رغم تفشي المجاعة.. برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق عمله في غزة

أوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مؤقتا عقود 77 سائق شاحنة حتى يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنشاء آلية لضمان التشغيل الآمن لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في قطاع غزة. يشهد قطاع غزة حرباً إبادة تشنها إسرائيل منذ 19 شهراً، في حين يعاني سكانه الذين يزيد عددهم على 2.3 مليون نسمة من المجاعة.
وأفاد سائقو الشاحنات بأن برنامج الغذاء العالمي علق عقودهم في أعقاب حالة الفوضى الواسعة والسرقة ونهب المستودعات ومخزونات الأغذية في قطاع غزة.
ونقل موقع “فلسطين أونلاين” عن سائقين قولهم إن عصابات من اللصوص قامت بتخريب الشاحنات، وسرقت الإطارات والمحركات والبطاريات والديزل وغيرها من المواد، ما أدى إلى “تعطيل” عمل المنظمة وإمداداتها الإغاثية.
وأضافوا أن معظم الشاحنات من الطراز الأحدث، وأنها دخلت قطاع غزة ضمن البرنامج خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار (19 يناير/كانون الثاني حتى 2 مارس/آذار)، قبل أن تتخلى عنها حكومة الاحتلال وتستأنف حرب الإبادة ضد القطاع.
وشهدت الأيام الأخيرة حالة من الفوضى والسرقة في مخازن الأغذية التابعة للبرنامج. ومن بين الأشياء الأخرى، تم نهب الدقيق والمكملات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك سرقة وتخريب للشاحنات ومولدات الطاقة، والتي تعتبر ضرورية لتشغيل البرنامج ومستودعاته.
وقد أدى القصف الإسرائيلي المتكرر لقوات الشرطة والدوريات إلى انتشار عصابات اللصوص وقطاع الطرق، كما وقعت عمليات سطو متكررة على الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية، والتي دخلت البلاد في الآونة الأخيرة لصالح برنامج الغذاء العالمي حصراً وليس لصالح وكالات الأمم المتحدة الأخرى.
في الثاني من مارس/آذار، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارا بإغلاق كافة المعابر الحدودية ونقاط الوصول إلى قطاع غزة. وأدى ذلك إلى انهيار غير مسبوق في كافة القطاعات وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
ونتيجة للضغوط الدولية، سمحت سلطات الاحتلال قبل أيام، بعد نحو 80 يوماً من الحصار والحصار العسكري، باستيراد كميات محدودة من المساعدات الغذائية المقدمة حصرياً من قبل برنامج الغذاء العالمي.
ولكن سكان غزة لم يشعروا بأي تغيير ملحوظ منذ وصول المساعدات المحدودة. وبدلاً من ذلك، زاد عدد الجياع بشكل كبير مع استمرار إغلاق المطابخ الخيرية (التكية)، وإغلاق المخابز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية القليلة المتبقية في الأسواق المحلية.
واعتبرت منظمات إنسانية والأمم المتحدة هذه الخطوة الإسرائيلية “غير كافية” ووصفتها بأنها “قطرة في بحر” مقارنة بحجم الكارثة. وطالبوا بإدخال نحو ألف شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء وغيرها من الإمدادات. ووصف برنامج الغذاء العالمي عمله في قطاع غزة بأنه “سباق مع الزمن لمنع انتشار المجاعة على نطاق واسع”.
وأصدرت منظمات الأمم المتحدة بيانا موحدا رفضت فيه آلية جيش الاحتلال في إيصال المساعدات، لما تشكله من خطر على طواقمها وسائقي شاحناتها. وطالبوا بفتح كافة المعابر الحدودية بشكل كامل وضمان استيراد كميات كبيرة من المواد الإغاثية بشكل يومي.
وترفض هذه المنظمات الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة. تأسست هذه الوكالة مؤخرا بدعم أمريكي إسرائيلي كبديل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
في هذه الأثناء، قالت الأونروا إن مستودعاتها في العاصمة الأردنية عمان تحتوي على إمدادات إغاثة تكفي لمدة شهر، بما في ذلك الدقيق والطرود الغذائية ومستلزمات النظافة والبطانيات والأدوية التي يمكن شحنها على الفور وتكفي لأكثر من 200 ألف شخص.
وأوضحت أن “المخزن يقع على بعد ثلاث ساعات فقط بالسيارة من غزة”، مشيرة إلى أن الحصار الإسرائيلي الخانق هو السبب في عدم وصول هذه الإمدادات إلى المحتاجين إليها.
وأكدت الأونروا أن الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة هائلة وتتطلب تدخلا عاجلا. ودعت إلى فتح المعابر الحدودية وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستمر لإنقاذ الأرواح.