مع بدء الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي.. مناقشات حول تعزيز الاستفادة برأس المال القارة السمراء

منذ 3 شهور
مع بدء الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي.. مناقشات حول تعزيز الاستفادة برأس المال القارة السمراء

– رئيس البنك الأفريقي للتنمية: سياسة ترامب التجارية سيكون لها تأثير اقتصادي كبير على القارة.

أديسينا: الصين ليست بديلاً عن الولايات المتحدة في التعاون التجاري مع القارة.

تنطلق اليوم الاثنين، في أبيدجان (ساحل العاج)، الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، وتستمر حتى 30 مايو/أيار المقبل، تحت شعار: “استغلال رأس المال الأفريقي على النحو الأمثل لدفع عجلة التنمية”.

وتهدف الاجتماعات إلى تحديد الفرص التي يوفرها رأس المال – سواء كان بشريًا أو طبيعيًا أو ماليًا أو تجاريًا – لأفريقيا واستخدامه كمحرك رئيسي للتحول الهيكلي في القارة، وفقًا لبيان صحفي صادر عن مجموعة البنك الأفريقي للتنمية اليوم.

ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 3 آلاف شخص، من بينهم العديد من رؤساء الدول ووزراء المالية من البلدان الأعضاء في البنك البالغ عددها 81 دولة، ورؤساء المؤسسات المالية والإنمائية ومراكز الفكر والمنظمات غير الحكومية، فضلاً عن أصحاب المصلحة من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وقادة الرأي.

وستتناول المناقشات قضايا هامة متعددة القطاعات مثل التحول الرقمي وتعزيز المؤسسات والحوكمة الرشيدة. ويتماشى هذا النهج الشامل مع أهداف التنمية المستدامة، واتفاقية باريس للمناخ، وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063، والأهداف الخمسة الرئيسية للبنك.

وستركز الاجتماعات أيضًا على انتخاب رئيس جديد للمجموعة المصرفية بعد انتهاء فترة الولاية الثانية التي استمرت خمس سنوات للرئيس الحالي الدكتور أكينوومي أديسينا. سيتم إجراء الانتخابات من قبل مجلس محافظي البنك الأفريقي للتنمية وصندوق التنمية الأفريقي.

*تحذير من تأثير الرسوم الجمركية

وتأتي اجتماعات البنك الأفريقي للتنمية في ظل تحذيرات من العواقب الاقتصادية السلبية على الدول الأفريقية بسبب سياسات الرئيس ترامب الأخيرة وفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية أعلى.

وحذر رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية أكينوومي أديسينا أيضًا من أن هذه الإجراءات قد تسبب اضطرابات اقتصادية كبيرة في جميع أنحاء أفريقيا، مما يؤثر على العديد من البلدان ويسرع التحول الاستراتيجي في الشراكات العالمية.

وفي مقابلة حصرية مع كريستيان أمانبور من شبكة CNN أمس، قال أديسينا إن 47 من بين 54 دولة أفريقية سوف تتأثر بشكل مباشر بالسياسة التجارية الأميركية الجديدة، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض محتمل في عائدات التصدير واحتياطيات النقد الأجنبي.

حذّر أديسينا من ارتفاع التضخم، قائلاً: “تتأثر جميع الدول الأفريقية تقريبًا بالرسوم الجمركية المرتفعة التي أعلنتها إدارة ترامب. وتواجه 22 دولة على الأقل رسومًا جمركية تصل إلى 50% على جميع منتجاتها تقريبًا. ومن بين الدول الأكثر تضررًا ليسوتو ومدغشقر وموريشيوس وبوتسوانا وأنغولا والجزائر وجنوب أفريقيا”.

ويتفاقم تأثير هذه التعريفات الجمركية المرتفعة بسبب التخفيضات الكبيرة في برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقد أثرت هذه الإجراءات بالفعل على إمكانية الحصول على الإمدادات الطبية الحيوية والخدمات الإنسانية في العديد من البلدان، وتثير مخاوف جدية بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا.

*الاستجابة الاستراتيجية والعمل الأفريقي المشترك

وأكد أديسينا أن أفريقيا لا تستطيع تحمل مواجهة تجارية مع الولايات المتحدة. وأشار إلى أن القارة تمثل 1.2% فقط (حوالي 34 مليار دولار) من التجارة العالمية الأميركية، ولديها فائض تجاري بقيمة 7.2 مليار دولار فقط.

يقترح رئيس مجموعة البنك الأفريقي استراتيجية عملية من ثلاث نقاط للقارة: “إشراك الولايات المتحدة من خلال مفاوضات تجارية مرنة وبناءة، وتنويع أسواق التصدير لتقليل الاعتماد على أي شريك واحد، وتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية للاستفادة من سوق محتملة تبلغ قيمتها 3.4 تريليون دولار”.

وشدد على ضرورة توسيع السوق المحلية الأفريقية وزيادة الادخار المحلي لرفع حصة الاستهلاك في الناتج المحلي الإجمالي والاستفادة من النمو السكاني الهائل. وتابع: “وقبل كل شيء، يتعين على القارة أن تستفيد من الاهتمام الأجنبي المتزايد بمواردها الطبيعية مثل الكوبالت والليثيوم للتفاوض على اتفاقية أفضل للتجارة والاستثمار”.

*الصين ليست بديلا لأمريكا

وأشار رئيس البنك الأفريقي للتنمية إلى أن الدول الأفريقية لا تستطيع اللجوء إلى سياسة استراتيجية بديلة لتجنب الولايات المتحدة أو عزلها اقتصاديا عن القارة. وردا على التكهنات بأن أفريقيا قد تتجه بشكل أكثر حسما نحو الصين ردا على زيادة الرسوم الجمركية الأميركية، أجاب: “لا يوجد تحالف ثنائي”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة حليف مهم لأفريقيا، وكذلك الصين. وأفريقيا تبني الجسور بدلاً من عزل نفسها”.

وأضاف أن أفريقيا تسعى إلى إقامة شراكات متوازنة وشفافة ومفيدة للطرفين مع كل القوى العالمية الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

وشدد أديسينا على “أننا في نهاية المطاف نريد أن نضمن أن تكون أي اتفاقيات يتم إبرامها مع أفريقيا شفافة وعادلة ومنصفة، وأن تقودها أفريقيا وتصب في مصلحتها”.


شارك