رويترز تكشف حقيقة صور الإبادة الجماعية التي استخدمها ترامب لإدانة جنوب أفريقيا

كشفت وكالة رويترز للأنباء حقيقة الصور التي عرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال لقائه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والتي زعم أنها دليل على إبادة جماعية ضد المزارعين البيض في جنوب أفريقيا.
يشار إلى أن جنوب أفريقيا كانت قد تقدمت في وقت سابق بشكوى إلى محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
طلبت جنوب أفريقيا، الخميس، من المحكمة الجنائية الدولية إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال من كافة أنحاء القطاع. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، حكمها في القضية يوم الجمعة.
* صور من الكونغو
وفي يوم الأربعاء، فاجأ ترامب الرئيس رامافوزا بنظريات المؤامرة حول “الإبادة الجماعية البيضاء” في جنوب أفريقيا. وقد قدم مقطع فيديو وسلسلة من المقالات الصحفية المطبوعة لإثبات ادعاءاته. ورفض رامافوزا هذا الأمر بشدة.
وخلال الاجتماع، عرض ترامب، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، نسخة مطبوعة من مقال يحتوي على صورة، وقال لرامافوزا ووسائل الإعلام: “هؤلاء جميعهم مزارعون بيض يتم دفنهم”.
لكن وكالة رويترز أعلنت الجمعة أن الصورة التي استشهد بها ترامب جاءت من مقطع فيديو صورته الوكالة بنفسها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت رويترز إن الفيديو، الذي صدر في الثالث من فبراير وفحصه فريق التحقق من الحقائق التابع لها، يظهر عمال إغاثة يحملون أكياس جثث في مدينة جوما الكونغولية بعد اشتباكات دامية مع متمردين تدعمهم رواندا.
وأكدت الوكالة أن الصورة مأخوذة من هذا الفيديو واستخدمت في منشور قدمه ترامب لرامافوزا خلال الاجتماع في البيت الأبيض. ونشرت الصورة مجلة “أميركان ثينكر” اليمينية المحافظة ضمن تقرير عن الصراعات والتوترات العرقية في جنوب أفريقيا والكونغو.
ورغم عدم وجود تعليق مباشر للصورة في المنشور، فقد تم التعرف عليها على أنها لقطة شاشة من موقع يوتيوب، مع رابط لتقرير مصور لوكالة رويترز عن الكونغو.
ولم يستجب البيت الأبيض لطلب رويترز لتوضيح استخدام الصورة. في هذه الأثناء، قالت أندريا ويدبورج، مديرة التحرير في مجلة “أميركان ثينكر” ومؤلفة التقرير، إن ترامب “أخطأ في تحديد الصورة”.
وقال الشخص الذي صور الفيديو الأصلي: “أمام العالم، استخدم الرئيس ترامب صورة التقطتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية لإقناع الرئيس رامافوزا بأن البيض يُقتلون على يد السود في بلاده”.
وفي الأشهر الأخيرة، كثف ترامب انتقاداته للحكومة في جنوب أفريقيا. وهذا واضح بشكل خاص في قراره بخفض التمويل لخطة الطوارئ الرئاسية الأميركية للإغاثة من الإيدز واتهاماته المتكررة بـ”الإبادة الجماعية” ضد البيض في البلاد. لكن الحكومة في جنوب أفريقيا رفضت هذه الإدعاءات مرارا وتكرارا.
وخلال لقائه مع ترامب، رفض رامافوزا هذه الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدا أنه على الرغم من وجود جريمة في جنوب أفريقيا، فإن غالبية الضحايا هم من المواطنين السود وليسوا من البيض، كما زعم البعض.