أكاديمي بريطاني: فلسطين تناضل ضد آخر دولة استيطانية استعمارية غربية

البروفيسور سلمان سيد من جامعة ليدز: النضال الفلسطيني ليس مجرد مشكلة إقليمية، بل هو جزء من الحركات العالمية المناهضة للاستعمار.
وقال الأكاديمي البريطاني سلمان سيد للصحيفة البريطانية إن الشعب الفلسطيني يقاتل ضد آخر دولة استعمارية استيطانية غربية في العصر الحديث، وبالتالي فإن “المقاومة الفلسطينية لها تأثير عالمي”.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أشار سيد، أستاذ النظرية الاجتماعية والفكر ما بعد الاستعماري في جامعة ليدز البريطانية، إلى أن الأحداث في فلسطين كشفت عن محدودية قدرة المسلمين على التأثير في العالم وحكوماته.
وأشار العالم البريطاني إلى أن النظام العالمي الحالي بعيد كل البعد عن تحقيق العدالة العالمية.
وأضاف “إذا لم نتمكن من حماية الأشخاص المعذبين الذين نراهم على شاشات التلفزيون، فيجب إعادة النظر في النظام الدولي بأكمله”، في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكد السيد أن النضال الفلسطيني ليس مجرد مشكلة إقليمية، بل هو جزء من الحركات العالمية المناهضة للاستعمار.
وأضاف: “إن الشعب الفلسطيني يكافح ضد آخر دولة استعمارية استيطانية غربية متبقية. ولهذا السبب يتردد صدى نضاله في جميع أنحاء العالم”.
وتابع: “إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين حكومات أميركا اللاتينية وتل أبيب، أو دعم هذا النضال من قبل الشعوب غير الناطقة بالعربية، يظهر أن فلسطين أصبحت دعوة إلى بحث أوسع عن العدالة في جميع أنحاء العالم”.
وأوضح الباحث البريطاني أن “مفهوم المقاومة” أصبح مهمشاً في وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية الغربية، وأن نضالات التحرير الوطني أصبحت مهمشة بعد الحرب الباردة.
وتابع: “كان الاعتقاد السائد هو أن النظام الليبرالي الدولي سوف يعامل الجميع على قدم المساواة، وبالتالي كان الاعتقاد السائد هو أنه ليست هناك حاجة إلى نضالات التحرر الوطني”، مؤكدا أن هذه الفكرة أثبتت الآن عدم كفايتها للقضاء على الظلم.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 177 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. وقد أدى ذلك إلى نزوح مئات الآلاف.
لقد فرضت إسرائيل حصاراً على قطاع غزة لمدة 18 عاماً، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريباً بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة. يعاني قطاع غزة من مجاعة شديدة بسبب إغلاق إسرائيل المعابر أمام المساعدات الإنسانية.