المنتجون والمتخصصون يرفضون مزاعم غش العسل: أربكت السوق وأقلقت المستهلكين في الداخل والخارج

منذ 2 أيام
المنتجون والمتخصصون يرفضون مزاعم غش العسل: أربكت السوق وأقلقت المستهلكين في الداخل والخارج

• رئيس اتحاد النحالين العرب: قطاع العسل يتعرض لهجمة غير مبررة.. ومعدلات الغش «محدودة» وتتركز في الأسواق غير الرسمية. • البحري: الشائعة أضرت بسمعة المنتج المصري، وتسببت في انهيار بعض عقود التصدير، واضطرت عدة دول لطلب توضيحات رسمية، وتراجع ثقة المستهلك المحلي. • رئيس قسم بحوث النحل: إنتاج مصر من العسل بلغ 30 ألف طن العام الماضي.. واستهلاك الفرد في مصر نصف كيلو سنويا. أنور: تم تصدير 3200 طن من العسل و1.2 مليون طرد من النحل الحي العام الماضي.

 

أثار بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً حول غش العسل المتوفر في الأسواق. وجاء ذلك رغم نفي الحكومة الرسمية، والتأكيدات على سلامة العسل المصري، والتحرك البرلماني عقب طلب إحاطة لرئيس الوزراء. علق وزيرا التموين والصحة ورئيس جهاز حماية المستهلك على ما وصفوه بانتشار الغش التجاري في سوق العسل المصري.

• تعتبر مصر من الدول الرائدة في تربية النحل.

قال رئيس اتحاد النحالين العرب فتحي البحيري، إن مصر دولة رائدة في تربية النحل، حيث تمتلك أكثر من مليوني خلية نحل منتشرة من شمال الدلتا إلى صعيد مصر. وتغطي هذه الخلايا مناطق زراعية مختلفة وتوفر تنوعاً بيولوجياً نادراً من مصادر الرحيق، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة وتميز العسل المصري.

وفي تصريحات خاصة لـ”الشروق”، أشار البحري إلى أن قطاع العسل يتعرض لهجمة غير مبررة. يقال أن “كل العسل المصري مغشوش”، وهو ادعاء خاطئ تماما. وأشار إلى أن التقديرات العلمية تشير إلى أن معدلات الغش لم تتجاوز المستويات المرتفعة وتتركز بشكل رئيسي في الأسواق غير الرسمية والمنتجات مجهولة المصدر. تلتزم خلايا النحل المرخصة والشركات المعتمدة بأعلى معايير الجودة وتخضع لعمليات تفتيش منتظمة.

• شائعة ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة المنتج المصري.

وأكد أن هذه الشائعة أضرت بشدة بسمعة المنتجات المصرية، وتسببت في إفشال بعض عقود التصدير، واستدعت توضيحات رسمية من عدة دول. وأشار إلى أن ثقة المستهلك المحلي تراجعت، وأن الأمر يتطلب تضافر الجهود الإعلامية والمهنية لاستعادة الثقة. وأشار إلى أنه تم رفع دعاوى قضائية ضد من يضر بالاقتصاد من خلال نشر معلومات مغلوطة، وتم إطلاق حملات توعية للمستهلكين لتعليمهم التمييز بين العسل الأصلي والمغشوش.

وأوضح أن العسل المصري يصدر إلى أكثر من 25 دولة، وأن الطلب العالمي عليه يتزايد بسبب جودته وسعره التنافسي. وفي عام 2024، قمنا بتصدير 2300 طن من العسل و1.2 مليون سرب نحل حي، وهو ما يمثل قيمة تصديرية تبلغ 300 مليون دولار في قطاع تربية النحل المصري. وأشار إلى أن الدولة تسعى إلى زيادة حجم الصادرات من خلال تطوير خطوط الإنتاج المطابقة للمواصفات الأوروبية وتحسين سلاسل التعبئة والتغليف وتوسيع الاعتماد الدولي للمختبرات المحلية.

وأضاف أن قطاع تربية النحل يوفر مصدر دخل مباشر وغير مباشر لأكثر من 30 ألف أسرة في ريف مصر. معظمهم من مربي النحل الصغار والنساء الريفيات. وتسعى الدولة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني واتحاد النحالين العرب إلى تعزيز مكانة المرأة في المناطق الريفية من خلال دعم مشاريع تربية النحل الخاصة وتوفير التدريب والتمويل اللازمين.

وتابع: “أكد الخبراء أن الطريقة العلمية الوحيدة لتمييز العسل الطبيعي هي التحليل الكيميائي في مختبر معتمد، أما الطرق المنزلية التقليدية فهي غير دقيقة”. وينصح المستهلكين بالشراء من مصادر موثوقة والبحث عن شهادة تحليل معتمدة أو تصريح إنتاج من وزارة الصحة أو الزراعة.

• خطة طموحة لتطوير قطاع العسل المصري

وأشار إلى أن هناك خطة طموحة لتطوير قطاع العسل المصري تتضمن إنشاء معامل تحليلية معتمدة دوليا في مصر، وإدخال علامة تجارية موحدة للعسل المصري، ودمج تربية النحل في مشروعات التنمية الريفية والمجتمعية، ودعم صادرات العسل ضمن استراتيجية الحكومة للترويج للمنتجات الطبيعية.

من جانبها أوضحت الدكتورة أسماء أنور رئيس قطاع بحوث النحل بوزارة الزراعة أن العسل المصري يعد سلعة تصديرية هامة للعديد من الدول ويخضع للاختبارات الفيزيائية والكيميائية للتأكد من مطابقة المنتج للمواصفات القياسية المصرية وكذلك المواصفات القياسية للدولة المستوردة. تختلف المواصفات القياسية حسب أصل العسل النباتي.

• يستهلك المصريون 80% من إنتاج العسل.

وأوضح أنور لـ”الشروق” أن إنتاج مصر من العسل بلغ نحو 30 ألف طن العام الماضي، ومن المتوقع أن يزيد خلال العام الجاري. وأوضحت أن استهلاك الفرد من العسل في مصر يبلغ نصف كيلو سنويا، وهو معدل منخفض مقارنة بالاستهلاك في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، وأن المصريين يستهلكون 80% من إنتاج العسل.

وأشار رئيس قطاع بحوث النحل إلى أن صادرات العسل بلغت 3200 طن العام الماضي، ويتم تصدير ما بين مليون إلى 1.2 مليون خلية نحل حية سنويا (من إجمالي إنتاج مصر السنوي البالغ 1.5 مليون خلية). وهذا يوفر العملة الأجنبية لخزينة الدولة.

• يختلف إنتاج العسل في مصر حسب الظروف الجوية وعوامل أخرى.

وتابعت: “يتوفر عسل جيد بكثرة، وينتج معهد بحوث وقاية النبات عسلًا باسم قسم أبحاث النحل، ويُحلل هذا العسل ويُختبر، ويحمل شعار قسم أبحاث النحل”. وأكدت أن العسل متوفر على مدار العام ويتم توقيع عقود مع كبار النحالين بشرط تحليل العسل. وأوضحت أن قسم تربية النحل يبيع للمستهلكين نحو 2 طن شهرياً، بمتوسط نحو 24 طناً سنوياً، وأن الإنتاج في مصر يتذبذب حسب الأحوال الجوية وعوامل أخرى.

وأوضحت أن الرقابة تتم من قِبل هيئة حماية المستهلك وهيئة سلامة الغذاء، مضيفةً: “لقد طالبنا مرارًا وتكرارًا بمنح معهد أبحاث النحل التابع لوزارة الزراعة صلاحيات قضائية لفحص منتجات العسل والتأكد من مطابقتها للمواصفات، نظرًا لاحتمالية حدوث غش. ولذلك، مُنحنا صلاحيات قضائية للكشف عن الأنشطة الاحتيالية في الأسواق”.


شارك