الضفة.. مستوطنون يهاجمون عائلة فلسطينية ويستولون على مأواها

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية رب الأسرة بعد أن طلب المساعدة وفرضت عليه غرامة مالية. هاجم مستوطنون إسرائيليون، مساء اليوم الاثنين، عائلة فلسطينية وسيطروا على الكهف الذي كانوا يسكنون فيه جنوب الضفة الغربية. يعكس هذا المشهد تزايد انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال.
وقال رئيس مجلس قروي التوانة جنوب الخليل، محمد ربعي، لوكالة الأناضول، إن مستوطنين هاجموا المواطن عبدالله الدباسة في قرية خلة الضبع، واقتحموا المغارة التي كانت تقطنها عائلته، وسرقوا محتوياتها، ثم نصبوا خيمة فوقها.
وأضاف: “توجه المواطن عبدالله الدباسة (62 عاماً) إلى شرطة الاحتلال لتقديم شكوى ضد المستوطنين، لكن بدلاً من حمايته قامت الشرطة باعتقاله وأفرجت عنه بعد ساعات مقابل غرامة مالية”.
وأعرب ربيع عن خشيته من أن يكون احتلال المستوطنين لمغارة عائلة الدبابسة مقدمة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في خلة الضبع، خاصة بعد أسابيع من هدمها.
وأشار إلى أن المستوطنين سيطروا أيضاً على بئر مياه وأراضٍ محيطة به تعود للعائلة.
وأشار محمد ربيع إلى أن نحو 16 عائلة يبلغ مجموع سكانها 120 نسمة ما زالت تعيش تحت أنقاض منازلها التي هدمها جيش الاحتلال قبل أسابيع.
وفي الخامس من مايو/أيار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية هدم واسعة النطاق في خلة الضبع، حيث دمر 25 منزلاً ومنشأة زراعية وآبار مياه، بدعوى أنها مشاريع بناء غير مرخصة في المنطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بالكامل.
وفي اتفاقية أوسلو الثانية (1995)، تم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: المنطقة “أ” تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة؛ “ب” تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والسيطرة المدنية والإدارية الفلسطينية؛ و”ج” تحت السيطرة المدنية والإدارية والأمنية الإسرائيلية. وتقدر المساحة الأخيرة بنحو 60% من مساحة الضفة الغربية.
تعتبر قرية خلة الضبع الواقعة جنوب شرق مدينة الخليل من القرى المهددة بالتهجير. وفي عام 2022، قضت محكمة إسرائيلية بهدم المبنى وإخلاء سكانه بحجة أنه يقع في ميدان رماية. وتهدف هذه الخطوة إلى مصادرة نحو 3 آلاف دونم من أراضيهم، منها 250 دونماً مخصصة للتجمع، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (الهيئة الحكومية)، نفذ المستوطنون 341 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال شهر نيسان/أبريل الماضي.
وبالتوازي مع تدمير قطاع غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وبحسب مصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 969 فلسطينياً، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، واعتقل أكثر من 17 ألف شخص.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 176 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.