بلدية غزة: القطاع على أعتاب مرحلة عطش جماعي

أطلقت بلدية غزة تحذيراً شديداً من انهيار كامل لشبكة المياه والصرف الصحي، ما قد يؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية تؤثر على مئات الآلاف من السكان والنازحين في المدينة المحاصرة. ومن الممكن أن يكون سبب ذلك انقطاع إمدادات الوقود والاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على البنية التحتية الحيوية.
وقال حسني مهنا المتحدث باسم بلدية غزة لوكالة شهاب للأنباء إن المدينة تعيش “واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخها”. وأكد أن النقص الحاد في الوقود جعل المجتمع لا يستطيع تشغيل آباره إلا لبضع ساعات يومياً، وأن إمدادات المياه انقطعت بشكل كامل في العديد من أجزاء المدينة. ويأتي ذلك في ظل تضاعف الطلب نتيجة اكتظاظ المناطق المحدودة بالنازحين.
وأضاف: “خط أنابيب ميكوروت، الذي يغذي نحو 70% من احتياجات المدينة، متوقف تمامًا منذ أيام. لم نتلقَّ أي وقود هذا الأسبوع، وانخفضت الكميات التي تلقيناها الأسبوع الماضي إلى النصف. وهذا يضعنا على شفا انهيار كامل في إمدادات المياه”.
وحذر أيضا من أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي “على وشك الإغلاق الكامل” بسبب نقص الوقود، الأمر الذي يشكل خطرا صحيا كارثيا نظرا لارتفاع درجات الحرارة والاكتظاظ. وأشار إلى أن أي إغلاق فعلي قد يؤدي إلى دخول مياه الصرف الصحي إلى المناطق السكنية.
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي المتواصل ألحق أضراراً بالغة بالبنية التحتية للمياه. وتضررت شبكات المياه بطول يزيد عن 115 ألف متر، وخرجت 63 بئراً عن الخدمة، ودمرت أربعة خزانات رئيسية. كما تم إغلاق محطة تحلية المياه الوحيدة في شمال غرب المدينة، والتي كانت تنتج نحو 10 آلاف متر مكعب من المياه يومياً.
وأوضح أن مدينة غزة تحتاج بشكل عاجل إلى ما لا يقل عن 16 مليون دولار لإعادة تأهيل مرافق المياه والصرف الصحي وإنقاذ السكان من أزمة قد تتطور إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
واختتم حديثه قائلاً: “نحن نقترب من مرحلة مجاعة شاملة، وقد يخرج الوضع عن السيطرة في أي لحظة. لذلك، ندعو جميع الجهات الدولية والإنسانية الفاعلة إلى التحرك فورًا، ووقف الحرب، وفتح المعابر، والسماح بدخول الوقود والمعدات لمنع أي انفجار آخر”.