هيئة الاعتماد والرقابة الصحية: اعتماد 495 منشأة صحية وفقًا لمعايير جودة دولية حتى الآن

رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية يقدم لمحة عامة عن التجربة المصرية في وضع معايير الجودة في النظام الصحي المصري الجديد.
• د. أحمد طه:
في نظام الرعاية الصحية المصري الجديد، أصبح تطبيق معايير الجودة وسلامة المرضى إجراءً إلزامياً لجميع مقدمي الرعاية الصحية.
– نظام متكامل لمراقبة مشاركة المرضى في خطة علاجهم وقياس مدى رضاهم عن الخدمات المقدمة.
إن التكامل المؤسسي في النظام الصحي الجديد من شأنه أن يعزز الحوكمة الرشيدة لضمان الرعاية الصحية الآمنة للمرضى والموظفين والحد من المخاطر في المرافق الصحية.
وتقدم تجربة مصر الرائدة في تحسين سلامة المرضى في الرعاية الصحية دروساً عملية للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في إطار مبادرة الحزام والطريق.
يعد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي من التقنيات الحديثة التي تعمل على تحسين دقة وسرعة الرعاية الطبية وتتطلب أطر تنظيمية دولية لضمان جودة الخدمة وسلامة المرضى.
ولمعالجة تحديات الرعاية الصحية غير الآمنة، لا بد من تعزيز دور هيئات الاعتماد الدولية لبناء أنظمة صحية أكثر أمانا واستدامة.
أكد الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن التجربة المصرية في تحسين سلامة المرضى في الرعاية الصحية تمثل نموذجاً رائداً على المستويين الإقليمي والدولي، وتقدم رؤى واضحة وعملية للدول منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في إطار التعاون الدولي من خلال مبادرة الحزام والطريق. ويأتي ذلك في إطار الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها الدولة لترسيخ مفاهيم الجودة والحوكمة في منظومة الرعاية الصحية وإنشاء نظام تأمين صحي شامل يرتكز على معايير الجودة المعتمدة من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQua)، والتي تعكس التزام منظومة الرعاية الصحية المصرية بأعلى المعايير الدولية.
وأضاف أن فلسفة المنظومة الصحية المصرية ترتكز على مبدأ أن “سلامة المرضى ليست خيارا، بل التزام وطني غير قابل للتفاوض”. وأكد أن هيئة اعتماد وتنظيم الرعاية الصحية ملتزمة بدمج مفاهيم سلامة المرضى في جميع سياسات الاعتماد الخاصة بها لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة في جميع منشآت الرعاية الصحية.
وأكد رئيس هيئة الاعتماد والتنظيم الصحي أن الرعاية الصحية غير الآمنة تمثل تحديًا عالميًا خطيرًا للغاية وتتطلب التزامًا سياسيًا وتشريعيًا قويًا وتعاونًا دوليًا لتعزيز أنظمة الاعتماد وتنفيذ الحوكمة السريرية وتمكين العاملين في مجال الصحة. وشدد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق رعاية صحية أكثر أمانا واستدامة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وخطة منظمة الصحة العالمية لسلامة المرضى 2021-2030.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي لسلامة المرضى واعتماد المستشفيات، الذي يقام تحت شعار “التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق لتطوير نظام اعتماد الرعاية الصحية الأمثل لضمان سلامة المرضى”. يقام المؤتمر بالتعاون بين مركز أبحاث اعتماد المستشفيات في شنتشن (SHARC)، والجمعية الدولية للجودة في الرعاية الصحية (ISQua)، وهيئة المستشفيات في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، وتحت رعاية العديد من الوكالات الحكومية الصينية. سيعقد المؤتمر في الفترة من 24 إلى 25 مايو 2025، في مركز تشيانهاي الدولي للمؤتمرات في شنتشن، الصين.
ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات في تطوير أنظمة الاعتماد، وتحسين سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية، واستكشاف آليات دمج الابتكارات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة، وإشراك المرضى في الرعاية الصحية. ويشارك في المؤتمر أكثر من ألف خبير ومسؤول، من بينهم عدد من رؤساء هيئات جودة الصحة من مختلف دول العالم، وخاصة دول مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى مسؤولين من منظمة الصحة العالمية. الدكتور إزيكيل جارسيا إيلوريو، رئيس ISQua، والمدير الإداري لها الدكتور كارستن إنجل، والأستاذة آن لي، مديرة مركز أبحاث اعتماد المستشفيات في شنتشن (SHARC)، والدكتور توني كيه دبليو، المدير الإداري لهيئة المستشفيات في هونج كونج.
وفي كلمته خلال جلسة بعنوان “استراتيجيات تحسين سلامة المرضى: التجربة المصرية”، قدم رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية رؤية شاملة لتطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر، مسلطاً الضوء على النجاحات والتحديات التي واجهتها المنظومة في رحلتها لتحقيق أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية وسلامة المرضى.
وأكد الدكتور أحمد طه أن مشروع التأمين الصحي الشامل هو نظام صحي آمن ومستدام يلبي أعلى معايير الجودة العالمية. ويأتي تنفيذه في إطار استراتيجية وطنية شاملة ويحظى بدعم شامل وغير مسبوق من القيادة السياسية لتعزيز المنظومة الصحية المصرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وأشار الدكتور أحمد طه رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية إلى أن إصدار الهيئة لثمانية أدلة شاملة تتضمن معايير الاعتماد يعد دليلاً واضحاً على الالتزام بتطبيق الجودة في مختلف منشآت الرعاية الصحية ويساهم في تحقيق تكامل أكبر بين جميع مقدمي الرعاية الصحية. وأشار إلى أن الأعمال القياسية التي صدرت حتى الآن تشمل: معايير اعتماد المستشفيات، ومعايير اعتماد الرعاية الصحية الأولية، ومعايير اعتماد مراكز العلاج الطبيعي، ومعايير اعتماد مختبرات التحاليل الطبية، ومعايير اعتماد المراكز الطبية المتخصصة والجراحة الخارجية، ومعايير اعتماد مراكز الأشعة التشخيصية والعلاجية، ومعايير اعتماد مستشفيات الصحة النفسية، ومعايير اعتماد مستشفيات النقاهة والرعاية طويلة الأمد والرعاية الطبية.
وأضاف أن الهيئة تواصل جهودها لتعزيز ثقافة الجودة في الرعاية الصحية من خلال تطوير وإصدار إرشادات جديدة تحتوي على معايير لمختلف أنواع الخدمات الصحية التي تلبي متطلبات التغطية الصحية الشاملة وتواكب التطورات العالمية في مجال الرعاية الصحية.
وأوضح الدكتور أحمد طه أنه حتى الآن تم اعتماد 495 منشأة صحية وفق معايير الجودة وسلامة المرضى المعترف بها دولياً من الهيئة العامة للاعتماد. ويعكس هذا التزام الدولة بتحسين كفاءة الخدمات الصحية وضمان بيئة آمنة للمرضى ومقدمي الخدمات على حد سواء. وأشار إلى استمرار عمل الهيئة الرقابي، الذي يتابع التزام المؤسسات بالمعايير حتى بعد الاعتماد، بما يضمن استدامة جودة الخدمة، ويعزز ثقة المواطنين في المنظومة الصحية.
وأضاف رئيس هيئة اعتماد وتنظيم الرعاية الصحية أن التزام الهيئة بإشراك المرضى وأسرهم في عملية العلاج واتخاذ القرار يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة الأمان والرضا عن الخدمات المقدمة لهم، ما يمثل خطوة حاسمة نحو نظام رعاية صحية أكثر شفافية.
وأشار الدكتور أحمد طه إلى أن الاستثمار في العنصر البشري هو المحرك الحقيقي للتحسين الحقيقي في جودة الرعاية الصحية. وأشار إلى أن الهيئة تسعى بشكل مستمر إلى مساعدة مقدمي الرعاية الصحية في تقييم الوضع الحالي للمنشأة وتزويدهم بالفهم السليم لتطبيق معايير الجودة الصادرة عن الهيئة من خلال زيارات المساعدة الفنية وتنفيذ برامج تدريبية خاصة. ويساعد هذا في نشر ثقافة الجودة وتوفير رعاية صحية آمنة وفعالة للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية. وفي الوقت نفسه، يتم ضمان الحد من المخاطر واستدامة التحسينات المستمرة.
وفي إطار التزام الحكومة المصرية ببناء نظام فعال يعتمد على تحسين الأداء وتحقيق أعلى مستويات سلامة المرضى، أشار الدكتور أحمد طه إلى إطلاق مؤشر مصر، وهو ثمرة تعاون بين الهيئة العامة للاعتماد وتنظيم الرعاية الصحية ومنظمة الصحة العالمية. ويعد المؤشر بمثابة معيار وطني واحد لقياس الأداء وتحقيق التحسين المستمر وتطوير مؤشرات سلامة المرضى بناءً على بيانات دقيقة وشاملة في جميع أنحاء البلاد. وسيساعد ذلك على تحسين فعالية نظام التأمين الصحي الشامل وتحقيق مفهوم العدالة الصحية لجميع المواطنين.
أكد الدكتور أحمد طه رئيس هيئة اعتماد وتنظيم المهن الصحية أن تقنيات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والطب عن بعد تحدث ثورة في المجال الطبي وتساعد على تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى من خلال تمكين الكادر الطبي من اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة. وشدد على ضرورة إنشاء أطر تنظيمية واضحة ومتفق عليها دوليا لضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيات الحديثة. ويجب أن ينصب التركيز على حماية حقوق المرضى وتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة في تقديم خدمات الرعاية الصحية.
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية عن تقديره للمشاركة في هذا الحدث العالمي رفيع المستوى، مؤكداً أن هذه المشاركة تعكس مكانة مصر المتقدمة في مجال اعتماد مؤسسات الرعاية الصحية وتجسد التزام الهيئة بتعزيز التعاون الدولي والشراكات المستقبلية مع دول مبادرة الحزام والطريق لتبادل الخبرات لتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز ثقافة سلامة المرضى.
جدير بالذكر أن مبادرة الحزام والطريق أطلقتها جمهورية الصين الشعبية بهدف تعزيز التعاون بين أكثر من 140 دولة في مختلف القارات، من بينها مصر، في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والتجارة والرعاية الصحية والتعليم. يركز التعاون الصحي في إطار هذه المبادرة على تعزيز النظم الصحية الوطنية ودعم الاستعداد للأوبئة وتوحيد أنظمة الاعتماد. كما يهدف إلى دفع عجلة التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والطب عن بعد وتطوير بنية تحتية مستدامة للرعاية الصحية لمواجهة التحديات المستقبلية.