تحديات كبيرة أمام خطة تحويل مقرات الحكومة بوسط البلد إلى منشآت سياحية وفندقية

منذ 1 يوم
تحديات كبيرة أمام خطة تحويل مقرات الحكومة بوسط البلد إلى منشآت سياحية وفندقية

• تأجيل تجهيز المباني الحكومية بمنطقة وسط القاهرة لاستخدامها كمرافق سياحية وفندقية لحين الانتهاء من الدراسات. • المستثمرون: إتاحة ساحة الوزارات للاستثمار الفندقي أمر مهم للسياحة والاقتصاد الوطني. • الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص هي النموذج الأمثل لإدارة هذه الاستثمارات.

ويعمل قطاعا السياحة الرسمي والخاص على خطة شاملة لتحويل مقر الحكومة وميدان الوزارات بوسط القاهرة إلى فنادق ومنتجعات سياحية. وتهدف الخطة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق في منطقة القاهرة الكبرى لاستيعاب تدفق السائحين إلى مصر بعد افتتاح المتحف المصري الكبير. ونظراً للأعداد الكبيرة من السائحين الأجانب الراغبين في زيارة المتحف الذي سيكون هدية مصر للعالم، فمن المتوقع أن يشهد ازدهاراً كبيراً خلال الفترة المقبلة.

تم تأجيل قرار مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بشأن مقترح تحويل المباني الحكومية (الوزارات والهيئات) بوسط القاهرة إلى منشآت سياحية وفندقية، لحين الانتهاء من الدراسات الخاصة بالاستغلال الأمثل لهذه المباني.

ويواجه المشروع العديد من التحديات التي تمنع تحويل كافة المباني الحكومية الشاغرة في وسط القاهرة إلى فنادق. التحدي الأكبر هو أن بعض هذه المباني تقع في مناطق ذات حركة مرور كثيفة، مما يحد بشكل كبير من استخدامها كفنادق. علاوة على ذلك، تفتقر معظم هذه المباني إلى أماكن وقوف السيارات للنزلاء أو زوار الفندق. ونظراً للحاجة الملحة لإنشاء غرف فندقية جديدة، تعمل الحكومة على تطوير عدة حلول لهذه العقبات. الهدف هو جذب 30 مليون سائح إلى البلاد بحلول عام 2028.

أكد حسام الشاعر، رئيس اتحاد غرف السياحة، أن خطوة الحكومة بفتح ميدان الوزارات بوسط القاهرة أمام الاستثمارات الفندقية خطوة مهمة وسيكون لها تأثير إيجابي على صناعة السياحة والاقتصاد المصري بشكل عام. وأضاف أنه حضر مؤخرا اجتماعا مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء والمحافظين والمستثمرين السياحيين، لمناقشة كافة الأفكار والمقترحات بشأن هذا الأمر.

وأشار حسام الشاعر إلى أن ميدان الوزارات المخصص للاستثمار الفندقي يحتوي على مجموعة مختارة وجذابة من المباني ذات الطراز المعماري الفريد والرائع، بما في ذلك بعض القصور والمباني ذات القيمة التاريخية والأثرية، ما يجعله نقطة جذب لنوع مختلف ومميز من السياحة باهظة الثمن.

وعن آلية تشغيل واستثمار هذه المباني، أوضح الشاعر أنه يتم حالياً دراسة عدة مقترحات للاستثمار الفندقي في هذه المباني والقصور بالتنسيق مع مجلس الوزراء. وأكد أن الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص تعد النموذج الأمثل لإدارة هذه الاستثمارات باستثناء القصور ذات الأهمية الأثرية والتاريخية نظراً لطبيعتها الخاصة والتي يمكن إدارتها بنظام الانتفاع.

وأوضح الشاعر أن المقترحات الأولية التي طرحت خلال الاجتماع بشأن المباني الشاغرة في ميدان الوزارات بوسط القاهرة واستغلالها واستثمارها فندقياً شملت مبانٍ راقية للغاية تصلح للاستثمار الفندقي، بما يعود بالنفع على السياحة في العاصمة. وأشار إلى أن معظمها بحاجة إلى تجديد لتصبح صالحة للعمل الفندقي. وفي الوقت نفسه، سيكون من الضروري توفير بعض القدرات والمرافق والخدمات التي من شأنها أن تعود بالنفع على النشاط الجديد في هذه المباني. وضرب الشاعر مثالاً بفندق ماريوت في وسط القاهرة، والذي كان في الأصل قصراً تاريخياً، وبعد الإضافات والخدمات أصبح من أهم الفنادق في القاهرة، بل وفي مصر كلها. ولا يزال هناك العديد من الفنادق من هذا النوع في العديد من المحافظات السياحية.

وحول أبرز تحديات استغلال مباني الوزارات في وسط القاهرة كفنادق، أوضح الشاعر أن القاهرة من أفضل وأجمل مدن وعواصم العالم، وأن وسط القاهرة علامة مميزة في عالم السياحة والسفر والترفيه والموضة. لكن تعدي بعض الأحياء الفقيرة على هذه المناطق غيّر صورة هذه المناطق كلياً وجعلها غير جذابة للسياحة. وأكد أن المنطقة من المتوقع حالياً أن تستعيد رونقها وجمالها من خلال خطة تضمن استمرارية هذا التحول لسنوات طويلة وليس لسنة أو سنتين فقط، وهو ما يشجع الاستثمار المحلي والأجنبي على المشاركة بكثافة في هذا المشروع. وأعرب الشاعر عن ثقته بنجاح خطة تطوير هذه المباني حيث أبدى رئيس الوزراء اهتماماً وجدية كبيرين، مؤكداً أهمية هذا التطوير واستمراريته من خلال خطة تمنع ظهور العشوائيات في المنطقة والمناطق المجاورة وتضمن النظافة والنظام في المنطقة لسنوات طويلة قادمة.

وأكد الشاعر أنه يستشهد بمثال رئيس الوزراء في العاصمة الإدارية الجديدة التي تم التخطيط لها وإدارتها بحيث لا تنتشر الفوضى فيها في العقود القادمة. وأوضح أن ميدان الوزارات يحتاج إلى إدارة مشابهة لإدارة العاصمة الإدارية الجديدة لتحقيق النجاح الفندقي المنتظر.

قال سامح حويك نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر إن تحرك الحكومة لتحويل مباني الوزارات في وسط القاهرة إلى فنادق خطوة مهمة، خاصة أن هذه المباني ليست تاريخية بل فخمة وطراز قديم. وقال “لا أتوقع أن يتم بيعها، ولكن هناك وزارات مثل مبنى وزارة الخارجية على كورنيش النيل يمكن بيعها، خاصة أنه مبنى جديد وحديث”. وأكد أن هذا بيع وليس إيجار أو حق انتفاع، حتى يتمكن المستثمر من الاستثمار بشكل جدي في المكان وتطويره بناءً عليه.

وأضاف حويدق أن هذا المشروع فريد من نوعه ويمكن إنجازه في وقت قياسي لا يتجاوز سنتين إلى ثلاث سنوات إذا تمكنت بعض الجهات الحكومية من إزالة المعوقات الإدارية والبيروقراطية. ومن المؤكد أنه سيكون رئة جديدة للسياحة في القاهرة الكبرى وسيستقبل عددا كبيرا من السائحين. وأشار إلى أن لدينا آمالاً كبيرة في دفع الأمور إلى الأمام وتسريع وتيرة توسيع الطاقة الفندقية في القاهرة الكبرى لمواكبة حجم السياحة المتزايد في السنوات المقبلة.

قال محمد فاروق عضو جمعية الغرف السياحية المصرية، إن مبادرة الحكومة بتحويل الوزارات والمباني التاريخية في وسط القاهرة إلى فنادق تضيف منتجاً سياحياً جديداً إلى مصر لا يقل أهمية عن أي مدينة سياحية مصرية أخرى.

ودعا فاروق إلى التعاون المباشر والوثيق من خلال إنشاء لجنة عليا تتبع رئيس الوزراء وتضم محافظة القاهرة وهيئة تنسيق المدينة ووزارة السياحة والآثار لوضع رؤية تنموية تحافظ على النسيج العمراني والجمالي والمعماري والتراثي للمنطقة. وأشار إلى ضرورة الاستعانة بالخبرات المحلية والعالمية في تطوير المدن التاريخية، مع طرح المباني الحكومية غير المستغلة للاستثمار الفندقي بهدف تحويلها إلى فنادق وطرحها على القطاع الخاص المصري والأجنبي. وأكد فاروق أن تطوير وسط القاهرة إلى مقصد سياحي تاريخي لا يمكن أن يتم إلا من خلال رصف الشوارع وتحديث الأرصفة وطلاء الأرصفة والإنارة وزراعة الأشجار ومنع الوقوف المخالف ومنع مرور السيارات في بعض المناطق عند الضرورة.


شارك