تحالف قطاع خاص يستهدف غزو السوق الإفريقية عبر استنساخ تجارب الصين وتركيا والهند

• يعد التواجد المستدام وتوفير التمويل اللازم وإنشاء المستودعات من أهم أدوات الشركة الجديدة.
ويتوقع رجال الأعمال والمستثمرون أن تساهم الشركة المصرية للتصدير التي تم الإعلان عن تأسيسها الأسبوع الماضي في زيادة ومضاعفة حجم الصادرات المصرية إلى السوق الأفريقية. ويهدف أيضًا إلى دعم خطط الدولة لزيادة التجارة البينية الأفريقية بنسبة 20 بالمائة إلى 7.4 مليار دولار خلال خمس سنوات من خلال تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية.
أعلن ائتلاف من ست شركات صناعية مصرية عن تأسيس شركة تهدف إلى تعزيز وتنمية الصادرات الصناعية المصرية إلى الأسواق الأفريقية. ويأتي ذلك في إطار رؤية مشتركة لتعزيز الوجود المصري المستمر والمستدام في القارة.
وقالت منى وهبة العضو المنتدب للشركة المصرية للصادرات الصناعية إن الشركة ستلعب دورا محوريا في خدمة القطاع الصناعي المصري بأكمله وليس فقط الشركات المؤسسة له.
وأوضح وهبة أن الشركة ستعمل كمنظمة تصديرية موحدة للشركات المصرية الراغبة في الوصول إلى الأسواق الأفريقية. تقوم الشركات المتعاونة بتخزين بضائعها في مستودعات مخصصة، وتتولى الشركة الجديدة عملية البيع والتصدير وفقًا لنموذج أعمال محدد متفق عليه.
وأكدت أن نموذج التعاون القائم على التحالف سيمكن من تقاسم التكاليف في تقديم الخدمات ذات القيمة العالية مثل التخزين والتسويق.
وأكد وهبة أن هذا التحالف يمثل استثمارا حقيقيا في التجارة، ويتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والأنظمة والكوادر، وأن جميع الشركاء ملتزمون بهذه الرؤية طويلة الأمد للتواجد في السوق الأفريقية.
وأكد وهبة على ضرورة التواجد المستدام في الأسواق الأفريقية، مشيراً إلى أن هذه الأسواق تمثل امتداداً طبيعياً للاقتصاد المصري. ورغم حجمها وإمكانياتها الهائلة، إلا أن الصادرات المصرية إليها تظل منخفضة للغاية.
وأشارت إلى أن تركيا والهند والصين اعتمدت نماذج تحالف مختلفة لترسيخ وجودها في أفريقيا، مشيرة إلى أن الصين أضافت عنصرا مهما: المؤسسات المالية. بدأت الشركة المصرية للصادرات الصناعية العمل على تحقيق هذا الهدف من خلال الشراكة مع عدد من البنوك المصرية والإقليمية الإفريقية لتوفير خطوط ائتمان للصادرات الصناعية المصرية عقب دخول الشركة إلى السوق الكينية.
وأوضحت أن المنتج المصري لا ينقصه الجودة ولا القدرة على المنافسة في الأسعار. ما يتطلبه الأمر هو الفريق الذي يقف وراءه والدعم الجماعي، وهذا هو بالضبط ما تريد الشركة تقديمه.
وأشار وهبة إلى أن الشركة تمثل تحالفاً يتجاوز أعضاء مجلس الإدارة ويتضمن أيضاً التعاون مع البعثة التجارية ومكاتبها في أفريقيا وهيئة الاستثمار والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي ولدت فيها فكرة الشركة والتي ستقدم الدعم اللوجستي للشركة في مرحلتها الثانية.
وتعتمد مصر بشكل كبير على السوق الأفريقية واتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تضم 49 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي وتهدف إلى إنشاء سوق واحدة، تليها حرية التنقل وعملة موحدة. وتهدف مصر إلى مضاعفة مواردها التقليدية من الدولار إلى 300 مليار دولار من خلال زيادة وجهات التصدير وإيرادات السياحة بنسبة 20% سنويا.
قال رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الأفريقية للتنمية إبراهيم عبد السلام، إن تأسيس الشركة المصرية للصادرات الصناعية جاء نتيجة دراسة شاملة للسوق الأفريقية في مختلف الدول، والتي كشفت عن وجود طلب كبير على بعض المواد الخام، خاصة في صناعات مواد البناء والصناعات الكيماوية. وقد تطلب هذا الطلب المتزايد منا تزويد السوق الأفريقية بهذه السلع بشكل دائم ومستمر.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي للشركة المصرية للصادرات الصناعية هو تعزيز الصادرات الصناعية المصرية. وستعمل الشركة على تحقيق هذا الهدف من خلال التعاون مع كافة المصانع المصرية التي ترغب في التصدير سواء ساهمت في إنشاء الشركة أم لا.
وأكد عبد السلام أن تأسيس الشركة المصرية للصادرات الصناعية سيشكل كياناً متكاملاً مع المشروعات القائمة والجاري تنفيذها لشركتنا الشركة المصرية الأفريقية لمشروعات التنمية. ومن شأن هذا التكامل أن يساعد في توفير المنتجات المصرية لقطاع البناء بكفاءة وسرعة أكبر، وبالتالي خدمة مختلف شركات البناء المصرية والأجنبية العاملة في الدول الأفريقية.
وتحدث عن التحديات التي تواجه العمل في أفريقيا، مشيرا إلى الطبيعة الخاصة للغاية للتنقل داخل البلدان الأفريقية والصعوبات الكبيرة التي قد نواجهها. ولفت الانتباه بشكل خاص إلى المشكلة اللوجستية الطبيعية المتمثلة في حركة أو نقل البضائع داخل القارة. وأوضح أن البضائع المصرية غالبا ما لا تكون متاحة بشكل دائم، وحتى لو كانت متاحة لفترة معينة من الزمن، فإن المستهلكين الأفارقة يكتشفون لاحقا أنها ليست متاحة دائما عندما يطلبونها. وأكد أن هذه الفكرة الأساسية وهي ضمان توافر السلع المصرية بشكل دائم هي الأساس الذي يبنى عليه مشروع الشركة الجديدة.
وأكد عبد السلام اهتمام الدولة المصرية بالتصدير إلى أفريقيا، مؤكداً أن النجاح في هذا المجال يتطلب زيادة العمل المشترك والأفكار الجديدة والتنسيق المستمر من جانبنا جميعاً سواء في القطاع العام أو الخاص.
أكد محمد عادل حسني، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للصادرات الصناعية، أن الشركة ستبذل جهوداً مكثفة لتنفيذ رؤيتها الطموحة في الأسواق الأفريقية. لدعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف حسني أن الشركة لديها مستقبل واعد، موضحاً أن فكرة تأسيس الشركة قيد الدراسة منذ نحو عام، ويتم العمل عليها بشكل جدي.
وأشار حسني إلى أن الهدف الرئيسي للشركة هو الوصول إلى أفريقيا والدول الأفريقية، مؤكداً التزام الشركة بجعل المنتجات المصرية “جزءاً أساسياً من أفريقيا”.
أكد عمرو فتوح عضو مجلس إدارة الشركة المصرية للصادرات الصناعية والرئيس التنفيذي لشركة بولي بلاست، على الأهمية الاستراتيجية للسوق الإفريقية كوجهة رئيسية للمنتجات المصرية.
وأكد على أهمية السوق الإفريقية مشيرا إلى أنها بحاجة إلى دراسة مستفيضة. وأوضح أن الشركة أجرت بالفعل دراسة في الدول الإفريقية لتحديد تلك التي تتطلب تواجداً مصرياً كاملاً (مثل المجالات اللوجستية أو الفروع أو التمثيل المباشر) وتلك التي قد يكون التواجد اللوجستي فيها صعباً.
وأوضح فتوح أن الهدف الرئيسي للشركة هو توريد المنتجات المصرية إلى أفريقيا وجميع أنحاء أفريقيا تحت شعار “صنع في مصر”. وأكد أن هذا الهدف الأسمى يتوافق تماما مع حلم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتجاوز الصادرات المصرية حاجز الـ100 مليار دولار.