لافروف: لن نقبل بمبدأ وحدة الأراضي الذي يفرضه الغرب لحل القضية الأوكرانية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن نظام كييف لا يمثل شعب شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا، وأكد أن بلاده ترفض المطالب الغربية المتعلقة بوحدة الأراضي وتجاهل حق الشعوب في تقرير المصير.
هل يُمثل نظام كييف، الذي شنّ حربًا على شعبه بعد انقلاب فبراير 2014، شعب القرم، وهل مثّل القرم وجنوب شرق أوكرانيا بعد الانقلاب؟ بالطبع لا. فكما في ستينيات القرن الماضي، لم يستطع المستعمرون في لندن وباريس ومدريد ولشبونة وبرلين وبروكسل بأي حال من الأحوال تمثيل مصالح الشعوب الأفريقية التي أرادت العيش في ظل حكومات اختارتها بنفسها، لا في ظل حكومات مفروضة من الخارج. وقد حدث الشيء نفسه بعد الانقلاب في أجزاء كبيرة من جمهورية أوكرانيا السوفيتية السابقة، وفقًا لسبوتنيك.
وأضاف لافروف: “نعتبر إصرار الغرب على مبدأ وحدة الأراضي (في قضية أوكرانيا)، الذي فرضه الغرب ورؤساء الأمانة العامة للأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية، متجاهلين تماما حق الشعوب في تقرير المصير، أمرا غير مقبول على الإطلاق”. وأكد أن عودة أوكرانيا إلى وضعها الحيادي وغير المنحاز والخالي من الأسلحة النووية هو أحد شروط روسيا لحل الصراع.
مجموعة المناقشة
وأشار لافروف إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن جولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف: “أكدنا خلال المحادثات التي جرت في إسطنبول يوم 16 مايو/أيار الماضي على إلغاء كل هذه القوانين التمييزية، وسنحافظ على هذا التركيز في الجولة المقبلة من المحادثات المباشرة التي سنعلن عنها قريبا”.
وأضاف أن روسيا كانت مستعدة منذ فترة طويلة للتحدث مع كييف، لكن أوكرانيا رفضت ذلك ومنعتها رؤساؤها الأوروبيون من المشاركة في العملية.
الصدام مع الناتو
قال لافروف: “تتابع موسكو بقلق حشد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طول خط التماس مع روسيا. وقد ازداد هذا الحشد بشكل ملحوظ منذ انضمام السويد وفنلندا، اللتين كانتا محايدتين سابقًا، إلى الحلف. ومن غير الواضح سبب عدم رضاهما عن وضعهما المحايد”.
وأشار لافروف إلى أن النظرية الغربية حول حتمية الصدام بين القوى العظمى لا تصمد أمام الواقع. ومن الأمثلة على ذلك التعاون بين روسيا والصين. ويجب أن نتذكر أن الغرب ينشر باستمرار نظرية مفادها أنه ستكون هناك منافسة وحتى صدامات بين القوى العظمى. ولكن هذه النظرية لا تصمد أمام الواقع. التأكيد: إن استقرار النظام العالمي يعتمد إلى حد كبير على توقف الغرب عن فرض أجندته الخاصة.
الموقف الروسي من قضايا الشرق الأوسط
وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أكد لافروف أنه لا يزال من الممكن اتخاذ إجراءات لتهدئة الوضع بين فلسطين وإسرائيل. وقال: “إننا على قناعة بأنه لم يفت الأوان بعد لاتخاذ تدابير عاجلة لتهدئة الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتكثيف الجهود لتهيئة الظروف لاستئناف عملية التفاوض حول جميع قضايا الوضع النهائي، بهدف تصحيح الظلم التاريخي الذي حال دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الأمم المتحدة”.
وفيما يتعلق بالقضية الإيرانية، أكد لافروف أن هناك أملا في التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، لكنه أشار إلى أن الوضع لا يزال معقدا.