توقعات بارتفاع أسعار الذهب وتجاوز عيار 21 مستويات الـ5 آلاف جنيه قبل نهاية 2025

ورغم الهدوء الذي تشهده الحرب التجارية، يراهن المتداولون على ارتفاع آخر في سعر الذهب.
ويراهن بعض تجار الذهب على ارتفاع الأسعار مجددا خلال النصف الثاني من العام، حيث من المتوقع أن يتجاوز سعر الذهب عيار 21 حاجز الـ5 آلاف جنيه للجرام مرة أخرى قبل نهاية العام. ويعزون ذلك إلى هروب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة في مختلف أنحاء العالم وانخفاض أسعار الفائدة العالمية والمحلية.
ارتفعت أسعار الذهب بنحو 20 جنيها مصريا في أسواق الصاغة المحلية اليوم الأربعاء. سجل سعر الذهب عيار 21 – الأكثر تداولا في مصر – 4640 جنيها مصريا للجرام، مقارنة بـ 4620 جنيها مصريا في ختام تعاملات أول أمس، بحسب بيانات منصة تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت “آي ساجا”.
وارتفع سعر الذهب عيار 24 إلى 5303 جنيهات للجرام (مقارنة بـ5280 جنيها للجرام)، فيما ارتفع سعر الذهب عيار 18 إلى 3977 جنيها للجرام (مقارنة بـ3960 جنيها للجرام).
وارتفع الجنيه الذهبي بنحو 160 جنيها مصريا ليصل إلى 37 ألفا و120 جنيها مصريا قبل احتساب تكاليف الإنتاج وضريبة القيمة المضافة ورسوم الدمغة.
ارتفعت أسعار الذهب عالميا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مع قيام بعض المستثمرين بشراء الذهب عقب انخفاض الأسعار. ومع ذلك، بسبب تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ظلت المكاسب محدودة، بحسب وكالات الأنباء.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.70% إلى 3324 دولارا للأوقية (الأونصة)، في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة الأميركية 0.66% إلى 3350 دولارا للأوقية.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى كيه سي إم، لرويترز إن انخفاض أسعار الذهب إلى ما دون 3300 دولار في الأيام الأخيرة اجتذب بعض المشترين، لكن السوق بشكل عام تظل واثقة نسبيا بعد تخفيف التوترات التجارية، مما يحد من احتمالات تعافي أسعار الذهب في الوقت الحالي.
قال نادي نجيب، السكرتير السابق لشعبة الذهب بغرفة تجارة القاهرة، إن الانحسار الحالي للتوترات التجارية لن يمنع سعر الذهب من الوصول إلى مستويات قياسية جديدة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف نجيب في تصريحاته لـ«الشروق» أن التوترات الجيوسياسية في كل من الشرق الأوسط وأوروبا لا تزال مستمرة، مما يدفع المستثمرين للاستثمار في الأصول التي تعتبر ملاذات آمنة. وتابع: “أي تطور جيوسياسي سلبي في الفترة المقبلة قد يدفع سعر الأونصة إلى 4 آلاف دولار على الفور”.
وبحسب توقعات جولدمان ساكس التي نشرتها في أبريل/نيسان الماضي، فإن سعر أونصة الذهب في السوق العالمية سيصل إلى 3700 دولار بحلول نهاية العام الجاري.
وفي أحدث تطور في السياسة التجارية، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي. وأرجأ اتخاذ القرار إلى التاسع من يوليو المقبل للسماح بإجراء المفاوضات. علاوة على ذلك، توصل ترامب إلى اتفاق تجاري مع الصين في وقت سابق من هذا الشهر ينص على خفض التعريفات الجمركية إلى 30 في المائة لمدة 90 يوما.
وفي أبريل/نيسان الماضي، وصلت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية محلياً وعالمياً، حيث تجاوز سعر الأونصة 3500 دولار، فيما وصل سعر الذهب عيار 21 في مصر إلى 5 آلاف جنيه مصري للجرام. وجاء ذلك بعد أن أعلن ترامب فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 و46 بالمئة على 180 دولة، مما دفع المستثمرين إلى شراء كميات كبيرة من الذهب كملاذ آمن من التأثير السلبي المتوقع على الاقتصاد العالمي.
على الرغم من أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية انخفضت بنحو 8% منذ أعلى مستوى لها على الإطلاق في أبريل، إلا أنها لا تزال مرتفعة بنسبة 26% منذ بداية العام.
قال خبير صناعة الذهب ياسر سعد، إن أسعار الذهب لم تنهار خلال الأيام الأخيرة رغم تراجع التوترات التجارية العالمية. وعزا ذلك إلى استمرار مخاوف المستثمرين من حدوث ركود اقتصادي عالمي، وهو ما يدفعهم إلى الاحتفاظ بالمعدن الأصفر في محافظهم الاستثمارية.
وفي تصريحات لـ”الشروق”، أرجع سعد تراجع أسعار الذهب خلال الشهر الجاري إلى عمليات جني الأرباح في السوق العالمية، ما أدى إلى تراجع السعر العالمي للأوقية، وبالتالي انخفاض السعر المحلي.
ويرى أن خفض أسعار الفائدة بمقدار 325 نقطة أساس خلال اجتماعي البنك المركزي الأخيرين سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الذهب في السوق المحلية بشكل كبير، وهو ما سيدعم الأسعار بقوة خلال الفترة المقبلة.
وتوقع أن يصل سعر الذهب عيار 21 إلى مستوى 5 آلاف جنيه مصري مرة أخرى قبل نهاية العام، لكنه أشار إلى أن استمرار انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه المصري ربما يؤخر الوصول إلى هذه المستويات بعض الشيء.
خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي، الخميس الماضي، بعد أن خفضه بمقدار 225 نقطة أساس في أبريل. وارتفع الجنيه المصري أيضاً أمام الدولار، ليصل إلى 49.80 جنيهاً مصرياً للدولار، مقارنة بنحو 52 جنيهاً مصرياً في الربع الأول من العام الجاري.