مصادر: سعر رخص إنتاج البليت الجديدة ستصل لـ22 دولارا للطن

• الجيوشي: الحكومة تريد مساعدة مصانع الحديد والصلب على تقليل وارداتها.
قال مصدر مطلع في صناعة الحديد والصلب لـ«الشروق»، إن سعر تراخيص إنتاج البيليت الجديدة التي تعتزم الحكومة طرحها على المنتجين خلال الفترة المقبلة سيكون 22 دولاراً للطن، وسيتم تجديدها كل خمس سنوات. ويعني هذا أن الحصول على ترخيص لإنتاج مليون طن من سبائك الحديد سنويا سيكلف المصنع 22 مليون دولار، يتم سدادها على ستة أشهر.
أعلن كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، خلال اجتماع مع كبار منتجي الحديد والصلب، الجمعة الماضية، أن الحكومة بصدد إصدار عدة تراخيص لإنتاج البليت بمواصفات فنية خاصة لتلبية احتياجات الصناعة من الصلب القابل للحام والمقاوم للزلازل والمناسب للبيئات البحرية والمياه المالحة، وكذلك للتطبيقات التقنية والهندسية المتقدمة.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن 14 مصنعا لسبائك الحديد غير مرخصة تمكنت من استيفاء المواصفات الفنية وتسوية أوضاعها لدى وزارة الصناعة والتقدم بطلب شراء حصة من التراخيص المقبلة. وأضاف أن قيمة ترخيص هذه المصانع ستبقى كما هي، بالإضافة إلى غرامة 5% عن كل عام يعمل فيه المصنع دون ترخيص.
وقدر المصدر العجز المحلي من خام البليت بنحو 3 ملايين طن سنويا، مشيرا إلى أن السوق المحلي يحتاج إلى نحو 12 مليون طن، في حين أن الإنتاج المحلي لا يتجاوز 9 ملايين طن حتى في أفضل الظروف.
ويرى أن من مصلحة الشركات الكبرى التي تحصل على تراخيص لإنتاج البليت أن تفرض رسوم إغراق على واردات البليت. وقد يدفع هذا الحكومة إلى مواصلة فرض هذه الرسوم في المستقبل لحماية الصناعات المحلية.
قال طارق الجيوشي، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصري ورئيس مجموعة الجيوشي للصلب، إن الحكومة تسعى إلى مساعدة مصانع الحديد والصلب على التضامن وتقليل الواردات.
وأضاف الجيوشي لـ«الشروق» أن المصانع المحلية الكبرى تسعى للحصول على تراخيص لإنتاج البليت حتى لا تضطر إلى استيراده من الخارج. وأوضح أن هذا الأمر له معنى اقتصادي بالنسبة للشركات، على الرغم من أن تكلفة الاستيراد تكون في بعض الأحيان أقل من سعر الترخيص.
وأوضح أن الاعتماد المستمر على استيراد البليت سيؤدي إلى إغلاق المصانع في حال حدوث أزمة كالتي حدثت عام 2023 بسبب نقص السيولة الدولارية في البنوك. ونتيجة لذلك، لم تتمكن المصانع من شراء المواد الخام اللازمة للإنتاج.
ورفض الجيوشي، الذي حضر اجتماع وزير الصناعة مع كبار منتجي الحديد الجمعة الماضية، الكشف عن سعر الامتياز. وقال: “الموضوع لا يزال قيد الدراسة ولم يتم تحديد السعر بشكل نهائي بعد”. ومع ذلك، أوضح أن المنتجين سيكونون سعداء بذلك على أية حال.
وحول إمكانية فرض رسوم إغراق على البليت مستقبلا، قال الجيوشي إن ذلك مستبعد للغاية لاعتبارات تتعلق بالاتفاقيات الدولية. وأشار إلى أنه إذا استطاعت المصانع إنتاج الكميات المطلوبة من البليت في السوق المحلية، فلا داعي لاستيرادها على الإطلاق، سواء تم فرض رسوم إغراق أم لا.
الكتل المعدنية هي منتجات معدنية شبه نهائية مصنوعة من الخردة أو عن طريق صهر الحديد الزهر وتستخدم في تصنيع الفولاذ المقوى.
وفي مصر يتم التمييز بين نوعين من مصانع الحديد والصلب: أولاً: هناك مصانع متكاملة تقوم بإنتاج البليت لنفسها ثم تستخدمه في تصنيع حديد التسليح. المجموعة الثانية هي مصانع الدرفلة أو المصانع شبه المتكاملة التي تستورد الكتل المعدنية من الخارج.
في نوفمبر 2021، منحت الحكومة ستة تراخيص لإنتاج سبائك الحديد للسوق المحلية. ومع ذلك، ونتيجة لارتفاع الأسعار وإلغاء الرسوم الجمركية لمكافحة الإغراق على واردات البليت، كان المستثمرون مترددين في شراء هذه التراخيص. ونتيجة لذلك، أصبحت تكاليف استيراد المواد الخام أقل بكثير من تكاليف الإنتاج المحلي، بحسب العديد من الشركات التي تحدثت سابقاً مع الشروق.