الأونروا: مخطط المساعدات الإسرائيلي الأمريكي بغزة مقدمة لنكبة ثانية

منذ 5 ساعات
الأونروا: مخطط المساعدات الإسرائيلي الأمريكي بغزة مقدمة لنكبة ثانية

ويعتبر برنامج المساعدات أداة للتهجير القسري ويشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. ويبدو أن هذه الخطة تأتي في إطار نية الجيش الإسرائيلي طرد السكان من شمال قطاع غزة إلى جنوبه. وتتناقض الخطة مع المبادئ الإنسانية الأساسية مثل الاستقلال والنزاهة وحتى الإنسانية. إن منظمة تحترم المبادئ الإنسانية لا يمكن أن تقبل مثل هذه الخطة.

حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من أن الخطة الأميركية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة قد تكون مقدمة لـ”نكبة فلسطينية ثانية”.

ووصف لازاريني الخطة بأنها “أداة للتهجير القسري” و”جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.

وروجت إسرائيل والولايات المتحدة مؤخرا لخطة لتوزيع المساعدات على نقاط محددة في جنوب قطاع غزة. وسيتم تنفيذ الخطة من خلال منظمة غير ربحية مسجلة حديثًا في سويسرا تدعى مؤسسة غزة الإنسانية. وبحسب تقارير إعلامية عبرية، فإن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

في هذه الأثناء، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطة تهدف إلى تسريع عملية إجلاء الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه تمهيداً لطردهم وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كأحد أهداف الحرب.

وفي مقابلة مع موقع ميدل إيست آي البريطاني يوم الجمعة، قال لازاريني: “إن خطة نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة (التي أعلن عنها مؤخرا)، وكذلك الخطة الإسرائيلية الأميركية الجديدة لتوزيع المساعدات على قطاع غزة، تبدو وكأنها مقدمة لنكبة فلسطينية ثانية”.

يستخدم الفلسطينيون مصطلح “النكبة” لوصف أحداث 15 مايو/أيار 1948، عندما أُعلن عن قيام دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد طرد أكثر من 750 ألف فلسطيني.

ووصف لازاريني خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية بأنها “أداة للنقل القسري للسكان”، وهو ما يشكل بموجب القانون الدولي “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.

وأضاف أن هذه الخطة تبدو جزءاً من نية جيش الاحتلال طرد سكان شمال قطاع غزة إلى الجنوب.

وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الخميس، نقلا عن مصادر سياسية “مطلعة” لم تسمها، أنه بموجب هذه الخطة، “سيبدأ توزيع المواد الغذائية في جنوب قطاع غزة من قبل شركة أميركية الأحد المقبل”.

في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، الاثنين، أن شركة تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية ستقوم بتوزيع مساعدات إنسانية على الفلسطينيين في قطاع غزة بمساعدة أفراد مسلحين وذوي خبرة قتالية.

وتثير الشركة الجدل لأنها، وليس وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، تنوي توزيع المساعدات في مناطق معينة يحرسها الجيش الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أعرب لازاريني عن رفضه القاطع لأي محاولات لاستبدال نظام توزيع المساعدات الأممية في قطاع غزة، مؤكدا أنه “لا يمكن لأي منظمة تحترم المبادئ الإنسانية أن تقبل بمثل هذا النظام”.

وأوضح: “يتطلب نظام توزيع المساعدات الجديد من السكان التوجه إلى أربعة مواقع محددة جنوب قطاع غزة لتلقي المساعدات. وهذا يُجبرهم على مغادرة منازلهم، ويصبح نظام التوزيع أداةً للتهجير القسري”.

وأكد لازاريني أن هذه الخطة “لا تتوافق مع المبادئ الإنسانية الأساسية مثل الاستقلال والنزاهة وحتى الإنسانية”.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 176 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.

ويرفض نتنياهو المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم حرب وإبادة جماعية” إنهاء الحرب. وهو بذلك ينحني أمام الجناح الأكثر تطرفاً في حكومته الائتلافية اليمينية، والذي هدد بالانسحاب من الائتلاف وإسقاطه إذا تم التوصل إلى اتفاق مع حماس، واحتلال قطاع غزة، وتنصيب حكومة عسكرية.

بعد توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، دفع ترامب بخطة لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن. وقد قوبلت هذه الخطة بمعارضة شديدة في كلا البلدين، إلا أنها حظيت بدعم معظم الدول الأخرى، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية، فضلاً عن المنظمات الإقليمية والدولية.


شارك