“فخ البيت الأبيض”… هل يعيد قادة العالم حساباتهم قبل مقابلتهم ترامب؟

منذ 3 ساعات
“فخ البيت الأبيض”… هل يعيد قادة العالم حساباتهم قبل مقابلتهم ترامب؟

منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، استقبل في مكتبه البيضاوي العديد من رؤساء الدول والحكومات. ومع ذلك، كانت معظم هذه اللقاءات مواجهة وغير دبلوماسية على الإطلاق. وأثار هذا جدلاً حول ما إذا كان الضيوف قد تم استدراجهم إلى “فخ التفاوض” لإجبارهم على تقديم تنازلات لواشنطن.

وفي اجتماعه الأخير في المكتب البيضاوي، استقبل ترامب الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا وسط أجواء متوترة. عرض الرئيس الأمريكي على وسائل الإعلام مقطع فيديو أدان فيه “الإبادة الجماعية البيضاء” في جنوب أفريقيا واتهم حكومة رامافوزا بمصادرة أراضيهم.

1_1_11zon

وبحسب وكالة رويترز، اعتبر المراقبون الاجتماع استعراضيا أكثر منه بحثا عن حلول. ورغم أن الرئيس الجنوب أفريقي رفض هذه الاتهامات، فقد اتفق الجانبان على مواصلة المحادثات بشأن المعادن الاستراتيجية وتوسيع واردات الغاز من الولايات المتحدة.

طرد زيلينسكي من البيت الأبيض

ولم يكن رامافوزا الضحية الأولى لإثارة الرئيس الأميركي في البيت الأبيض. وفي نهاية شهر فبراير/شباط، التقى ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

2_2_11zon

وخلال الاجتماع، قاطع ترامب ظهور زيلينسكي الإعلامي وطلب منه شكر الولايات المتحدة على دعمها العسكري. ثم هاجمه بسبب شروطه لوقف إطلاق النار وتأخيره في إبرام اتفاقية المعادن النادرة مع واشنطن.

أعلنت شبكة CNN أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحاشيته طُردوا من البيت الأبيض بعد توبيخهم من قبل ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس.

العاهل الأردني والمؤتمر الصحفي المفاجئ

وفي ضوء مشاركته في حرب غزة، دعا الرئيس الأميركي الملك الأردني عبد الله الثاني لزيارة البيت الأبيض. لمناقشة خطة ترامب لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي قوبلت برفض واسع من القوى العربية والدولية.

وخلال اللقاء، تفاجأ العاهل الأردني بحضور وسائل الإعلام، وهو ما يخالف البروتوكول المعتاد في مثل هذه اللقاءات. حاول الرئيس الأميركي إحراج الملك عبد الله أمام وسائل الإعلام من أجل إجباره على تقديم تنازلات بشأن خطته لنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن كما أعلن في البداية.

3_3_11zon

وكان الرئيس الأميركي اقترح ترحيل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن لإعادة إعمار القطاع، وتحويله، كما زعم، إلى “ريفييرا الشرق”. لكن القاهرة وعمان رفضتا ذلك رفضا قاطعا.

فخ التنازلات الأحادية الجانب

وحذر دبلوماسيون غربيون من أن نهج الرئيس الأميركي تجاه مثل هذه الاجتماعات يضع ضيوفه في المكتب البيضاوي أمام خيارات صعبة: إما قبول الشروط الأميركية التي قد تتعارض مع مصالحهم الداخلية، مثل التخلي عن سياسة الإنتاج أو تعديل حصص التصدير، أو ترك البيت الأبيض يبدو ضعيفا على الساحة الدولية، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

الاستعداد لفخاخ ترامب

وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي أن عدة عواصم حول العالم أرسلت بالفعل وفوداً فنية وقانونية مسبقاً لصياغة اتفاقيات مفصلة والتأكد من توقيعها قبل الاجتماع الرسمي. والهدف هو التركيز على الأحكام الملموسة للاتفاقيات وتجنب الوقوع في فخ التصريحات الإعلامية الفورية التي يستغلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونصح خبراء دبلوماسيون بضرورة تركيز المناقشات على القضايا الاستراتيجية وتجنب المواضيع السياسية.


شارك