كيف تنعكس وتيرة خفض المركزي على سوق أدوات الدين؟

منذ 3 شهور
كيف تنعكس وتيرة خفض المركزي على سوق أدوات الدين؟

ويتوقع خبراء في أسواق المال أن تستمر وتيرة خفض أسعار الفائدة التي انتهجها البنك المركزي خلال الاجتماعيين الأخيرين في التأثير بشكل إيجابي على سوق الأوراق المالية، بما في ذلك السندات وأذون الخزانة. ويرجع ذلك إلى أن العائد الحقيقي لا يزال مرتفعاً مقارنة بالأسواق المجاورة، كما أن قيمة السندات والكمبيالات السابقة ترتفع لأنها تعطي عائداً أعلى من تلك التي صدرت حديثاً.

خفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 1% في اجتماعه الخميس الماضي، ليصل سعر الفائدة على الإيداع إلى 24% وسعر الفائدة على الإقراض إلى 25%. ويأتي ذلك بعد خفض الفائدة بنسبة 2.25 بالمئة في الاجتماع السابق، وهو الأول منذ أربع سنوات ونصف. ويصل إجمالي الانخفاض منذ بداية العام إلى 3.25 بالمئة.

زيادة بريق سندات وأذون الخزانة

قال إبراهيم النمر، رئيس التحليل الفني بشركة نعيم للاستثمارات المالية، إن انخفاض أسعار الفائدة على السندات وأذون الخزانة القديمة سيكون إيجابيا، لأن العائد على هذه الإصدارات أعلى من العائد على السندات والأذون الجديدة، مع الأخذ في الاعتبار وتيرة التيسير النقدي التي ينتهجها البنك المركزي المصري منذ بداية العام.

وأوضح أن الأسعار الحالية للأوراق المالية تتحرك عكسياً تجاه أسعار الفائدة، مضيفاً أنه على سبيل المثال إذا كان سعر السند 100 جنيه والعائد 25%، فإن سعر السند لابد أن يرتفع ليعكس العائد الجديد والذي قد يكون مثلاً 20%.

أوضح ذلك قائلاً: “يمكن للمستثمر الذي يمتلك سندًا ذا عائد مرتفع بيعه مقابل 105 أو 110 جنيهات مصرية، لأن المشتري يستفيد من العائد المرتفع. وبالتالي، يدفع علاوة قد تصل إلى كامل الفرق بين العائدين، أي 5%، خاصةً عندما يكون طلب المستثمرين قويًا”.

وأوضح النمر أن إصدار السندات والكمبيالات الجديدة لن يتأثر، حيث سيتم طرحها بالقيمة الاسمية وبسعر الفائدة الجديد الذي يتوافق مع العائد السائد.

وأضاف أن الطلب من جانب المستثمرين على سندات وأذون الخزانة مرتبط حاليا بالعائد الحالي وسعر الصرف. وأشار إلى أن سعر صرف الدولار مستقر نسبيا، ولا توجد تقلبات في سعر الصرف أو فجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي. وهذا يجعل الاستقرار الحالي فرصة جيدة للصناديق والمستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن استثمار عالي المخاطر وعالي العائد.

قال رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية ياسر عمارة إن خفض معدل العائد لا يزال له تأثير إيجابي على إصدار السندات الحكومية والكمبيالات الجديدة التي يتم طرحها.

وبرر تصريحه بالقول: “إن المستثمر الأجنبي الذي يستثمر في أوراق الدين قصيرة ومتوسطة الأجل يهتم بمعدل الفائدة الحقيقي، الذي رغم وتيرة الانخفاض التي نلاحظها، لا يزال يصل إلى نسبة عالية ويقارب 11 في المائة”.

وأضاف أن العائد الحقيقي يحسب بالفارق بين معدل التضخم وسعر الفائدة الذي يعلنه البنك المركزي، مؤكداً أننا نواصل تحقيق عوائد مرتفعة مقارنة بالأسواق المجاورة.

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، ارتفاع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية إلى 3.9% في أبريل 2025، مقارنة بـ13.6% في مارس.

وأوضح عمارة أن استقرار “الأموال الساخنة” – الاستثمارات في السندات وأذون الخزانة – في الفترة المقبلة يعتمد على رؤية المستثمرين بأن العوائد المحققة لا تزال جذابة.

جذابة للأفراد والشركات

قال مدحت سيف، المدير التنفيذي لشركة ماكينزي للاستشارات المالية، إنه على الرغم من انخفاض أسعار الفائدة في الآونة الأخيرة، فإن السندات وأذون الخزانة تظل البديل الأساسي والاختيار الأفضل لأي مستثمر يبحث عن فرص استثمارية ذات عائد مرتفع.

وأضاف أن تراجع عوائد الودائع المصرفية بشكل عام يساعد على تحويل بعض السيولة إلى بدائل أخرى، بما في ذلك سوق الأسهم.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن سندات الخزانة كانت في السابق جذابة للمؤسسات والشركات فقط، فإن العائدات المرتفعة على أوراق الدين شجعت الأفراد أيضاً على الاستثمار فيها بدلاً من شهادات البنوك – وهو الاتجاه الذي لوحظ مؤخراً.

وأوضح مدحت سيف أن هذا التغير في سلوك المستثمرين دفع البورصة إلى دراسة استحداث مؤشر خاص بالسندات، مؤكداً أن انخفاض العائد على شهادات البنوك قد يشجع الأفراد على الاستثمار بشكل أكبر في البورصة.

اقرأ أيضاً:

انسحاب البريد من الشركة الشرقية للدخان.. تفاصيل صفقة كبرى بقيمة 4.79 مليار جنيه

الصناديق أم الأسهم؟ ما هو الأفضل للاستثمار العقاري في سوق الأوراق المالية؟

عوائد تصل إلى 85%… صناديق الاستثمار في الذهب تحقق أرباحًا منذ انطلاقها


شارك