رانيا المشاط تتابع تنفيذ المرحلة الثانية من آلية «مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة» مع الاتحاد الأوروبي

المشاط: تنسيق حكومي شامل لتطبيق المرحلة الثانية من آلية التمويل المتعدد الأطراف لتعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحسين بيئة الأعمال.
المناقشات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي بشأن تنفيذ الشق الاقتصادي من الشراكة الاستراتيجية.
عقدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي اجتماعا تنسيقيا بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة لبحث تنفيذ المرحلة الثانية من آلية دعم الاقتصاد الكلي والموازنة مع الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الاجتماع في إطار الدور التنسيقي لوزارة التخطيط والتعاون الدولي في تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي.
وحضر الحفل الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة؛ هاني سويلم وزير الموارد المائية والري؛ محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة؛ حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية؛ محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة المصري؛ أسامة الجوهري نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار؛ شريف الكيلاني، نائب وزير المالية للسياسة الضريبية؛ وممثلين عن 15 شركة وطنية.
وأكدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أن هذا اللقاء يأتي في إطار التنسيق المستمر بين الجهات الوطنية لتنفيذ حزمة الإصلاحات الهيكلية المقررة للمرحلة الثانية من آلية دعم الاقتصاد الكلي والموازنة مع الاتحاد الأوروبي. وتعد الحزمة، التي تبلغ قيمتها 4 مليارات يورو، جزءًا من المكون الاقتصادي للشراكة الاستراتيجية المصرية الأوروبية والإعلان الصادر في مارس 2024 خلال زيارة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى مصر.
وأشارت المشاط إلى أن المرحلة الثانية من الآلية تبني على نجاحات المرحلة الأولى، والتي تضمنت، من بين أمور أخرى، دعم الموازنة بقيمة مليار يورو تم تقديمها بالفعل في ديسمبر 2024. وأكدت على الشراكة القوية والوثيقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مما يساهم في تعزيز التنمية في مصر، لا سيما من خلال آلية ضمان الاستثمار، المقرر إطلاقها في يونيو المقبل. وتفتح هذه الآلية آفاقاً للاستثمار الأجنبي في مصر من خلال تقديم ضمانات للقطاع الخاص بقيمة 1.8 مليار يورو.
وأكدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، على استمرار التنسيق والمتابعة بين الفرق الفنية للأجهزة الوطنية المعنية بتنفيذ الإصلاحات الهيكلية في الحزمة الثانية من آلية التمويل متعدد الأطراف. وستعمل هذه المؤسسات الوطنية الخمس عشرة على تنفيذ 88 إجراءً في إطار البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي والمرونة، ودعم القدرة التنافسية، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز التحول الأخضر. وأوضحت أن هذه الإصلاحات تأتي ضمن استراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية الرامية إلى تحقيق النمو المستدام. وأكدت أن الإصلاحات الهيكلية التي تم تنفيذها ترتكز على توجه ورؤية واضحة للدولة لتحسين تنافسية الاقتصاد وزيادة مشاركة القطاع الخاص وتبني سياسات وبرامج جاذبة للاستثمار وتبسيط الإطار القانوني والتنظيمي وبالتالي خلق مناخ أعمال أكثر جاذبية للاستثمار المحلي والأجنبي. وأشارت إلى أن هذه الإصلاحات تكمل التدابير الأخرى المتعلقة بإدارة الإنفاق الاستثماري وتنظيم مشاركة الدولة في الأنشطة الاقتصادية.
من جانبها أشارت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد إلى الجهود الجارية لاستكمال الإصلاحات الهيكلية التي تنفذها وزارة البيئة حالياً في المجالات الثلاثة. ويهدف هذا إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتعزيز التحول الأخضر. وأشارت إلى أنه في سياق التكيف مع تغير المناخ، من الضروري العمل على تطوير تقييمات مخاطر المناخ المحلية، ودمج أولويات التكيف في أنظمة التخطيط المحلية وخطط التنمية، وتحسين بناء القدرات التي يمكن تنفيذها على المستوى دون الوطني.
وأشار وزير البيئة إلى أنه يجري العمل حالياً على تغيير تعريفة التغذية لإنتاج الطاقة من النفايات، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو دمج إدارة النفايات في إنتاج الطاقة المتجددة. وسوف تشارك في هذه العملية عدة وزارات معنية بالإشراف التنظيمي والتشغيلي. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم بذل الجهود لزيادة الحوافز لمشاركة القطاع الخاص، ومواءمة التدابير مع المساهمات الوطنية المحددة لمصر في التزاماتها المناخية، وتحسين ممارسات إدارة النفايات، وبالتالي توليد الفوائد الاقتصادية وتعزيز قطاع الطاقة المتجددة.
استعرض هاني سويلم وزير الموارد المائية والري أهم جهود الوزارة ورؤيتها المستقبلية في مجال الإصلاح الهيكلي وتطبيق مبادئ الحوكمة في مشروعات وعمليات الوزارة لما لها من دور هام في تحقيق الشفافية والمساءلة وتنسيق الأدوار بين مختلف أصحاب المصلحة تحت مظلة الجيل الثاني من نظام الري 2.0. وأشار إلى أن الوزارة أصدرت قانون الموارد المائية والري رقم 147 لسنة 2021 ولائحته التنفيذية، والقرارات التنظيمية اللاحقة لرئيس مجلس الوزراء ووزير الموارد المائية والري. وقد نشأت هذه التحديات نتيجة للتغيرات العديدة التي شهدها قطاع المياه في العقود الأخيرة، مما جعل هذا التحديث التشريعي المهم ضروريا. وأكد الدكتور السويلم استمرار التنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في كافة المشاريع المشتركة المتعلقة بمشاريع المياه في مجالات الري ومياه الشرب.
أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على الاهتمام الكبير لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030 و65% بحلول عام 2040. كما أشار إلى دعم وتشجيع القطاع الخاص وتنفيذ الإجراءات اللازمة لزيادة مشاركته في المشروعات المختلفة ومواصلة دوره الريادي في مشروعات الطاقة المتجددة كشريك ناجح.
وأوضح أن الوزارة تعمل على فتح الأبواب وتقديم مختلف أشكال الدعم اللازمة لزيادة الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي في مشاريع كفاءة الطاقة ودعم وتطوير الشبكات. وأضاف أن هناك برنامجا طموحا للتطوير والتحديث في مختلف مجالات قطاع الكهرباء، وأن خطة العمل يجرى تنفيذها في إطار قانون الكهرباء الذي يستهدف تحرير سوق الكهرباء، وخلق بيئة تنافسية بين جميع الأطراف، وتحسين وضمان الشفافية وعدالة السوق، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة كخطوة استراتيجية لتحسين التنافسية وزيادة الديناميكية، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي وممر استراتيجي للطاقة بين قارات العالم.
وتعد آلية الدعم الاقتصادي الكلي ودعم الموازنة جزءًا من الحزمة المالية التي تم الإعلان عنها خلال قمة مصر والاتحاد الأوروبي في مارس 2024 بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية. ويبلغ حجم الحزمة 7.4 مليار يورو، بما في ذلك 5 مليار يورو من أموال المساعدة المالية المتعددة المتاحة حتى عام 2027، و1.8 مليار يورو في ضمانات الاستثمار للقطاع الخاص و600 مليون يورو في منح لمختلف قطاعات التنمية.
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت المشاط موافقة المفوضية الأوروبية على صرف المرحلة الأولى من الاتفاق بقيمة مليار يورو، بعد أن أعطت المفوضية موافقتها واستكملت كافة الإجراءات. وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، حصلت مصر على الشريحة الأولى.