وزارة الداخلية السورية تعلن إعادة هيكلة شاملة لعملها

منذ 2 شهور
وزارة الداخلية السورية تعلن إعادة هيكلة شاملة لعملها

أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، عن إعادة هيكلة شاملة لأنشطتها. ويتضمن ذلك دمج الإدارات والهيئات الأمنية، وإنشاء إدارات جديدة، ومواصلة تطوير وتحسين أساليب العمل في بعض هذه الإدارات.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا، نقلت تفاصيله وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأوضح البابا أن القرارات شملت أيضًا تغيير أسماء بعض الوزارات والهيئات. كما تم الإعلان عن حزمة من القوانين التي يجري العمل على صياغتها حاليا للسيطرة على تجارة الأسلحة وتسوية أوضاع ملايين الأشخاص المطلوبين من قبل النظام السابق.

ويأتي ذلك في إطار الإصلاحات الإدارية المتسارعة في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، والتي تهدف إلى تطوير وتحسين قدرة الحكومة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في نهاية عام 2024.

** إنشاء 13 إدارة

وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية، بأن القرارات الخاصة بإعادة هيكلة عمل وزارة الداخلية بشكل شامل، تتضمن إنشاء عدد من الإدارات، “بما في ذلك إدارة خاصة لتلقي الشكاوى ورصد الأخطاء والمخالفات التأديبية”.

وأضاف أنه “تم أيضًا إنشاء إدارات منفصلة للاتصالات والشبكات وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني وأمن الاتصالات”.

وأوضح البابا أن الهدف هو “مواكبة العصر، وحماية خصوصية بيانات الوزارة وبيانات المواطنين على حد سواء، ومواجهة تهديدات القرصنة الرقمية والجرائم الإلكترونية، وتطوير أهم التطبيقات التي نحتاجها لمصلحة المواطنين”.

وأضاف: “كما تم إنشاء إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات تهدف إلى ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وإعادة تأهيل السجناء ليصبحوا أفراداً نافعين لأنفسهم ولمجتمعاتهم، وتصبح السجون وسيلة لتطبيق القانون وتقويم السلوك”.

وأشار البابا أيضًا إلى أنه تقرر “إنشاء قوة شرطة سياحية مهمتها حماية المعالم السياحية وزوارها. وسيتم تدريب أفرادها على إتقان اللغات الأجنبية والقدرة على التفاعل مع أشخاص من جنسيات مختلفة”.

وأوضح أن الهدف هو “تشجيع السياحة إيماناً منه بدورها المهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعريف العالم بالحضارة السورية”.

وتابع: “نظراً لتزايد انتهاكات وجرائم حقوق الإنسان الدولية، ولحماية كرامة الإنسان وحقوقه، أنشأنا وحدة مكافحة الاتجار بالبشر، التي ستتولى مكافحة شبكات الدعارة وتهريب البشر والاتجار بالأعضاء والتسول وغيرها من الجرائم”.

وأعلن البابا عن “إنشاء قوة مهام خاصة مكونة من عدة وحدات مؤهلة تأهيلا عاليا وموظفين متخصصين لمواجهة أي تهديدات من مثيري الشغب أو أخذ الرهائن”.

وأوضح أنه تم إنشاء إدارة لمكافحة الإرهاب لمواجهة التهديدات الأمنية في سوريا. وسيتم العمل بشكل وثيق مع جهاز المخابرات العامة. وأعلن البابا أيضًا عن إنشاء إدارة للحماية والأمن الدبلوماسيين، ستكون مسؤولة عن تأمين المرافق المهمة والمباني الحكومية والبعثات الدبلوماسية والشخصيات رفيعة المستوى.

وأشار إلى “إنشاء إدارة حدودية مسؤولة عن ضمان أمن الحدود البرية والبحرية لسوريا، ومكافحة الأنشطة غير القانونية على طول هذه الحدود بالتنسيق مع الدول المجاورة”.

وأوضح أنه تم إنشاء إدارة لسلامة الطرق لحماية الطرق الرئيسية والفرعية بما في ذلك الطرق السريعة الدولية والمطارات وخطوط الاتصالات والمعلومات والطاقة.

** دمج وتغيير الأسماء

وفيما يتعلق بدمج الأجهزة والأجهزة الأمنية وتغيير مسمياتها، قال البابا: “تقرر دمج أجهزة الشرطة والأمن العام تحت اسم قيادة الأمن الداخلي”.

وأضاف أنه تقرر أيضاً “تغيير اسم إدارة البحث الجنائي إلى إدارة البحث الجنائي نظراً لارتباطها السلبي بالسوريين، نظراً لأهميتها المهنية والأكاديمية”.

وأوضح البابا أن “مكافحة الجرائم الإلكترونية والابتزاز تقع ضمن اختصاص هذه الوزارة”.

** تطوير وزيادة الأداء

وبحسب المتحدث فإن قرارات إعادة الهيكلة شملت أيضاً تطوير وتعزيز عمل بعض الإدارات والأجهزة الأمنية، “بما في ذلك إعادة تنظيم الإجراءات وأتمتة المعلومات في الإدارة العامة للشؤون المدنية، مع إصدار بطاقات هوية جديدة بهوية بصرية جديدة تتناسب مع سوريا الجديدة الحرة”.

وأضاف البابا: “إن عمل إدارة مكافحة المخدرات يتعزز ويتوسع بعد أن جعل نظام الأسد سوريا أكبر مورد للكبتاغون. وتُبذل جهود لتوسيع دور الإدارة في مكافحة الإدمان من خلال افتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان وتوسيع المراكز القائمة بالتنسيق مع وزارة الصحة”.

وتابع: “في إطار عملية التطوير والتحديث، وُضعت رؤية لإدارة المرور مبنية على مفهوم المدينة الذكية. تتولى التكنولوجيا دور ضابط شرطة المرور، مما يحد من الفساد، ويرفع الكفاءة الإدارية، ويُسرّع من حل القضايا”.

**تسوية أوضاع المطلوبين

وعرض المتحدث حزمة تشريعية يتم إقرارها بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والداخلية بهدف “الحد من ظاهرة حيازة السلاح غير المنضبط ووقف انتشارها”.

وأضاف: “كان لدى أجهزة المخابرات وفروع النظام السابق ثمانية ملايين مطلوب، ونحن نعمل على توضيح أوضاعهم واستعادة حقوقهم”.

وأشار البابا إلى أن قرارات إعادة هيكلة عمل الوزارة اتخذت بعد لقاء تشاوري مع عدد من الكفاءات “وأغلبهم من المنشقين عن النظام السابق”.

وأوضح أن الهدف هو “بناء مؤسسة أمنية مدنية حديثة تعزز الشفافية وتحترم المعايير الدولية لحقوق الإنسان”.

وفي الختام أكد المتحدث أن وزارة الداخلية “مؤسسة خدمية تضمن للشعب السلم الأهلي وسيادة القانون والأمن اللازم للتقدم والازدهار”.

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق ومدن أخرى، منهية 61 عاماً من الحكم الوحشي لحزب البعث و53 عاماً من سيطرة عائلة الأسد.


شارك