إيف ساسينراث ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان لـ«الشروق»: مصر ستحيي دور القابلات لتعزيز صحة الأم

– زيادة الطلب على القابلات بين النساء النازحات من ليبيا وغزة والسودان في مصر. التوليد هو نهج شامل لرعاية الأمهات منذ الحمل حتى الولادة. بالشراكة مع وزارة الصحة وبدعم أوروبي، أنجزنا مشروعًا بقيمة 27 مليون يورو لدعم السكان في مصر. إن استثماراتنا في صحة المرأة سوف تحقق عوائد اقتصادية لمصر. نحن نعمل مع مصر لجعل نظام الحماية الاجتماعية أكثر استدامة ودعم الشباب في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم الإنجابية.
وأكد إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، أن القاهرة ستدعم الدول المجاورة في تلبية احتياجات النساء النازحات في مجال القبالة. وأشار إلى أن القبالة هي نهج شامل لدعم المرأة في جميع مراحل حياتها حتى تتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة.
وفي حوار مع صحيفة الشروق، قال ساسينراث إن مهمة الصندوق تركز على الاستراتيجية القومية للسكان 2023-2030، والتي تعالج كل ما يتعلق بالسكان في مصر، وتركز على جودة الحياة وليس الأرقام. وأشار إلى تنفيذ مشروع لدعم الشعب المصري بقيمة 27 مليون يورو بدعم من الاتحاد الأوروبي.
تهدف الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2023-2030 إلى تحقيق معدل خصوبة إجمالي قدره 2.1 طفل لكل امرأة بحلول عام 2030، وإنشاء إطار أوسع لإدارة السكان وضمان حقوق المرأة والطفل.
إلى نص الحوار..
*أولاً ما هي مهام صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر؟ وما هي أهم مجالات التعاون مع المنظمات المصرية؟
بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان عمله في جميع أنحاء العالم منذ ما يقرب من 60 عامًا ويتعامل مع جميع القضايا المتعلقة بالسكان. تركز مهمتنا على الاستراتيجية الوطنية للسكان 2023-2030 بالشراكة مع وزارة السكان والمجلس الوطني للسكان. تعد القضايا السكانية من أهم الموضوعات المدرجة على أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي. يهتم الصندوق بجميع جوانب حياة السكان، منذ الولادة وحتى الوفاة. ولا يقتصر نشاطها على مصر فحسب، بل بسبب موقعها في المنطقة فهي محاطة بدول تعاني من الحروب والصراعات، مما يمكنها من استضافة نحو 10 ملايين نازح. بمعنى آخر، يهتم الصندوق بجميع السكان المقيمين في مصر. ويهتم الصندوق بالسكان في كافة المجالات مثل التعليم والصحة، ولا يعمل بمفرده بل بالتعاون مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى. نحن نهتم بنوعية حياة السكان أكثر من اهتمامنا بالأعداد. الأمر الأكثر أهمية هو أن تتمكن الأمهات من الاعتناء بأنفسهن وفي نفس الوقت الولادة بأمان. وهذا يخلق الظروف لاتخاذ قرارات مستنيرة حتى تتاح لهم الوسائل اللازمة لتكوين أسرة. نحن نعمل مع مصر لإنشاء مجتمع خالٍ من العنف ضد المرأة.
*ما هي جهود الصندوق لدعم المرأة والصحة الإنجابية في مصر؟
يدعم الصندوق وزارة الصحة والسكان المصرية في استراتيجيتها الوطنية للقبالة. ومن أهم مهامنا إحياء مهنة التوليد. كما أننا ندعم الحكومة المصرية في مبادرتها “بداية جديدة لإعادة بناء الشعب المصري” تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لضمان صحة الأم والطفل. بالإضافة إلى ذلك، فإننا ندعم المرأة في جميع مراحل حياتها، من الولادة وحتى البلوغ والحمل والولادة إلى الفترة التي تليها. وكجزء من استراتيجيتنا في مجال التوليد، فإننا نعمل مع وزارة الصحة لتنفيذ برنامج تدريبي في مجال التوليد لدعم مهنة التوليد كمهنة رسمية. كما نقوم بإجراء دراسة للتكاليف والفوائد لتزويد وزارة المالية بالأرقام التي توضح حجم الاستثمار المطلوب في صحة الفتيات والأمهات والتي من شأنها أن تولد عوائد اقتصادية كبيرة لمصر. ومن الجوانب الأخرى دعم وزارة الصحة لمرافق الرعاية الصحية الأولية من خلال معدات الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة. وفي الوقت نفسه، يتم تدريب مقدمي الخدمات لتقديم خدمات عالية الجودة للأمهات، بما في ذلك النازحات من غزة. نعمل على مبادرة “مودة” تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، يوجد في أغلب المحافظات المصرية مراكز لحماية المرأة تقدم خدمات الدعم النفسي والطبي والقانوني للنساء اللاتي تعرضن للعنف. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نعمل حاليًا مع وزارة الصحة على إنشاء عيادات صديقة للشباب تقدم خدمات للمراهقين والشباب حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم الإنجابية. ونحن نعمل أيضًا مع المجلس القومي للمرأة بشأن قضايا تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والزواج المبكر.
*ما هي قيمة الدعم المقدم حتى الآن لقاعدة بيانات السكان؟ وكم من الناس في مصر والعالم استفادوا منه؟
نتلقى الدعم من الدول المانحة ونستخدمه لتنفيذ المشاريع. ويعتمد حجم الدعم على المناقشات بين مصر والحكومة نفسها. ومن الأمثلة على ذلك مشروع أنجزناه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بقيمة تزيد على 27 مليون يورو، وسيتم تنفيذه على مدى خمس سنوات بالشراكة مع وزارة الصحة ووزارات أخرى. لدينا مانحون آخرون، مثل كوريا واليابان وإيطاليا. ونحن نعمل حالياً مع الاتحاد الأوروبي لاستكمال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان خلال خمس سنوات. نحن ننفذ برنامج عمل مدته خمس سنوات، ونحن الآن في السنة الحادية عشرة. ونحن نعمل أيضًا مع وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة مايا مرسي، بشأن أنظمة الحماية الاجتماعية، مثل برنامجي التكافل والكرامة، لجعل هذه القضية أكثر استدامة.
* لماذا تعد مهنة التوليد أمرا بالغ الأهمية لتحسين صحة الأم والطفل في مصر؟
الأمهات الأصحاء يلدن أطفالاً أصحاء وبالتالي يساهمن في ازدهار المجتمع. تتمتع مصر بأعلى معدل للولادة القيصرية بنحو 80%. ومع ذلك، ينبغي إجراء هذه العمليات فقط إذا لزم الأمر، حيث أن الولادة الطبيعية أفضل للأم والطفل. لا تقوم القابلات بدعم الطبيب فحسب، بل يرافقن الأم أيضًا طوال فترة الحمل والولادة. تقدم القابلة الدعم الفردي والشامل للأم. وتتواصل مع الأم لمعرفة ما إذا كان هناك أي علامات عنف، وتقدم لها النصح حول أفضل أساليب تنظيم الأسرة. ومن المتوقع أن تساهم مهنة التوليد في خلق فرص عمل جديدة، حيث تمثل 18% من القوى العاملة في مصر. هناك حاجة متزايدة إلى القابلات، وخاصة بين النساء النازحات من البلدان المجاورة مثل ليبيا وغزة والسودان واللواتي يلدن في مصر. ونظرا لموقعها في المنطقة، فإن مصر تقدم المساعدة والدعم للدول المجاورة لها في هذا الصدد.
* بدعم من الصندوق، وضعت مصر استراتيجية وطنية للقبالة بهدف تنشيط دور القابلات المدربات في النظام الصحي. كيف تتوافق هذه المبادرة مع مهمة الصندوق العالمية؟
نحن نعمل مع منظمات التوليد الدولية لتوفير منهج تدريبي للتوليد. وتشمل هذه المنظمات منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). ومع ذلك، فإننا نركز على المناهج والتدريب لضمان أن تقدم القابلات خدمات عالية الجودة. ومن المهم أن تصل القابلات إلى المناطق التي تشتد فيها الحاجة.
* ما هو الدور الذي يلعبه الصندوق في دعم الحكومة المصرية في بناء قوى عاملة مستدامة وذات مؤهلات عالية في مجال القبالة؟
لا توجد حاليًا قابلات معتمدات في مصر. تحت قيادة وزارة الصحة والسكان، نتعاون مع المنظمات الدولية وننظم ورش عمل تدريبية للممرضات الراغبات في أن يصبحن قابلات. بالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل على إعداد منهج دراسي أطول ومتعدد السنوات في الجامعات لإعداد النساء لمهنة التوليد. ومع ذلك، فنحن حاليًا في مرحلة التدريب فقط.
* هل ناقشنا دور الصندوق في دعم القابلات النازحات بسبب الصراع؟ ما هو حجم التمويل المطلوب لهذا؟
إذا كان لدينا قابلات مدربات، فسيكون هناك دعم في هذا الصدد. وقد أبدت العديد من الدول اهتمامها بهذه القضية، مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، اللتين تركزان على صحة الأم. وتقوم مصر بتبادل الخبرات مع الدول الأخرى التي لديها خبرة في هذا المجال مثل المغرب وتونس. باعتبارنا وكالة تابعة للأمم المتحدة، فإننا نعمل على جمع الأموال للاستجابة للأزمات الإنسانية. المصطلح المستهدف النهائي هو الممرضة/القابلة. الممرضات يشاركن في برنامج تدريب التوليد.
* كيف تعتقد أن الاستثمار في مجال التوليد يساهم في تحقيق الأهداف الوطنية الأوسع مثل المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والتغطية الصحية الشاملة؟
تشكل مهنة التوليد جزءًا من إطار أوسع لحماية وضمان صحة المرأة حتى تتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتها. عندما تظهر مشكلة ما، تضطر الأم إلى زيارة الطبيب، أحيانًا في وقت متأخر من اليوم أو عندما تسوء حالتها. في المناطق النائية قد لا يكون من الممكن الوصول إلى الطبيب. وهنا يأتي دور القابلة، مما يمكنها من التدخل في الوقت المناسب.
*وأخيرًا، هل لديك أي رسالة ترغب في مشاركتها معنا؟
نحن نعمل مع الشباب لتغيير المفاهيم المجتمعية الضارة التي تؤدي إلى الزواج المبكر. ولتحقيق هذه الغاية، نستخدم مشروعين: مشروع “الأندية السكانية” بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة. وتتواجد هذه الأندية في مراكز الشباب في كافة المحافظات، حيث تستقبل الشباب الراغبين في المشاركة في أنشطة مثل المسرح والموسيقى والرياضة. وهناك أيضًا برنامج “نورا” الذي ترعاه السيدة الأولى انتصار السيسي بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، والذي يهدف إلى تمكين الفتيات وتزويدهن بالمهارات.