إسرائيل تهاجم ماكرون مجددا: لا تهمه الحقائق ويسعى لمعاقبتنا

جددت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، هجومها على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب دعوته للاعتراف بدولة فلسطينية وانتقاده للحرب في قطاع غزة. وقالت إنه “لا يهتم بالحقائق” ويريد معاقبة تل أبيب.
منذ عشرين شهراً، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. منذ ثلاثة أشهر، بدأت حملة تجويع ممنهجة، مما منع كافة المنظمات الدولية من توصيل إمدادات الإغاثة. وتحت الضغط الدولي والمطالبات المستمرة، أعلنت تل أبيب أنها ستكلف مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل بتوفير إمدادات الإغاثة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة إكس: “تستمر حملة الرئيس ماكرون ضد الدولة اليهودية”.
وزعمت: “الحقائق ليست مهمة لماكرون، وليس هناك حصار إنساني… إنها كذبة صارخة، وإسرائيل تسهل حاليًا دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”، على حد قولها.
وزعمت أن ماكرون لا يريد الضغط على المقاتلين الفصائليين في قطاع غزة، بل يريد مكافأتهم بدولة فلسطينية، وسيكون عيدها الوطني بلا شك في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضافت في تفصيل ادعائها: “إسرائيل تتعرض للهجوم على عدة جبهات لتدميرها، وماكرون يريد فرض عقوبات على إسرائيل”.
وأضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية: “حماس، من جانبها، أشادت بتصريحات ماكرون. حماس تعرف السبب”، دون مزيد من التوضيح.
وفي الأيام الأخيرة، انتقد سياسيون إسرائيليون، ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسي بسبب تصريحاته بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، خلال زيارته إلى آسيا، قال ماكرون للصحفيين في سنغافورة إن الاعتراف بدولة فلسطين هو “واجب أخلاقي وضرورة سياسية” وحدد الشروط للقيام بذلك.
وأوضح أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتطلب توافر شروط معينة، مثل “الاعتراف بإسرائيل وحقها في العيش بأمن، ونزع سلاح حماس، وعدم مشاركة الحركة في الحكومة الفلسطينية”.
وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة حيث تستمر حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي الخانق، أكد ماكرون أن على إسرائيل أن تتخذ موقفا أكثر حسما وتوحيدا إذا لم تقدم حلا مناسبا للوضع الإنساني في قطاع غزة خلال الساعات والأيام المقبلة.
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه في مثل هذه الحالة، سيتعين على الاتحاد الأوروبي احترام قواعده الخاصة وفرض العقوبات.
وتابع: “علينا اتخاذ موقف أكثر حزماً. هذا ضروري اليوم، لكنني آمل أن تُغيّر إسرائيل موقفها، وأن يتم التوصل في النهاية إلى حل إنساني”.
من 17 إلى 20 يونيو/حزيران، سيعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى حول حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك برئاسة سعودية فرنسية مشتركة.
وبحسب تصريحات صحفية سابقة لنائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي، فإن المؤتمر يهدف إلى تسريع حل الدولتين، بالإضافة إلى بحث سبل تحقيق الدولة الفلسطينية على الأرض.
وفي إبريل/نيسان الماضي، أعلن ماكرون خلال المؤتمر الدولي حول حل الدولتين أن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين.
وفي نهاية العام الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. في سياسة متعمدة تمهد الطريق للتهجير القسري، أقدمت إسرائيل على تجويع 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، من خلال إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وخاصة الغذاء، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة.
استبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت مؤسسة غزة الإنسانية، التي ترفضها الأمم المتحدة، بتوزيع مساعدات هزيلة في جنوب قطاع غزة، في محاولة لردع الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة الشمال.
لكن الخطة الإسرائيلية انهارت تحت وطأة المجاعة بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركز توزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة. وأفاد مكتب الإعلام في غزة، أن جيش الاحتلال أطلق النار صوبهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 177 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. وقد أدى ذلك إلى نزوح مئات الآلاف.