أسامة ربيع: الأوضاع في البحر الأحمر أصبحت ملائمة لعودة السفن للعبور بقناة السويس

منذ 5 شهور
أسامة ربيع: الأوضاع في البحر الأحمر أصبحت ملائمة لعودة السفن للعبور بقناة السويس

 

أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن التوترات الأمنية غير المسبوقة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أثرت سلباً على حركة الملاحة عبر القناة، ما أجبر العديد من الشركات الملاحية على تغيير مساراتها والالتفاف حول رأس الرجاء الصالح.

وأوضح أن هذه التأثيرات تمتد إلى قطاع الشحن بأكمله، الذي يعاني من أوقات سفر أطول، وارتفاع تكاليف التشغيل، وتأثيرات سلبية على معدلات التضخم بالنسبة للمستهلك النهائي.

جاء ذلك خلال مشاركة ربيع في الندوة الرئيسية للجمعية البحرية المصرية بعنوان: “تحديات قناة السويس في مواجهة المتغيرات الإقليمية والعالمية” بحضور الدكتور عبد العزيز قنصوه رئيس جامعة الإسكندرية، واللواء سمير فرج خبير الاستراتيجية العسكرية، واللواء عصام بدوي رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرية المصرية، والمحامي الدولي خالد أبو بكر مستشار رئيس الهيئة للشئون القانونية والعلاقات الدولية، وبمشاركة عدد من قناصل الدول العربية والأجنبية، والمؤسسات والشركات العاملة في مجال النقل البحري.

وأضاف ربيع أن هيئة قناة السويس ملتزمة بالاستجابة المرنة لمتطلبات الأزمة من خلال التواصل المباشر والفعال مع شركات الملاحة. وسيتم بحث إمكانية مراجعة الجداول الزمنية والنظر في إمكانية العودة التدريجية لبعض السفن إلى المنطقة.

وأوضح أن الوضع الأمني يساعد على عودة السفن تدريجيا للعبور عبر قناة السويس، خاصة أن الهيئة استجابت لطلبات عدد من الشركات الملاحية بمنح حوافز وخصومات تصل إلى 15% لمدة ثلاثة أشهر لسفن الحاويات التي تزيد حمولتها عن 130 ألف طن. ويهدف ذلك إلى توزيع العبء على شركات الشحن وتشجيعها على إدراج قناة السويس ضمن جداولها.

وتابع: “أثبتت أزمة البحر الأحمر أهمية قناة السويس. فهي تحقق التوازن الدقيق بين توفير الوقت والتكاليف وتوفير الخدمات البحرية واللوجستية، وهي عناصر أساسية يفتقر إليها طريق رأس الرجاء الصالح”.

وأكد التزام الهيئة باستكمال استراتيجية تطوير المجرى الملاحي للقناة رغم الأزمات المتتالية. تم الانتهاء بنجاح من مشروع تطوير القطاع الجنوبي في كلا الجزئين مما ساهم بشكل فعال في تحسين سلامة الملاحة وتقليل تأثير التيارات على السفن المارة. كما زادت طاقة القناة الاستيعابية بمعدل 6 إلى 8 سفن في المتوسط. وبالتوازي مع ذلك، سيتم مواصلة تقديم وتوسيع الخدمات الملاحية والبحرية، واستكمال الاستراتيجية الطموحة لتحديث أسطول الشحن بإضافة عدد من الوحدات الجديدة والحديثة في كافة القطاعات.

وأوضح ربيع أن الهيئة تعمل على تنويع مصادر دخلها من خلال تقديم مجموعة من الخدمات البحرية واللوجستية الجديدة، بما في ذلك الإنقاذ البحري والإسعاف البحري وحماية البيئة وصيانة وإصلاح السفن وخدمات التزود بالوقود وخدمات استبدال الطاقم.

أطلقت الهيئة خدمة جديدة لجمع والتخلص من النفايات الصلبة الناتجة عن السفن المارة بقناة السويس. يتم استخدام أحدث السفن الخاصة. وأكد أنه يتم تنفيذ خطة طموحة لتوطين الصناعة البحرية في قناة السويس، تستهدف تلبية احتياجات السوق المحلية وفتح الأسواق الخارجية للتصدير. ويأتي ذلك من خلال مصنع الجرارات المصري، إحدى ثمار الشراكة بين هيئة قناة السويس وشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، وهي شركة وطنية.

أكد الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج في كلمته أن الدولة المصرية اتبعت النهج الصحيح في التعامل مع الاضطرابات الأمنية في البحر الأحمر بعدم التدخل في الأحداث. وقد أدى ذلك إلى زيادة الثقة في قناة السويس كممر مائي دولي محايد، ويلعب دوراً رئيسياً في استقرار سلاسل التوريد العالمية وتكاليف النقل، مما يؤثر بدوره على أسعار السلع المختلفة.

وأكد على الأهمية الاستراتيجية للقناة باعتبارها أحد أهم مصادر العملة الصعبة للخزانة المصرية.

وأضاف فرج أنه رغم محاولات بعض الدول إحياء طرق التجارة وإنشاء أخرى جديدة، فإن قناة السويس ستظل الممر المائي الدولي الأهم للتجارة العالمية. ويتجلى ذلك في رغبة شركات الشحن في عبور القناة مرة أخرى بسرعة، حيث توفر قناة السويس تكاليف تشغيل أعلى، وسرعة أعلى، وكفاءة أعلى، وسلامة ملاحية أكبر مقارنة بالطرق البحرية الأخرى.

من جانبه أكد خالد أبو بكر مستشار رئيس هيئة قناة السويس للشؤون القانونية والدولية أن قناة السويس ممر ملاحي دولي يخضع لاتفاقيات دولية تجعلها محايدة تجاه الصراعات السياسية والنزاعات المختلفة، وهو ما يمنح القناة أهمية كبيرة وثقة عملائها.

وأشار أبو بكر إلى أن تعامل الهيئة المنظم مع الأزمات المتتالية يعد دليلاً قاطعاً على كفاءة القيادة المصرية في إدارة القناة. وقد ثبت ذلك في حالات عديدة، وعلى وجه الخصوص عملية الإنقاذ المذهلة لسفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفن، والتي أثبتت للعالم أنه لا يوجد بديل لقناة السويس، وأظهرت للجميع كفاءة العاملين بالهيئة في إيجاد حلول مبتكرة للأزمة، رغم عجز كافة الهيئات الدولية المتخصصة عن حلها.


شارك