا يشيخ.. من الاحتياطي إلى مكة: الحاج أحمد تميم أكبر حجاج التضامن عن عمر يقترب من الـ98

منذ 2 أيام
نداء السماء لا يشيخ.. من الاحتياطي إلى مكة: الحاج أحمد تميم أكبر حجاج التضامن عن عمر يقترب من الـ98

“بدأ الأمر كله باتصال من أصدقائي قالوا لي: ‘بدأت قرعة الحج. ألا تتقدمون بطلبكم نيابة عن والدكم؟'” هذا ما قاله الحاج محمد، نجل الحاج أحمد تميم، أكبر الحجاج سنًا في بعثة الحج لهذا العام التابعة لحركة التضامن. ووصف تفاصيل الرحلة التي بدأت بمكالمة هاتفية عادية وانتهت في أقدس مكان على وجه الأرض.

يقول الحاج محمد: “حاولتُ التواصل مع مديرية التضامن، فقالوا لي: غدًا هو اليوم الأخير. من لم يتقدم بعد، بإمكانه ذلك. لا تزال هناك فرصة”. لم نتقدم بطلب في ذلك الوقت، ولكن بعد تلك المكالمة قررت أن أتقدم بطلب لوالدي، والحمد لله تم إدراج اسمه في قائمة الاحتياط.

يتابع متأثرًا، متحدثًا عن والده الذي لا يقوى على الكلام لتقدمه في السن: “عندما بدأوا بأخذ المسافر من المحمية، فوجئت بظهور اسم والدي، اسمه فقط دون اسمي. حاولت جاهدًا إقناعه بالانضمام، ونجحت. لكنني أدركت أنه لا يوجد وسيط؛ إنها دعوة من الله. وفي الواقع، فوجئت بأخذي معه، وأدينا فريضة الحج معًا”.

بالنسبة للحاج محمد، لم تكن رحلة الحج مجرد تأشيرة أو إجراء إداري، بل كانت تحقيقًا لحلم كان يحمله منذ سنوات.

والدي يبلغ من العمر 94 عامًا ويرغب في أداء فريضة الحج أو العمرة كل عام. فلما سمع اسمه دُمع وقال: الحمد لله… إنها حقاً خاتمة جميلة.

ومع الإعلان عن مهمة التضامن، تم ذكر اسم الحاج أحمد تميم رسمياً، لكن المفاجأة لم تنته عند هذا الحد.

يقول الابن: “الأوراق الرسمية تُشير إلى أنه وُلد عام ١٩٣٠، لكن الحقيقة أن والدي كان في الثالثة من عمره عند إصدار الأوراق. هذا يعني أن عمره الحقيقي يقارب ٩٨ عامًا، مما يجعله أكبر الحجاج سنًا هذا العام”.

وعن أداء المناسك أكد الحاج محمد أن والده أصر على أداء كافة المناسك بنفسه دون تفويض أحد، رغم مشقة الرحلة وتقدمه في السن. وقال: «كان يقول: هذه فرصة اختارها الله لي، وأريد أن أستمتع بها على أكمل وجه».

واختتم قائلاً: “سوهاج كلها تفرح بالحاج محمد، فهو ليس أكبر الحجاج سنًا فحسب، بل أكبرهم سنًا رضا ودعاء. تقبل الله حجّه وحج جميع الحجاج، وحفظهم، ورزق كل من رغب فيه”.

في بعثة الحج التضامنية تمتزج الأرقام بالمشاعر وتتمازج العصور أمام مشيئة الرحمن. رحلة الحاج أحمد تميم تؤكد أن الأمل لا يعرف الوقت، وأن الدعاء يجد طريقه إلى السماء مهما طال الانتظار.


شارك