حكم إمامة الضيف بعد جدل صلاة وزير خارجية السعودية إماما بالمسجد الأموي

بقلم: محمد قادوس
أثارت إمامة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للصلاة في الجامع الأموي بالعاصمة السورية دمشق موجة من ردود الفعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
نشرت قناة العربية، عبر قناتها على يوتيوب، مقطع فيديو لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وهو يؤم الصلاة في أحد مساجد العاصمة السورية.
تداول ناشطون دلالات إمامة وزير سعودي للصلاة في المسجد الأموي الذي يزوره ضيفاً، في حين سلط آخرون الضوء على الرسائل والدلالات المهمة وراء هذه الخطوة.
وصل الأمير فيصل بن فرحان، اليوم السبت، إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد تجاري رفيع المستوى، والتقى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع. وخلال اللقاء، جرى “استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث سبل دعم الأمن والاستقرار الإقليمي، واستعراض الجهود المبذولة لتعزيز الاقتصاد السوري ومؤسساته للمساهمة في تحقيق تطلعات شعبه الشقيق”، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وعن حكم إمامة الضيف للجماعة في غير بلده، يقول الداعية الإسلامي الدكتور محمد علي: “إذا دخل شخص مسجد الحي في قرية أو مدينة، فلا يجوز له التدخل في مقام الإمامة، حتى لو رأى نفسه قارئاً عالماً وأحق بمقام الإمامة من غيره، إلا أن يستأذن القائمين على شؤون المسجد فيأذنوا له”. ومع ذلك، لا يجوز ذلك دون الحصول على إذن مسبق لأسباب عديدة، منها:
أولاً: ما روي عن بديل بن ميسرة العقيلي وأبي عطية رجل منهم قالا: كان مالك بن الحويرث يأتي مصلانا كثيراً ليحدثنا، فحضرت الصلاة يوماً، فقلنا له: تقدم، فقال: “يا رسول الله، هلم إلى صلاتك؟” قال: “يجب على بعضكم أن يتقدموا لأتحدث إليكم. لماذا لا أتقدم أنا؟” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من زار قوما فلا يصل لهم، يصلي لهم رجل منهم». رواه الترمذي في «السنن» (رقم 356)، وقال: حسن صحيح.
وأضاف علي في رده على ايجي برس: “يجب أن نعلم أن مقام الإمامة مقام عظيم عند الله تعالى، ومقام رفيع عند المسلمين”. لا يفترض أحد هذا الأمر من أراد التقدم تحت وهم المعرفة والحفظ. بل يجب أن يتم ترتيب خاص في هذا الأمر بالاتفاق على الشخص الأكثر علماً وكفاءة والذي سيمثلهم في حالة غيابهم. إن التعدي بدون إذن هو جريمة متهورة تتجاهل هذا المنصب الرائع.
وأكد الخطيب أن الغريب أو ضيف الحي أو المسجد يجب أن يكون متواضعاً في غربته، وأن يحترم خصوصية من يتابعهم، ولا يجرؤ على انتهاكها. المجاملة تعني أن تحترم مكانة الآخرين ومنزلهم وواجباتهم ولا تنتهكها بحجة المعرفة أو الاختصاص. وإنما العلم والفقه في التردد والاستئذان، وليس في الطعن في الإمامة.