هل تنجح الحكومة في جذب مستثمرين من خلال إصدار صكوك محلية لأول مرة؟

منذ 2 أيام
هل تنجح الحكومة في جذب مستثمرين من خلال إصدار صكوك محلية لأول مرة؟

تعتزم الحكومة المصرية إصدار سندات حكومية (صكوك) بالعملة الوطنية للمرة الأولى. ويهدف ذلك إلى تنويع أدوات التمويل وجذب شريحة جديدة من المستثمرين. وتباينت آراء الخبراء الذين تحدثوا مع ايجي برس حول مدى قدرة هذه الأداة على جذب المستثمرين.

قال وزير المالية المصري أحمد كوجك إن مصر تعتزم إصدار أول صكوك سيادية بالعملة المحلية في عام 2025.

قال محمود نجلا المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية إن الصكوك والسندات أدوات دين تستخدمها الحكومات والمؤسسات لتمويل احتياجاتها، ولكن هناك فرق جوهري بينهما.

وأوضحت نجلاء أن الصكوك مرتبطة بأصل محدد لأنها تصدر لتمويل مشروع محدد ويتم رهنها مقابل هذا الأصل. ومع ذلك، وعلى عكس السندات، التي تعتبر دينًا عامًا للشركة المصدرة دون ارتباط مباشر بأصول، فإنها مرتبطة بهذا الأصول.

وبرر تصريحه بقوله: «إذا أرادت شركة تنفيذ مشروع معين وتحتاج إلى تمويل، فإنها تستطيع إصدار صكوك ترهنها لهذا المشروع المحدد، بينما لا يشترط ذلك في السندات».

وأشارت نجلاء إلى أن العائد على الصكوك غالباً ما يكون أقل من السندات بسبب انخفاض المخاطر، حيث يشعر المستثمرون بأمان أكبر لأن الدين مرتبط بأصل ملموس. وهذا يساعد على تعزيز ثقة المستثمر في سداد أمواله.

وفيما يتعلق باستخدام الدول للصكوك والسندات، أكدت نجلاء أن السندات تستخدم غالبا لتغطية عجز الموازنة العامة، في حين تستخدم الصكوك لتمويل مشاريع محددة. كما أن الصكوك متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهو ما يمنحها طابعاً خاصاً ويجعلها جذابة لشريحة المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار في الأدوات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

وأضافت نجلاء أن جهود الحكومة لإصدار الصكوك محلياً تستهدف جذب شريحة جديدة من المستثمرين الذين لا يستثمرون حالياً في أدوات الدين التقليدية مثل الأذونات والسندات، وهم العملاء المهتمين بالاستثمار وفقاً للشريعة الإسلامية.

ونفت نجلاء أن تكون الصكوك حكراً على المستثمرين العرب، وأكدت أن هذه الأداة المالية تحظى باهتمام كبير في الأسواق العالمية. وقال: “إن سوق الصكوك نشط للغاية في الغرب، وخاصة في البورصات مثل لندن، حيث يتم تداول الصكوك بأحجام ضخمة، مما يعكس جاذبيتها كمصدر عالمي للتمويل”.
ويرى محمد البلتاجي، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي، أن إصدار الصكوك بالعملة المحلية يعد تطوراً إيجابياً، حيث سبق إصدار صكوك بالعملة الأجنبية.

وأضاف البلتاجي أنه من المتوقع أن يجذب إصدار السندات الحكومية بالعملة الأجنبية المستثمرين. وسوف يؤدي هذا إلى دخول رأس المال إلى السوق المحلية.

لكن الخبير الاقتصادي أحمد خازيم اختلف معه بشأن جاذبية هذه الصكوك بالنسبة للمستثمرين. وأوضح أن إصدار الصكوك بالعملة المحلية لا يبدو منطقيا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، موضحا أن هذه الصكوك سيتم تسويقها في السوق المحلية فقط. ولا يوجد طلب خارجي على الجنيه، خاصة أن مصر تعتمد على الدولار في وارداتها وصادراتها.

وتابع: “لا أفهم جدوى إصدار سندات مقومة بالجنيه المصري في هذا السياق، إذ قد يكون المبرر الوحيد لذلك هو تغطية عجز الموازنة. ومع ذلك، فإن هذا الأمر غير مقبول في الخارج لعدم وجود شركة أجنبية تطلب جنيهات مصرية”.

وأكد أنه إذا كانت هناك نية لإصدار صكوك فمن الأفضل أن تكون بعملة أجنبية، خاصة أن مصر عليها سداد ديون سندات اليورو في شهر يونيو الجاري، قبل نهاية العام المالي الجاري.


شارك