جاري لينيكر.. آخر ضحايا “انحياز” بي بي سي لإسرائيل والتهمة “معاداة السامية”

منذ 5 ساعات
جاري لينيكر.. آخر ضحايا “انحياز” بي بي سي لإسرائيل والتهمة “معاداة السامية”

تواجه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) موجة جديدة من الانتقادات اللاذعة فيما يتصل بحيادها الصحفي. وجاء ذلك بعد سلسلة من الأحداث والتقارير التي كشفت عما وصفه الصحافيون والنقاد بـ”تحيز واضح ضد الرواية الإسرائيلية”، خاصة في تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتجدد الجدل مجددا بعد أن أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن مقدم البرامج الرياضية الشهير غاري لينيكر سيترك منصبه بعد نهاية موسم كرة القدم 2024/2025. وأوضحت القناة أن لينيكر لن يشارك في تغطية كأس العالم 2026 أو موسم كأس الاتحاد الإنجليزي الجديد.

وجاء القرار بعد أن شارك لينيكر منشورا على موقع إنستغرام من جماعة مؤيدة للفلسطينيين تضمن مقطعا عن “الحركة الصهيونية” ورسما لفأر اعتبر إشارة إلى لغة النازية المعادية للسامية. ورغم أنه حذف المنشور واعتذر رسمياً، إلا أنه تقرر إنهاء علاقته بالمحطة بعد أكثر من عقدين من الزمن قضاها مقدماً بارزاً.

شاهد هذا المنشور على الانستجرام

منشور بقلم غاري لينيكر (@garylineker)

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها لينيكر الجدل بتصريحاته ونشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي. في عام 2023، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنها أجرت “مقابلة صريحة” مع النجم الإنجليزي انتقد فيها سياسة اللجوء التي تنتهجها الحكومة البريطانية وقارن خطابها بخطاب ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن العشرين.

وفي فبراير/شباط 2025، وقع أيضاً على رسالة تدعو إلى إعادة بث فيلم وثائقي عن غزة تم إزالته من منصات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لأن الراوي فيه كان ابن أحد مسؤولي حماس.

11

اتهامات بالتحيز ضد إسرائيل

في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، أرسل ثمانية صحفيين من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) رسالة إلى قناة الجزيرة الإنجليزية يتهمون فيها المحطة بـ”التحيز المنهجي لصالح إسرائيل”. وزعموا أن التقارير الإخبارية بالغت في تصوير الضحايا الإسرائيليين، وأهملت معاناة الفلسطينيين، وتجاهلت السياق التاريخي للصراع.

وتضيف الرسالة أن التقارير المتعلقة بإسرائيل تفتقر إلى التدقيق النقدي، على عكس التقارير المتعلقة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأكد الصحافيون أن “مصطلحات مثل المجازر والفظائع تستخدم فقط في سياق الحديث عن حماس، بينما يتم تجنبها عند وصف تصرفات إسرائيل، على الرغم من تقارير منظمات حقوق الإنسان”.

في هذه الأثناء، أغلقت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحقيقاتها مع ستة من صحافييها العرب بعد أن أشادوا بعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وأوقفتهم عن العمل على إثر ذلك. وهي الخطوة التي اعتبرها كثيرون جزءاً من سياسة “قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين” داخل المؤسسة.

واتهمت اللجنة أيضًا بحذف معلومات مهمة من تقاريرها. على سبيل المثال، تمت ترجمة تصريحات أحد الأسيرات الفلسطينيات المفرج عنهن حول معاناة النساء الأسيرات بطريقة مشوهة. وفي وقت لاحق، اضطروا إلى حذف الفيديو والاعتذار عن “خطأ في التحرير”.

22

اعتراف من الداخل: “ربما ارتكبنا خطأً”

اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأنها ارتكبت خطأ في تقريرها. واعترف ديفيد جوردان، مدير التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، خلال جلسة برلمانية، بأن الهيئة “ربما ارتكبت خطأ” في تغطيتها لجلسات محكمة العدل الدولية المتعلقة بمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.

وأثار اعتراف رئيس التحرير بالتقارير غير المتوازنة ردود فعل مدمرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب أحد المعلقين: “تحدث الأخطاء بشكل غير مقصود، ولكن ما حدث كان مقصودًا بوضوح”، بينما وصفه آخر بأنه “قرار تحريري وافقت عليه أعلى مستويات الإدارة”.

انتقدت النائبة البريطانية جولي إليوت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بسبب بثها قضية إسرائيل كاملة وليس فقط مقتطفات من قضية جنوب أفريقيا. وأشار جوردان إلى أن “فريق الأخبار أدرك لاحقًا أن التعديلات كانت ضرورية”، مضيفًا: “لو أعيد بث العرض، فربما كانوا سيستجيبون بشكل مختلف”.

وتزايدت الانتقادات الموجهة للأداء التحريري والصحفي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) منذ اليوم الأول للهجوم. وتعرضت مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لوسي ويليامسون لانتقادات شديدة بعد دخولها مستشفى الشفاء في قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي برفقة الجيش الإسرائيلي لتغطية ما توصلت إليه قوات الاحتلال خلال تفتيش المجمع الطبي.

وواجهت هيئة الإذاعة البريطانية انتقادات أيضًا بسبب تقريرها المثير للجدل، والذي تم نشره قبل مذبحة مستشفى المعمدان. وتضمن التقرير عنوانا يشير إلى أن حماس تقوم ببناء أنفاق تحت المستشفيات. واعتبرت وسائل الإعلام ذلك بمثابة مقدمة للهجوم على حماس، وذريعة تقدمها المنظمة للجيش الإسرائيلي على طبق من فضة.

ولم تقتصر الانتقادات الموجهة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على أصوات التضامن مع فلسطين. كما كثف اليمين البريطاني هجماته بعد أن نشرت المنظمة تقريرا عن إذلال الطاقم الطبي في مستشفى ناصر في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.


شارك